مقالات وآراء

ما تكضِّب يا البرهان ، بالله عليك ، كفاكَ كِضِب ، وكفاية هرْشَة كضَّابة! 

عثمان محمد حسن
* عندما يتحدث البرهان عن الجيش ، فإنه  يتحدث عن شخصه هو ، لقد اختزل الجيش السوداني كله في ذاته هو ، وحين إنتبه الشارع السوداني لتلك الخصلة في البرهان ، هتفت الكنداكات وهتف الشفوت : “الجيش ما جيش البرهان ، الجيش جيش السودان!”…
* إنه نفس السودان الذي إنقلب البرهان على وجوده كدولة كاملة الأركان في يوم 25 أكتوبر 2021م ، وزرع في كيانه زلزالاً فاقَت درجاته أعلى ما سجله مقياس ريختر في تاريخ قياس الزلازل والأعاصير ما تسبب في تفكك مخيف في نسيج السودان الإجتماعي ، وانهيارات مدمرة في فضاءاته الإقتصادية والسياسية والإنسانية…
* وبدون حياء ، ذهب البرهان وألقى كلمات مُرسَلة أمام الجيش (وبراءة الأطفال في عينيه) ، مدعياً أن الجيش لن يقف متفرجاً على انهيار البلاد، ولن يتخلى عن دوره في ضمان أمنها…
* ما تكضِّب يا البرهان ..  كفاكَ كِضِب! فأنت ، قبل أي شيئ ، لستَ الجيش السوداني ، فإياكَ إياكَ والاصرار على إقحام الجيش في كُرْهِ الشعب لك وفي محاولاتك مداراة مثالبِك التى لا تحصى منذ أن كنت أنت (رب الفور) ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! .
* أيها الناس ، إنه نفس البرهان زارع الزلزال والأعاصير في كل شبر من أراضي السودان ، يقول إنه لن يقف متفرجاً على انهيار البلاد، بينما السودان ينهار بتسارع مخيف ، والبرهان مكنكش في الكرسي المسروق..
* وهو نفس البرهان الذي أوعز للإسلاميين أن يظهروا قوتهم بمليونية حاشدة ، فحشدوا  أشهى الأطعمة وألذ المشروبات ، وسمح لهم بتجهيز أحدث حافلات نقل الركاب .. ويسَّر لهم خدمات الانترنت وترك لهم الكباري سالكة ، وخصص شرطة المرور لتنظيم حركة حافلاتهم ومسيراتهم ، وأمر شرطة آخرين لحمايتهم من (غضبة الهبباي) المناهضة لانقلابه المشئوم…
* إنه نفس البرهان الذي حارب لجنة إزالة التمكين ، ووضع أعضاء اللجنة في المعتقلات، ثم عكف يكسر كل قراراتها الثورية ، وانبرى يتعاطى مع الدولة العميقة بكل تحد لأهدفِّ الثورة المجيدة ، وأطلق سراح الحرامية وأعاد إليهم ما نهبوه من الأموال نقديةً وعينيةً…
* إنه نفس البرهان الذي يتخفى وراء الجيش ، أتى يتنمر على المؤتمر الوطني والإسلاميين ويحذرهم ، من وراء الجيش ، بألا يتخفوا وراء الجيش…
* إنه يمالئهم ، ومع ذلك يرسل لهم تحذيراً مشوشاً: “ارفعوا أيديكم عن الجيش”.. ونعلم أنه حليفهم وحليف الحركات المهزومة في منطقتي (النخارة وقوز دنقو) عام 2015م ، ويعتمد على دعمها الكامل لانقلابه ويرتدون عباءات الحرية والتغيير بالمقلوب ، ويعلن أنه لا يتعاطف مع أي فئة..
” هل كان جاداً في تنمره على حلفائه من الإسلاميين والمؤتمر الوطني؟ أم يا تُراه اقتنع بأنه كان يتكئ على (حيطة مايلة) ، ففجر قنبلته ضدهم، قنبلة يراها معظم الديسمبريون قنبلةً (فَشَنق)؟!
* يصف أمين حسن عمر تنمر البرهان على الكيزان بأنه “كلام منابر”، أي أنه (كلام ساكت)؛ ويقول أمين حسن عمر عن الخطاب أن “في مجمل خطاب البرهان انحياز لوفاق شامل ، وأن الجميع -باستثناء المؤتمر الوطني- سيشاركون في هذا الوفاق”..
* والإنحياز للوفاق الشامل يعني أن الباب مفتوح لأعضاء حزب المؤتمر للوطني ، بمختلف مسميات فروعه ، إذا اختلقوا حزباً باسم (قوى الحرية والتغيير الجناح الوطني) ، مثلاً ، كما فعلت جماعة من الانقلابيين الذين احتموا وراء لافتة قوى الحرية والتغيير .. وهي لافتة جاذبة جداً..
* وكلو عند العرب صابون ! .

‫4 تعليقات

    1. شكراً جديلاً على التعليق الإيجابي والإطراء..
      أما كلمة (مثالِب) فهي جمع مَثْلَبَة وتعني (عيب)، وقد عنيتُ بمثالب البرهان، في المقال، ( عُيُوبَهُ)..

      1. شكرا على المقال الموضوعي الراقي، كعهدك دائما.
        “مثالب” كلمه صحيحه، وفق “التعبير” المعني. أما “مسالب” فلم امر عليها من قبل اخ/ خالد.، ما لم يكن القصد جمع “سلبيه”، و في هذه الحاله تكون صيغة الجمع “سلبيات”.. و الله اعلم.
        و لكما تقديري؛؛؛

  1. سِيَرٌ و أخبار

    تَوَاتَر فيما تواتر عن سِيَرٌ و أخبار الكذابين حديثٌ انتشر في
    نواحي السودان ، ثم سارت به من بعدُ العُرْبَان و الرُكْبان . فقد قيل أن
    شخضاً يعيش في أمصار جزيرة العرب يقال له مُسَيْلمة الكذاب،
    كان يكذب و يكذب و يتحري الكذب و يتنفس كما يكذب و يكذب
    كما يتنفس. أو كما قال أبو الفضل بيدر المكاشفي و هو من ورَّاقي
    السودان.
    علي أنّ ابلغ وصفٍ لكذب مسيلمة الكذاب هو ما أدلي به أحدهم،
    و كان أبلغ أهل زمانه طُرَّا، حينما قيل له صِفْ كذب مسيلمة وصفاً
    لم يجاوزك فيه السابقون و لا يَبُذُّكَ فيه اللاحقون حيث قال :
    بل إن مسيلمة يكذب كما يكذب كالبرهان ؛ ثم سكت برهة ثم قال :
    واللهِ لن أزيد ! و الله لن أزيد !!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..