النظام يعرف ماذا يريد من استفتاء دارفور -لكن هل تعرفون ماذا تريدون يا جبريل إبراهيم؟

بسم الله الرحمن الرحيم

كتب جبريل إبراهيم محمد رئيس حركة العدل والمساواة السودانية المعارضة ، مقالاً مطولا نُشر على صفحات المواقع الإلكترونية السودانية بتأريخ 20 فبراير 2016 يتساءل فيه عن أسباب اجراء استفتاء دارفور في التوقيت المختار وكأنه لا يعرف دين وأخلاق هذا النظام الذي يشن حربا شعواء على الدارفوريين لثلاث عشر عاما ليس لجرم اقترفوه لكن ذنبهم الوحيد هو أنهم طالبوا بحقوقهم المشروعة في العيش الكريم.
هذا السؤال مشروع جدا إذا كان السائل واحد من أبناء دارفور المقيمين في معسكرات النزوح أو مخيمات اللوجوء أو واحد من دارفوريي الشتات…لكن أن يأتي السؤال من رئيس أكبر حركة دارفورية مسلحة رفعت السلاح من أجل رفع الظلم عن أهل دارفور والدفاع عنهم ، هذا ما يجعل ذات الدارفوريين يضربون خدودهم ويشقون جيوبهم.
وبدون ترديد للنقاط التي ذكرها جبريل إبراهيم لتفنيد مقاله (ماذا يريد النظام من استفتاء دارفور؟) ، فإن النظام السوداني يعرف جيداً ماذا يريد من استفتاء دارفور في التوقيت الذي اختاره…إنما السؤال الذي يطرح نفسه هو :هل تعرف الحركات الدارفورية المسلحة المعارضة ماذا تريد هي؟.
أولاً/ ندين بشدة الحرب العنصرية القذرة التي تشنها مليشيات النظام على سكان جبل مرة في اقليم دارفور في هذه الأيام وهي دليل إضافي على نزعة الشر المتأصلة في نفوس أهل الإنقاذ والتي تستهدف أهالي دارفور ، طالما أنهم على استعداد للوقوف إلى جانب كلمة الحق في وجه الإرهاب الحكومي المتمادي بحقهم.
إن هذه الحرب المنكرة هي تجسيد لغطرسة القوة التي تستبد بقادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم والتي تصاعدت عبر السنوات من خلال الدعم المليشياتي اللامحدود للمشروع الحضاري الإسلامي ومن خلال الرهان السياسي الخاطئ لبعض الحركات الدارفورية المسلحة التي وقعت اتفاقات استسلامية هنا وهناك مع نظام لم يتوقف يوماً ما عن طمس الحقائق وتزوير الواقع.
إن هذه الحرب اللعينة الظالمة يجب أن تشكل مفصلاً في التعامل مع مليشيات النظام على مستوى كل الحركات المسلحة المعارضة ، وأن تلك الحركات أمام امتحان تاريخي لتثبت مصداقيتها المهتزة أساساً، وهي مطالبة بالقيام بواجبها البديهي في مواجهة إجرام عمر البشير المتمثل بالجرائم المتعاقبة والتي لن يكون آخرها استهداف سكان جبل مرة.
قادة الحركات الدارفورية المسلحة المعارضة مطالبون بالوقوف ولو لمرّة واحدة الموقف المطلوب منهم من قبل أهلهم ، إذ إن تعابير الاستنكار والإدانة باتت غير كافية أمام المشهد الدموي، ومطالبون بإعتماد استراتيجية عملية ملموسة للدفاع عن الدارفوريين في قراهم ومعسكراتهم ومخيماتهم المنتشرة على كل ربوع الإقليم وتقديم كل الإمكانات اللازمة لمساعدتهم على البقاء في أرضهم وإنهاء كابوس حكم الجنجويد ومليشيات الدفاع الشعبي ذلك أن من يحمل السلاح عليه استخدامه لا أن يضعه في الرف ويلجأ إلى بيانات الشجب والإستنكار والمقالات الصحفية.
فيما يتعلق بإستفتاء دارفور ، فإن النظام يريد به خلق متغيرات على أرض الواقع تقلب رأساً على عقب كل الحقائق التي سادت آلاف السنين ، فسياسته تقوم على فرض الأمر الواقع وخلق وقائع مادية لتغيير الوضع القانوني للإقليم بما يخدم مخطط النظام الرامي إلى بدونة ، بكلمات أخرى، إدخال تغييرات جوهرية على التركيب السكاني والوضع الجغرافي والإداري والاقتصادي لتحويل السكان الأصليين إلى أقلية هامشية تخبو تدريجياً، فيما يتعزز الوجود البدوي والجنجويدي في الإقليم.
إن شكوى جبريل إبراهيم محمد التي قدمها في مقاله المذكور إنما هي مضحكة وتعكس ضعف وهشاشة الحركة التي يقودها في دارفور ، ذلك أن من يحمل السلاح في دارفور بإسم الشعب ، عليه ان لا يشتكي ، بل أن يستخدم سلاحه لإفشال التآمر والمخطط الحكومي في الإقليم مثلما فعل الجيش الشعبي عندما أفشل الإنتخابات العامة في كل دوائر ومراكز اقليم جبال النوبة/جنوب كردفان بنسبة 100% ليلجأ عمر البشير من بعدها إلى عملية تعيين نواب لهذه الدوائر الإنتخابية.
الآن في اقليم دارفور هناك أكثر من خمسين حركة مسلحة ، عشرة منها وقعت على ما يسمى بإتفاق “الدوحة” و36 منها انضمت لحوار البشير والبقية تزعم معارضتها للنظام ، لكن حتى تلك التي رفضت حوار البشير لم تكن تعرف بالضبط ماذا تريد من حربها وهي متعثرة بسبب التطرف القبلي ويبدو أيضا أنها رفضت ان تستفيد من تجربة (الجيش الشعبي) في حربه مع النظام في جبال النوبة والنيل الأزرق.
على الحركات الدارفورية التي تدعي المعارضة أن تلزم نفسها ببناء حركة موحدة جديدة قادرة علي هزيمة النظام في الميدان ومنعه من تغيير التركيبة السكانية للإقليم السبب الحقيقي من استفتاءه ، أما إذا تمسكت كل حركة بموقفها الأحادي الأناني فهذا حتما سيساعد النظام على المضي قدما في تنفيذ مخططاته دون مقاومة.
نعم -عندما تتوحد الحركات المسلحة في جبهة واحدة قوية فإنها تستطيع افشال الاستفتاء الذي تعتزم عصابة الخرطوم تنظيمها في أبريل من العام الحالي ويجب ان تحدد هذه الحركات وبكل وضوح ماذا تريد من حربها…وإذا كانت تريد اسقاط النظام فعليها ان تعتمد على سلاحها في تحقيق هذا الهدف لا على بيانات الإدانة والشجب والمقالات السياسية…أما إذا كانت تريد مساومة النظام والدخول معه في حوار عبثي هزلي على غرار الذي انهى جلساته في قاعة الصداقة فعليها إذن ان تأخذ أمتعتها وتذهب للخرطوم وتترك الشعب الدارفوري وشأنه ربما تنزل عليه رحمات السماء لإنقاذه.
والسلام عليكم..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. https://www.youtube.com/watch?v=8viKa9Rq10M

    اخي بريش كلام ممتاز , لكن اتسائل لماذا اصبح عندنا جبهتين ثوريتين ؟؟؟ و لماذا رفد ضبات حركة تحررية ثورية ؟؟؟ هل في ادب الثورات رفد و احالة للمعاش ام ان هناك تسلل لسرطان الجلابة الجدد في عصب الثورة السودانية ؟؟؟؟

    بيدو لي كل الحركات الموروثة من قادتها القدامي اذا اقيتلوا مثل قنق و خليل او تامر عليهم الحجلابة الجدد مثال القائد الوحيد الصامد عبد الواحد.

    اني لا اري اي مبرر ان تترك كل الحركات عبد الواحد يقاتل الان وحده و البقية تهرول لفنادق التفاوض و اكل جيفة الثورا الشهداء المغمصة بصديد تقيح جراج المغتصبات من بنات بلادي

    اتفق معك مافي حل غير توحيد الحركات الثورية و لابد من اللاتحام بكل جماهير السودان بتعديل الخطاب و السلوك ولابد من اصتصحاب بقية الثوار من ارض الشمال و الوسط , اي لابد من التحام جميع المضهدين في مواجهة الجلابة الجدد و هذا العنصر الانتهازي المكون من قبائل الهامش المركز الشمالي النيلي , بمعني الجلابة الجدد بهم النوباوي و البقاري و الدنقلاوي و الفوراوي و الجعلي و الادروب وبقية القبائل , همهم و احد هو سرقت مقدرات الشعب السوداني و تدمير السودان و تفتيته . اخوك زول ساكت شحتو

  2. صدقت و أبنت

    لدى إحساس ان حركة العدل و المساواة مثلها مثل كثير من الحركات المعارضة في طريقها الى مصالحة النظام.

  3. صحيح ان الاستفتاء علي موضوع هو اسلوب ديمقراطي تنتهجه الدول الموجود بيها نسبه عاليه من المتعلمين ..وعندما يدلون باصواتهم يعرفون سيئات وحسنات الموضوع ويدلون برايهم بحريه..لكن هل هذا هو الحال في بلد كالسودان او اقليم كدارفور..ماذا يعرف المواطن البسيط عن حسنات ومساويء الفرق بين نظام الاقليم او الولايات؟؟؟بالله عليكم اذا كانت الاميه اكثر من 80% فماذا نتوقع من مجتمع كهذا ان يكون رايه وهو يضع القبليه كاولويه..الاكيد طبعا حيكون نتيجة الاستفتاء منحازه لوجود ولايات وبالتالي بختكم يا اهل دارفور بدل رئيس واحد ياكل هو واهلو حيكون عندكم 4-5 ولاه ياكلو ويتمتعو هم واقاربهم باموالكم وانتو الضحك شرطكم

  4. خمسييييييييين حركة مسلحة؟ و الله عجيب!! صدق الذي قال:
    تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً *** وإذا افترقن تكسرت آحادا

  5. اقتباس :-
    مثلما فعل الجيش الشعبي عندما أفشل الإنتخابات العامة في كل دوائر ومراكز اقليم جبال النوبة/جنوب كردفان بنسبة 100% ليلجأ عمر البشير من بعدها إلى عملية تعيين نواب لهذه الدوائر الإنتخابية.

    دارفور ذهب أو كاد و السبب يتحمله الأنانية المفرضة و حب الرئاسة و عدم التوحد لزعماء الحركات ( و هذا درس مجاني ) لكل من يريد ان يعتبر

    نعود للحركة الشعبية شمال و نقول عليها ان تدرب كل من يستطيع حمل السلاح من شيوخ و رجال و نساء للدفاع عن انفسهم و ارضهم فليس منطقيا” ان يفر الآلاف في زعر بزعم انهم مدنيون من امام مرتزقة مقصدهم حرق الأرض و من عليها من بشر و حجر
    و لكم في جبل مرة عبرة فمخطط الحكومة واحد

    و السلام

  6. لو كنت تعرف طبيعة الحركات الدارفوريه وخاصة”العدل والمساوة فلن تدعوهم ابدا” لهذة المهمة العظيمه وهي حماية أهل دارفور من العدوان المستمر وهذه هي اشكاليه الكثيرين من مثقفي دارفور يفقدون تماما” ماهية الحركات الدارفوريه..وقد كنا قريبين جدا” منها فالطريقه التي يفكر بها قادة الحركات تختلف تماما عن خطابها السياسي الظاهر وان عن ما يعتقده الكثيرون وهي تنظيمات أسرية بحته لديها اشواق وطموحات غريبه متقدمه علي مصلحه أهل دارفور واعتقد انه من االافضل لمستقبل دارفور ان تجنح هذة الحركات للانضمام للنظام فالصراعات الشخصيه والحقد الذي يضمرونه للناس وبينهم كافيه لتدمير دارفور مائه عام وخاصة حركة العدل والمساوة التي يقودها إسلاميون يحملون أفكار وتربيه الترابي المليئه بالانانيه والحقد والمؤامرات والفتن وحب االزعامه ..والذي ينتظر منهم الخلاص موهوم وغارق ف الوهم…

  7. لو كنت تعلم طبيعة الحركات الدارفوريه بسوق لن تدعوهم لهذة المهمه العظيمه وهي ترك الانانيه والأهداف الذاتيه من أجل حكايه الدارفوريه من العدوان المستمر وهذة اشكاليه الكثيرين من مثقفي دارفور لا يزالون يحسنون الظن ويضعون آمال كبيرة ف الحركات المسلحه وقد كنا قريبين جدا”منها فالطريقه التي يفكر بها قادتهم يختلف تماما عن خطابها السياسي وهذة التنظيمات اسرية بحته وتحكمها النزعه الفرديه ولديها أشواق وطموحات غريبه تتعارض مع المصلحه العامه وتتطلعات أهل الدارفور فالصراعات الدمويه والاغتيالات التي وقعت بينها والمؤمرات والحقد وسؤ الظن الذي يحملونه لأهل دارفور كبير ولا يعلم به الا الله ولو قدر لهم ان سيطروا علي دارفور سيندم الناس ندما” عظيما وسيذيقون الناس العذاب..وخاصه حركه العدل والمساوة التي يقودها اسلاميون تربوا علي افكار الترابي المليئه بالمكر والالحقد والمؤمرات والانانيه ….ولذلك من الافضل يتركهم الناس لينضموا لهذا النظام لانه يشبههم ويكفي ما خلفوة الان من الخراب والصراعات ونشر الكراهيه حتي داخل القبيله الواحدة والتي لن تزول لعشرات االسنيين..

  8. بعض عشرة سنوات ونيف اصطدمت المساكين الحياره بواقع المرير للحركات المسلحة بالشر وليست بالسلاح على راسهم شيطان راكب محمود( جبريل)، عند يومها قلنا قولتنا ان الاشرار قد اجتمعوا لا لشئ سوى للازلال اهل دارفور وللهتك نسيج الاجتماعى الدارفورى التى قلما تجده بالبقية المجتمعات بأسره، لانهم اتوا من رحم لايعرف الخير واعنى فكر ترابي، والان قد استبانت الحقيقة وزهق الباطل ولكن بعض ان دفع اهل دارفوركل غالى ونفيس، فلذات اكبادهم، نسجيهم الاجتماعى، الهجرة والنزوح الى دياراً غير ديارهم، املا فى تحقيق امالهم وتطلعاتهم والآن يتطلون العودة الى ديارهم التى اخرجوهم منها عنوة ولم يجدون سبيلا.
    للآسف اليوم راكب شيطان محمود يتوسل الى اهل دارفور بنعوت عافته زمان وبعض ان فقد كل شئ له قيمة،وبعض اصبح لايجد لنفسه شبرا من تراب دارفور،لجأ الى بلاد الامن والحرية و يفترش شوارع باريس و يتخذ كافيهاتها مكتبا للارسال رسائله الشيطانية، يا هذا بماذا تريد للاهل دارفور بعض ان قتلتهم وشربت دمائهم، ارملت نسائهم، ايتمت أبنائهم، كنزت بإسمهم، ملكت اموال قارون بإسمهم وبدمائهم.
    احسب ان الحساب ولد، لابد من مراجعته فى اية وقت وزمان وأن الدماء لاتذهب هدراً، حتما ستقتص عاجلآ ام اجلآ،، انتهت ما يسمى الحركات واصبحت شياطين ارجموهم مع شيطان الخرطوم بشير وزبانيته، للاهل رب يحميهم.

  9. استاذنا الكبير بكري لك التحية

    لقد لمست الصدق في كلماتك ، بغض النظر عن إتفاقي لبعض أو كل ما تناولته في مقالك ، إلا إننا (أنا و أنت) و جميع الشعب السوداني ، يهمنا أمر المواطن السوداني في دارفور و جميع بقاع السودان ، حتى في جنوبنا الذي إستقل جغرافياً و لم ينفصل من وجدانا.

    الحكومة تَبلعِنا دُرْابها و الحركات المسلحة تَبلعِنا دُرْابها و كل من هب و دب يَبلعِنا درابه ، و نحن عيِنَّا في الحقيقة و نَضَارى.

    الفور شعب مسالم (أغلبه مزارعين) ، لا يسعى للحرب أو حمل السلاح إلا في حدود حماية أراضيه ، أو العمل بالقوات النظامية ، و شعب حضارة و تاريخ و لديهم تميز في حفظ القرآن لا يوجد مثيل له في العالم الإسلامي (حبال الفور) و يقرأون القرآن على رواية (أبي عمر الدوري) ، لسان قريش الأول ، كيف يصل بهم وصل بهم الحال؟

    لإختلافات في المصالح السياسية (معروفة تاريخياً و لا داعي لذكرها) ، أُقحم الفور في هذا الصراع ، و هم المعروفون تاريخياً بإنهم أصحاب أرض (حواكير) ، و الآن هم ينزحون من أراضيهم لأن أبناءهم حملة السلاح إحتموا بهم فجلبوا إليهم آلة بطش النظام و ناره ، و إخوتهم في الحركات المسلحة (الشقيقة) ، يطرحون مشروع تغيير إسم دارفور ، و نحن باقي شعوب السودان لا يحق لنا الإدلاء برأينا!

    إذا قررت القبائل المتواجدة بمثلث حلايب إنهم يتبعون لمصر ، هل هذا يعطي المصريين الحق لإغتصاب حلايب؟ لا و ألف لا ، فالأرض ملك الأمة.

    نسبياً ، ربما عبد الواحد نوعاً ما ، صحيفته نظيفة من ناحية علاقته بالنظام ، لكنه كقائد يفتقد للبعد الإستراتيجي ، فهو يعلم أن الداعمين يمدونه السلاح بحساب ، بحيث يستمر على الأرض ، لكن لا يمكن أن يحقق نتائج تخل بميزان القوى ، (القصد إضعاف مقدرات الإقليم و الدولة) ، و بحيث لا يتفوق على الحركات الأخرى ، و أعلم أن هذا يدخلنا في إتهامات و جدل (بالنسبةَ لى) ، لكنه قراءة للواقع على الأرض.

    كيف إنشق منه مني أركوي ، إن لم يكن يضمن أن يجد داعمين ، و هو حنى اللحظة يتوفر له الدعم و التمويل (بواقع الحال) ، و بالتأكيد هو لا ينال دعمه و تمويله من عبد الواحد.

    أي إنسان عادي يحمي بيته بكل ما لديه من قوة ، و من الطبيعي أن يجعل معركته بعيدة عن أهل بيته ، و من يحمل السلاح فهو في نهاية الأمر عسكري بغض النظر عن الجانب الذي يقف فيه! فكيف تفتح أبواب جهنم على أهلك؟ و تنقل المعركة لحرمك و أرضك؟ هذا ما يسمى البعد الإستراتيجي ، و نترك تعريفات مراكز الدراسات ، و نتحدث بلغة بيئتنا! ليس من السهولة إمساك الضب في الخلاء ، لكن إذا حشر الضب نفسه في جحر فيسهل قتله.

    أنا على قناعة بأن الكثيريين من أبناء دارفور ، قد نصحوا عبد الواحد بعدم تعريض منطقة جبل مرة لنيران الصراعات ، لكن حسب سياسة الإنقاذ ، لا يؤخذ رأي من لا يحمل السلاح.

    غالبية مواطني السودان لا يستطيعون توفير وجبة في اليوم إلا بشق الأنفس ، فكيف تدبر الجماعات المنشقة من الحركات الرئبسية أمر معيشتها و تنقلاتها (الإمداد اللوجستي) ، حتى بفرض أن معظمها ينضم للحكومة ، فحتماً أن هناك فترة زمنية لا يستهان بها للمفاوضات! فكيف تدبر أمرها؟

    دائماً هناك أسئلة منطقية ، لا توجد لها إجابات منطقية ، و لا أعني إسطوانة أنهم يعتمدون على غنائمهم من الحكومة ، فهذا كلام فطير و إن حدث مرة ، فلا يمكن إطلاقه على كل الحالات.

    المشكلة الرئيسية هي المواطن المغلوب على أمره ، سواء أن وجد نفسه مضطراً لحمل السلاح لأن أهله قد نقلوا مسرح الحرب و الصراعات إليه ، أو إضطر يائساً لترك أرضه و حلاله و الهروب بأهله للدول المجاورة أو معسكرات اللاجئين ، و يقع فريسة الإستقطاب من الحكومة و الحركات المسلحة ، و أهله رهائن بمعسكرات اللاجئين.

    و صدقني فإن المكابدة لتوفير جرعة ماء لطفل رضيع أشد مرارة و قسوة من ويلات الصراع.

    أما د. جبريل ، فأمره يختلف تماماً ، فهو من خاصة أهل البيت (و ما زال) منذ أيام سطوة عرابه الترابي و جبروته ، عندما كان يتحكم بمقاليد السلطة الفعلية بعد إنقلابهم المشؤوم و عندما كان عراب جميع التنظيمات الإرهابية المتأسلمة في العالم ، و كان د. جبريل من الكوادر الخاصة الموثوقة ، و أخص بذلك واقعة تأجير منزل بالرياض (الخرطوم) و تحرير عقد الإيجار بإسم د. جبريل لأنه محل ثقة ، و لو إقتصر الأمر عليه لما عرف الأمر ، لكن الأطراف الأخرى ، غلْبت مصالحها الشخصية فإنكشف الأمر (المقدم أمن وقتها صلاح قوش – مسؤول الجماعات – كان شاهد عقد الإيجار و إحتفظ بنسخة من العقد لنفسه ، و قدمها لاحقا ل CIA ، قولة خير و عربون محبة و تعاون) ، و حتى الآن لم يتفضل القائد المحترم د. جبريل ، بإظهار موقفه!

    هل ما زال يؤمن بفكر و عقيدة الجماعة؟

    و إن كان هو في حالة صراع مسلح ضد التنظيم الحاكم ، أليس كشف أسرار تنظيمه القديم و فضح فساد عقيدته ، كان سيكون أبلغ تأثيراً و أكثر فتكاً بالنظام ، بدلاً من هذا الصراع الذي قضى على الأخضر و اليابس و محق الإنسان.

    أوسائل الإعلام و مراكز الدراسات متاحة للجميع ،
    و تحقق من مشروع برنارد هنري لويس (مشروع تقسيم الشرق الأوسط الجديد) الذي إعتمده الكونجرس الأمريكي بجلسة سرية عام ١٩٨٣ في عهد جيمي كارتر ، و نشر تفاصيل المشروع في يونيو ٢٠٠٦ – مجلة البنتاجون وزارة الدفاع الأمريكية ، بواسطة مقدم المخابرات الأمريكية (متقاعد) رالف بيترز ، و نشرت خرائط تفصيلية لخطة تقسيم الأقطار العربية و الإسلامية ، و ظهر فيها السودان مقسم لأربعة أجزاء ، و فصل الجنوب ، كان أول ما دق أجراس الإنذار بالخطر الماحق لجميع الدول العربية.

    لذلك حشد الخليج كل إمكانياته و قواه لمحاربة الأخوان المسلمين لأنهم الأداة الرئيسية للغرب في تنفيذ مشروع التقسيم.

    راجع الأدبيات و المراجع التي إستند عليها الصهيوني برنارد لويس (صاحب فكرة المشروع) و ستجد أن التنظيم الحاكم و الحركات المسلحة و السياسيين فاقدي البصيرة و مدعي المعارضة هم من ينفذون المخطط على الأرض قولاً (شعارات العنصرية و التهميش و الفتن) و فعلاً (الصراعات المسلحة و تغيير و خلخلة البنية السكانية و تركيز القبلية).

    كذلك راجع اليهودي الفرنسي ، برنارد هنري ليفي ، عراب ثورات الربيع العربي و أكثر الداعيين للتدخل الدولي في دارفور (ظهر في ميدان التحرير بمصر أيام الثورة و ظهر في ليبيا و دارفور ، لكنه طرد من تونس) .

    و لو أردت التعمق أكثر يا أستاذ ، راجع بروتوكولات حكماء صهيون التي ترجمها عباس محمود العقاد (متوفرة بالنت) ، و قد ذكر العقاد في مقدمته أن اليهود بذلوا جهدهم في نكرانها ، لكن ما سطر فيها من خطط تحققت لاحقاً ، أكد صحة البروتوكولات ، و في أول إكتشافها في روسيا تم إبادة عشرة ألف يهودي ، دأب اليهود على إخفاءها و شراء نسخها من المكتبات و الأسواق.

    جيمي كارتر الذي أيد الثورة الخمينية عند إندلاعها و الذي أُعتمد مشروع تقسيم الشرق الأوسط الجديد في عهده ، هو نفسه جيمي كارتر الذي راقب إنتخابات الرئاسة 2010 ، المزورة و عمل نايم من التزوير الموثق بالأدلة و الفيديوهات ، و عقد مع التنظيم الحاكم صفقة إنسحاب عرمان من الإنتخابات ، شرعنة النظام و تثبيت كرسي الحكم ، مقابل إكمال بنود إتفاقية سلام نيفاشا ظاهرياً و في الباطن كلنا يعلم ماذا كان يعني ذلك.

    أمريكا و الغرب و عملائهم في المنطقة خططوا و دربوا و مولوا ثورات الربيع العربي ، (لم يكن ذلك مرئياً للرأي العام وقتها) و مع ذلك و لتسارع الأحداث و إنفجار الغضب الجماهيري ، تأخر الخطاب الرسمي الأمريكي في تأييد الثورات و إستمر في سياسته الخادعة بدعم الأنظمة الحليفة (ظاهرياً) القائمة ، و حدث هذا الخطأ الفادح مرتان:

    في تونس و في مصر

    و ترتب على ذلك أن تعرض أوباما للمسألة من قبل الكونجرس (رغم إنهم المخططين)

    و لعل هذا يفسر أيضاً:

    * تأخر قرار إنضمام الأخوان المسلمين بمصر للإحتجاجات.

    * تسرع الأخوان بمصر بإعلانهم بإنه لن يترشح منهم أحد لإنتخابات الرئاسة ، و حدث العكس لاحقا ً، بتعليمات من أمريكا.

    * الأخوان المسلمين بمصر ، رغم إنهم أداة رئيسية لتنفيذ مخطط الغرب و أمريكا ، إلا إنهم لم يكونوا ملمين بالدور المرسوم لهم (إمعات خاوية فقط) ، و كمثال لذلك دفع أوباما 8 مليار دولار للأخوان في عهد مرسي (إستلمها خيرت الشاطر و وقع العقد مع مرسي) كدعم للتنظيم مقابل التنازل عن 40% من سيناء لقطاع غزة لإيواء الفلسطينيين. (الكونجرس عقد جلسة محاسبة لأوباما – متوفر بالنت و سائل الإعلام الأمريكية)

    مصر تختلف عنا ، فهم رغم الأحداث الجسام التي مروا بها ، إلا إنهم ما زالوا محتفظين بمؤسسات الدولة (كذلك تونس)!

    و نحن في السودان فقدنا مؤسسات الدولة (القومية) و مؤسسات الدولة المؤدلجة الحالية تتبع للتنظيم الحاكم 100% !
    لذا العبء يقع علينا كشعب لكشف المخططات و تنوير الشعب فالجهل و الإعماء هما ألد أعدائنا.

    طاحونة الإنقاذ التدميرية قد بدأت طحنها منذ إنقلابهم في قطاعات المهنيين و العسكريين و السياسيين (صالح عام ، إعتقالات ، إعدامات ، بيوت أشباح … إلخ) ، و هذه الفئات جميعها من غمار الناس (لا دور لهم في أمور الحكم) و جميعهم بحكم وظائفهم و معايشهم كانوا في المراكز و المدن ، و لم تكن نعرة الهامش قد ظهرت أثناء تدوير الطاحونة!

    أبحث في قرائة الخارطة السياسية في أوائل عهد الإنقاذ ، و أنظر أين مواقع ثوار اليوم كانت ! و من ثَمْ قييم الموقف بحياد مطلق بدون وضع أي مفاهيم أو إستنتاجات مسبقة.

    أهم مبدأ للإنتصار ! معرفة العدو و تقييم قوته الحقيقية و داعميه و عملاءه.

    عندما كانت الإنقاذ في بداية عهدها ، و كانت كشوفات الإحالة للصالح العام تتلاحق ، كان الناجين منها يبررون التشريد بإيجاد أو إختراع علل (شيوعي ، بتاع سكر ، نقابي ، متدين و ما في التنظيم ، سياسي ..إلخ) ، لأن المجتمع كان يجهل فكر و عقيدة التنظيم ، إلى أن أصبح الجميع في الشارع متفرجين (و ما زالوا).

    و ما زال السياسيين في غيهم و شعاراتهم ، و إنضم إليهم السياسيون الجدد الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف و جميعهم تلوث بالداعم الخارجي الذي يمسك بجميع الخيوط! (التنظيم الحاكم و الخواء السياسي – الأحزاب و التنظيمات).

    لك التحايا

  10. اقتباس :-
    مثلما فعل الجيش الشعبي عندما أفشل الإنتخابات العامة في كل دوائر ومراكز اقليم جبال النوبة/جنوب كردفان بنسبة 100% ليلجأ عمر البشير من بعدها إلى عملية تعيين نواب لهذه الدوائر الإنتخابية.

    دارفور ذهب أو كاد و السبب يتحمله الأنانية المفرضة و حب الرئاسة و عدم التوحد لزعماء الحركات ( و هذا درس مجاني ) لكل من يريد ان يعتبر

    نعود للحركة الشعبية شمال و نقول عليها ان تدرب كل من يستطيع حمل السلاح من شيوخ و رجال و نساء للدفاع عن انفسهم و ارضهم فليس منطقيا” ان يفر الآلاف في زعر بزعم انهم مدنيون من امام مرتزقة مقصدهم حرق الأرض و من عليها من بشر و حجر
    و لكم في جبل مرة عبرة فمخطط الحكومة واحد

    و السلام

  11. لو كنت تعرف طبيعة الحركات الدارفوريه وخاصة”العدل والمساوة فلن تدعوهم ابدا” لهذة المهمة العظيمه وهي حماية أهل دارفور من العدوان المستمر وهذه هي اشكاليه الكثيرين من مثقفي دارفور يفقدون تماما” ماهية الحركات الدارفوريه..وقد كنا قريبين جدا” منها فالطريقه التي يفكر بها قادة الحركات تختلف تماما عن خطابها السياسي الظاهر وان عن ما يعتقده الكثيرون وهي تنظيمات أسرية بحته لديها اشواق وطموحات غريبه متقدمه علي مصلحه أهل دارفور واعتقد انه من االافضل لمستقبل دارفور ان تجنح هذة الحركات للانضمام للنظام فالصراعات الشخصيه والحقد الذي يضمرونه للناس وبينهم كافيه لتدمير دارفور مائه عام وخاصة حركة العدل والمساوة التي يقودها إسلاميون يحملون أفكار وتربيه الترابي المليئه بالانانيه والحقد والمؤامرات والفتن وحب االزعامه ..والذي ينتظر منهم الخلاص موهوم وغارق ف الوهم…

  12. لو كنت تعلم طبيعة الحركات الدارفوريه بسوق لن تدعوهم لهذة المهمه العظيمه وهي ترك الانانيه والأهداف الذاتيه من أجل حكايه الدارفوريه من العدوان المستمر وهذة اشكاليه الكثيرين من مثقفي دارفور لا يزالون يحسنون الظن ويضعون آمال كبيرة ف الحركات المسلحه وقد كنا قريبين جدا”منها فالطريقه التي يفكر بها قادتهم يختلف تماما عن خطابها السياسي وهذة التنظيمات اسرية بحته وتحكمها النزعه الفرديه ولديها أشواق وطموحات غريبه تتعارض مع المصلحه العامه وتتطلعات أهل الدارفور فالصراعات الدمويه والاغتيالات التي وقعت بينها والمؤمرات والحقد وسؤ الظن الذي يحملونه لأهل دارفور كبير ولا يعلم به الا الله ولو قدر لهم ان سيطروا علي دارفور سيندم الناس ندما” عظيما وسيذيقون الناس العذاب..وخاصه حركه العدل والمساوة التي يقودها اسلاميون تربوا علي افكار الترابي المليئه بالمكر والالحقد والمؤمرات والانانيه ….ولذلك من الافضل يتركهم الناس لينضموا لهذا النظام لانه يشبههم ويكفي ما خلفوة الان من الخراب والصراعات ونشر الكراهيه حتي داخل القبيله الواحدة والتي لن تزول لعشرات االسنيين..

  13. بعض عشرة سنوات ونيف اصطدمت المساكين الحياره بواقع المرير للحركات المسلحة بالشر وليست بالسلاح على راسهم شيطان راكب محمود( جبريل)، عند يومها قلنا قولتنا ان الاشرار قد اجتمعوا لا لشئ سوى للازلال اهل دارفور وللهتك نسيج الاجتماعى الدارفورى التى قلما تجده بالبقية المجتمعات بأسره، لانهم اتوا من رحم لايعرف الخير واعنى فكر ترابي، والان قد استبانت الحقيقة وزهق الباطل ولكن بعض ان دفع اهل دارفوركل غالى ونفيس، فلذات اكبادهم، نسجيهم الاجتماعى، الهجرة والنزوح الى دياراً غير ديارهم، املا فى تحقيق امالهم وتطلعاتهم والآن يتطلون العودة الى ديارهم التى اخرجوهم منها عنوة ولم يجدون سبيلا.
    للآسف اليوم راكب شيطان محمود يتوسل الى اهل دارفور بنعوت عافته زمان وبعض ان فقد كل شئ له قيمة،وبعض اصبح لايجد لنفسه شبرا من تراب دارفور،لجأ الى بلاد الامن والحرية و يفترش شوارع باريس و يتخذ كافيهاتها مكتبا للارسال رسائله الشيطانية، يا هذا بماذا تريد للاهل دارفور بعض ان قتلتهم وشربت دمائهم، ارملت نسائهم، ايتمت أبنائهم، كنزت بإسمهم، ملكت اموال قارون بإسمهم وبدمائهم.
    احسب ان الحساب ولد، لابد من مراجعته فى اية وقت وزمان وأن الدماء لاتذهب هدراً، حتما ستقتص عاجلآ ام اجلآ،، انتهت ما يسمى الحركات واصبحت شياطين ارجموهم مع شيطان الخرطوم بشير وزبانيته، للاهل رب يحميهم.

  14. استاذنا الكبير بكري لك التحية

    لقد لمست الصدق في كلماتك ، بغض النظر عن إتفاقي لبعض أو كل ما تناولته في مقالك ، إلا إننا (أنا و أنت) و جميع الشعب السوداني ، يهمنا أمر المواطن السوداني في دارفور و جميع بقاع السودان ، حتى في جنوبنا الذي إستقل جغرافياً و لم ينفصل من وجدانا.

    الحكومة تَبلعِنا دُرْابها و الحركات المسلحة تَبلعِنا دُرْابها و كل من هب و دب يَبلعِنا درابه ، و نحن عيِنَّا في الحقيقة و نَضَارى.

    الفور شعب مسالم (أغلبه مزارعين) ، لا يسعى للحرب أو حمل السلاح إلا في حدود حماية أراضيه ، أو العمل بالقوات النظامية ، و شعب حضارة و تاريخ و لديهم تميز في حفظ القرآن لا يوجد مثيل له في العالم الإسلامي (حبال الفور) و يقرأون القرآن على رواية (أبي عمر الدوري) ، لسان قريش الأول ، كيف يصل بهم وصل بهم الحال؟

    لإختلافات في المصالح السياسية (معروفة تاريخياً و لا داعي لذكرها) ، أُقحم الفور في هذا الصراع ، و هم المعروفون تاريخياً بإنهم أصحاب أرض (حواكير) ، و الآن هم ينزحون من أراضيهم لأن أبناءهم حملة السلاح إحتموا بهم فجلبوا إليهم آلة بطش النظام و ناره ، و إخوتهم في الحركات المسلحة (الشقيقة) ، يطرحون مشروع تغيير إسم دارفور ، و نحن باقي شعوب السودان لا يحق لنا الإدلاء برأينا!

    إذا قررت القبائل المتواجدة بمثلث حلايب إنهم يتبعون لمصر ، هل هذا يعطي المصريين الحق لإغتصاب حلايب؟ لا و ألف لا ، فالأرض ملك الأمة.

    نسبياً ، ربما عبد الواحد نوعاً ما ، صحيفته نظيفة من ناحية علاقته بالنظام ، لكنه كقائد يفتقد للبعد الإستراتيجي ، فهو يعلم أن الداعمين يمدونه السلاح بحساب ، بحيث يستمر على الأرض ، لكن لا يمكن أن يحقق نتائج تخل بميزان القوى ، (القصد إضعاف مقدرات الإقليم و الدولة) ، و بحيث لا يتفوق على الحركات الأخرى ، و أعلم أن هذا يدخلنا في إتهامات و جدل (بالنسبةَ لى) ، لكنه قراءة للواقع على الأرض.

    كيف إنشق منه مني أركوي ، إن لم يكن يضمن أن يجد داعمين ، و هو حنى اللحظة يتوفر له الدعم و التمويل (بواقع الحال) ، و بالتأكيد هو لا ينال دعمه و تمويله من عبد الواحد.

    أي إنسان عادي يحمي بيته بكل ما لديه من قوة ، و من الطبيعي أن يجعل معركته بعيدة عن أهل بيته ، و من يحمل السلاح فهو في نهاية الأمر عسكري بغض النظر عن الجانب الذي يقف فيه! فكيف تفتح أبواب جهنم على أهلك؟ و تنقل المعركة لحرمك و أرضك؟ هذا ما يسمى البعد الإستراتيجي ، و نترك تعريفات مراكز الدراسات ، و نتحدث بلغة بيئتنا! ليس من السهولة إمساك الضب في الخلاء ، لكن إذا حشر الضب نفسه في جحر فيسهل قتله.

    أنا على قناعة بأن الكثيريين من أبناء دارفور ، قد نصحوا عبد الواحد بعدم تعريض منطقة جبل مرة لنيران الصراعات ، لكن حسب سياسة الإنقاذ ، لا يؤخذ رأي من لا يحمل السلاح.

    غالبية مواطني السودان لا يستطيعون توفير وجبة في اليوم إلا بشق الأنفس ، فكيف تدبر الجماعات المنشقة من الحركات الرئبسية أمر معيشتها و تنقلاتها (الإمداد اللوجستي) ، حتى بفرض أن معظمها ينضم للحكومة ، فحتماً أن هناك فترة زمنية لا يستهان بها للمفاوضات! فكيف تدبر أمرها؟

    دائماً هناك أسئلة منطقية ، لا توجد لها إجابات منطقية ، و لا أعني إسطوانة أنهم يعتمدون على غنائمهم من الحكومة ، فهذا كلام فطير و إن حدث مرة ، فلا يمكن إطلاقه على كل الحالات.

    المشكلة الرئيسية هي المواطن المغلوب على أمره ، سواء أن وجد نفسه مضطراً لحمل السلاح لأن أهله قد نقلوا مسرح الحرب و الصراعات إليه ، أو إضطر يائساً لترك أرضه و حلاله و الهروب بأهله للدول المجاورة أو معسكرات اللاجئين ، و يقع فريسة الإستقطاب من الحكومة و الحركات المسلحة ، و أهله رهائن بمعسكرات اللاجئين.

    و صدقني فإن المكابدة لتوفير جرعة ماء لطفل رضيع أشد مرارة و قسوة من ويلات الصراع.

    أما د. جبريل ، فأمره يختلف تماماً ، فهو من خاصة أهل البيت (و ما زال) منذ أيام سطوة عرابه الترابي و جبروته ، عندما كان يتحكم بمقاليد السلطة الفعلية بعد إنقلابهم المشؤوم و عندما كان عراب جميع التنظيمات الإرهابية المتأسلمة في العالم ، و كان د. جبريل من الكوادر الخاصة الموثوقة ، و أخص بذلك واقعة تأجير منزل بالرياض (الخرطوم) و تحرير عقد الإيجار بإسم د. جبريل لأنه محل ثقة ، و لو إقتصر الأمر عليه لما عرف الأمر ، لكن الأطراف الأخرى ، غلْبت مصالحها الشخصية فإنكشف الأمر (المقدم أمن وقتها صلاح قوش – مسؤول الجماعات – كان شاهد عقد الإيجار و إحتفظ بنسخة من العقد لنفسه ، و قدمها لاحقا ل CIA ، قولة خير و عربون محبة و تعاون) ، و حتى الآن لم يتفضل القائد المحترم د. جبريل ، بإظهار موقفه!

    هل ما زال يؤمن بفكر و عقيدة الجماعة؟

    و إن كان هو في حالة صراع مسلح ضد التنظيم الحاكم ، أليس كشف أسرار تنظيمه القديم و فضح فساد عقيدته ، كان سيكون أبلغ تأثيراً و أكثر فتكاً بالنظام ، بدلاً من هذا الصراع الذي قضى على الأخضر و اليابس و محق الإنسان.

    أوسائل الإعلام و مراكز الدراسات متاحة للجميع ،
    و تحقق من مشروع برنارد هنري لويس (مشروع تقسيم الشرق الأوسط الجديد) الذي إعتمده الكونجرس الأمريكي بجلسة سرية عام ١٩٨٣ في عهد جيمي كارتر ، و نشر تفاصيل المشروع في يونيو ٢٠٠٦ – مجلة البنتاجون وزارة الدفاع الأمريكية ، بواسطة مقدم المخابرات الأمريكية (متقاعد) رالف بيترز ، و نشرت خرائط تفصيلية لخطة تقسيم الأقطار العربية و الإسلامية ، و ظهر فيها السودان مقسم لأربعة أجزاء ، و فصل الجنوب ، كان أول ما دق أجراس الإنذار بالخطر الماحق لجميع الدول العربية.

    لذلك حشد الخليج كل إمكانياته و قواه لمحاربة الأخوان المسلمين لأنهم الأداة الرئيسية للغرب في تنفيذ مشروع التقسيم.

    راجع الأدبيات و المراجع التي إستند عليها الصهيوني برنارد لويس (صاحب فكرة المشروع) و ستجد أن التنظيم الحاكم و الحركات المسلحة و السياسيين فاقدي البصيرة و مدعي المعارضة هم من ينفذون المخطط على الأرض قولاً (شعارات العنصرية و التهميش و الفتن) و فعلاً (الصراعات المسلحة و تغيير و خلخلة البنية السكانية و تركيز القبلية).

    كذلك راجع اليهودي الفرنسي ، برنارد هنري ليفي ، عراب ثورات الربيع العربي و أكثر الداعيين للتدخل الدولي في دارفور (ظهر في ميدان التحرير بمصر أيام الثورة و ظهر في ليبيا و دارفور ، لكنه طرد من تونس) .

    و لو أردت التعمق أكثر يا أستاذ ، راجع بروتوكولات حكماء صهيون التي ترجمها عباس محمود العقاد (متوفرة بالنت) ، و قد ذكر العقاد في مقدمته أن اليهود بذلوا جهدهم في نكرانها ، لكن ما سطر فيها من خطط تحققت لاحقاً ، أكد صحة البروتوكولات ، و في أول إكتشافها في روسيا تم إبادة عشرة ألف يهودي ، دأب اليهود على إخفاءها و شراء نسخها من المكتبات و الأسواق.

    جيمي كارتر الذي أيد الثورة الخمينية عند إندلاعها و الذي أُعتمد مشروع تقسيم الشرق الأوسط الجديد في عهده ، هو نفسه جيمي كارتر الذي راقب إنتخابات الرئاسة 2010 ، المزورة و عمل نايم من التزوير الموثق بالأدلة و الفيديوهات ، و عقد مع التنظيم الحاكم صفقة إنسحاب عرمان من الإنتخابات ، شرعنة النظام و تثبيت كرسي الحكم ، مقابل إكمال بنود إتفاقية سلام نيفاشا ظاهرياً و في الباطن كلنا يعلم ماذا كان يعني ذلك.

    أمريكا و الغرب و عملائهم في المنطقة خططوا و دربوا و مولوا ثورات الربيع العربي ، (لم يكن ذلك مرئياً للرأي العام وقتها) و مع ذلك و لتسارع الأحداث و إنفجار الغضب الجماهيري ، تأخر الخطاب الرسمي الأمريكي في تأييد الثورات و إستمر في سياسته الخادعة بدعم الأنظمة الحليفة (ظاهرياً) القائمة ، و حدث هذا الخطأ الفادح مرتان:

    في تونس و في مصر

    و ترتب على ذلك أن تعرض أوباما للمسألة من قبل الكونجرس (رغم إنهم المخططين)

    و لعل هذا يفسر أيضاً:

    * تأخر قرار إنضمام الأخوان المسلمين بمصر للإحتجاجات.

    * تسرع الأخوان بمصر بإعلانهم بإنه لن يترشح منهم أحد لإنتخابات الرئاسة ، و حدث العكس لاحقا ً، بتعليمات من أمريكا.

    * الأخوان المسلمين بمصر ، رغم إنهم أداة رئيسية لتنفيذ مخطط الغرب و أمريكا ، إلا إنهم لم يكونوا ملمين بالدور المرسوم لهم (إمعات خاوية فقط) ، و كمثال لذلك دفع أوباما 8 مليار دولار للأخوان في عهد مرسي (إستلمها خيرت الشاطر و وقع العقد مع مرسي) كدعم للتنظيم مقابل التنازل عن 40% من سيناء لقطاع غزة لإيواء الفلسطينيين. (الكونجرس عقد جلسة محاسبة لأوباما – متوفر بالنت و سائل الإعلام الأمريكية)

    مصر تختلف عنا ، فهم رغم الأحداث الجسام التي مروا بها ، إلا إنهم ما زالوا محتفظين بمؤسسات الدولة (كذلك تونس)!

    و نحن في السودان فقدنا مؤسسات الدولة (القومية) و مؤسسات الدولة المؤدلجة الحالية تتبع للتنظيم الحاكم 100% !
    لذا العبء يقع علينا كشعب لكشف المخططات و تنوير الشعب فالجهل و الإعماء هما ألد أعدائنا.

    طاحونة الإنقاذ التدميرية قد بدأت طحنها منذ إنقلابهم في قطاعات المهنيين و العسكريين و السياسيين (صالح عام ، إعتقالات ، إعدامات ، بيوت أشباح … إلخ) ، و هذه الفئات جميعها من غمار الناس (لا دور لهم في أمور الحكم) و جميعهم بحكم وظائفهم و معايشهم كانوا في المراكز و المدن ، و لم تكن نعرة الهامش قد ظهرت أثناء تدوير الطاحونة!

    أبحث في قرائة الخارطة السياسية في أوائل عهد الإنقاذ ، و أنظر أين مواقع ثوار اليوم كانت ! و من ثَمْ قييم الموقف بحياد مطلق بدون وضع أي مفاهيم أو إستنتاجات مسبقة.

    أهم مبدأ للإنتصار ! معرفة العدو و تقييم قوته الحقيقية و داعميه و عملاءه.

    عندما كانت الإنقاذ في بداية عهدها ، و كانت كشوفات الإحالة للصالح العام تتلاحق ، كان الناجين منها يبررون التشريد بإيجاد أو إختراع علل (شيوعي ، بتاع سكر ، نقابي ، متدين و ما في التنظيم ، سياسي ..إلخ) ، لأن المجتمع كان يجهل فكر و عقيدة التنظيم ، إلى أن أصبح الجميع في الشارع متفرجين (و ما زالوا).

    و ما زال السياسيين في غيهم و شعاراتهم ، و إنضم إليهم السياسيون الجدد الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف و جميعهم تلوث بالداعم الخارجي الذي يمسك بجميع الخيوط! (التنظيم الحاكم و الخواء السياسي – الأحزاب و التنظيمات).

    لك التحايا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..