فحص الإيدز قبل الزواج..أصابع اتهام موجهة نحو العفة

الخرطوم

ارتفاع نسبة الإصابة بمرض الإيدز في الفترة الأخيرة في السودان، ومما زاد الأمر خطورة الإحصائية المقلقة التي خرجت بها وزارة الصحة بولاية الخرطوم، والتي جاء فيها إن حالة الإصابة به في السودان (36) ألف حالة إصابة 85% إصابة من المتزوجات انتقلت إليهن العدوى من أزواجهن، جاء ذلك لدى احتفال رئيس الجهاز القومي لمكافحة الإيدز باليوم العالمي للإيدز، وقالت رئيس الجهاز د. سهام عبد الله جابر: إن النسبة مقلقة ،لأن الزوجات أمهات يحملن في أحشائهن جيل الغد الذي يعول عليه كثيراً، قد يصيبهن الحرج عند مطالبتهن لأزواجهن بإجراء فحوصات فيروز الإيدز قبل الزواج، وبعضهن يخفن على بيوتهن من الخراب، حتى وإن كُن يشككن في سلوكيات أزواجهن، فبرغم انتشار الوعي والثقافة في المجتمع السوداني إلا أن هنالك أشياء ومواضيع يرفضون مجرد الخوض فيها، ناهيك عن الشروع في إيجاد حلول لها رغم تعلقها بالحقوق، وأيضاً رغم أن الفحص قد يقي الزوجين من دهاليز مظلمة قد تمتد نحو أسرة كاملة، وبالتالي هي مثل النار في الهشيم تلفح المجتمع جميعه باللهيب، وحتى لا يشير الجنسان أصابع التهم إلى بعضهم كانت لـ(الأخبار) جولة وسط شريحة كبيرة من الجنسين؛ لتتعرف على مدى تقبله لفكرة الفحص قبل الإقدام على الزواج في المجتمع، فكانت هذه الحصيلة:
لا مانع لدي من إجراء فحص قبل الزواج إذا طلب مني زوج المستقبل ذلك؛ لأنني أثق في سلوكياتي تماماً إلا أن المعضلة تبقى في أن هذا الأمر سيترك رواسب في المستقبل، هكذا ابتدرت قسمة الكناني (الطالبة بجامعة امدرمان الإسلامية) حديثها، مواصلة.. ربما يؤدي الأمر إلى انهيار العلاقة الزوجية فيما بعد؛ لأن الحياة الزوجية يتم الاختيار فيها على أساس الثقة التي يجب ان تكون متوفرة فيما بيننا، ولا أستطيع بأي حال من الأحوال أن أطلب من خطيبي إجراء فحص قبل الزواج، (أمجاد) اتفقت معها في أن الحب والثقة هما الأساس، ذلك لأن الأمر لايحتمل عندي حتى مجرد التفكير فيه، أما زميلتهما (محاسن) فبدا رأيها مختلفاً تماماً مؤكدة انها ستقبل دون تردد ولن تتسبب في كارثة لجيل بأكمله، مضيفة، أن رفض الرجل للأمر يعني ذلك عدم ثقته في نفسه.
كان للرجال بعض المرافعات أمام أصابع الاتهام التي لوحت بها (حواء) حيث يرى احمد محمد أن ثقته العالية بنفسه ستقوده نحو مركز الفحص؛ لأن الأمر سيعفيني من الشعور بالذنب تجاه الطرف الآخر ويوافقه الرأي (التازي) بقوله: أقبل ولكن بشرط أن يخضع الطرف الآخر للفحص، أما رامي فيقول: أرفض الفحص لأني" أخاف أن أفقد شريكة حياتي ". الطبيب النفسي والباحث الاجتماعي ياسر محمد يقول: الدراسة تشير إلى أن الرجل هو الأكثر في نقل المرض، وفي رأيه الانتقال يكون متعادلاً، وهذه الدراسة تتناقض مع كثير من الدراسات التي تثبت أن نسبة الخيانة عند النساء هي الأكثر، ويضيف يمكن القول: إن فوضى الممارسات الجنسية هي التي تؤدي إلى الإصابة بالإيدز والثقافة المحلية هي التي تلعب دوراً كبيراً في مدى صعوبة اكتشاف مرض الإيدز، وبرر رفض الرجال والنساء للفحص باعتباره اتهاماً مباشراً بالخيانة وإهانة للكرامة، وعن سبل الحد من انتشار المرض قال: لابد من تنشيط حملات التوعية والتثقيف الصحي.

الاخبار