يكفي..!

لم تعد إثارة الاهتمام أمراً يسيراً في هذه البلاد مع تنامي الإحباط العام والشامل؛ نتيجة الفشل المستمر في التقدم أي خطوة إلى الإمام، هذا على كافة الصعد، فلم يعد مثيراً للاهتمام متابعة خطاب جماهيري لمسؤول رفيع سبقته إعلانات وأخبار كلها تحوم حول أن المفدى سيقدم خطابا مهماً للأمة، ولم يعد مثيراً كذلك عودة أحد أبناء الوطن بعد غياب عقدين من الزمان أو أكثر، ينتظر الناس أن يمنحهم عصاة موسى لحل الأزمة، ولم يعد مثيراً للاهتمام مطالعة الآراء الغارقة في إيجاد فقه سياسي جديد، وتلك الآراء التي سبحت في التنظير في الحريات والديمقراطية التي يخطها يراع بعض الإسلاميين الغاضبين منهم أو المتحسرين على مشروعهم، ولم يعد مثيراً كذلك أن يعلن زعيم طائفي معتق أنه سيتنحى حال اطمأن على الأوضاع داخل حزبه، أو بيته.
ماذا يغيّر تنحي زعيم أو عدمه، بينما المنهج والفكر كما هو، وهل في الإمكان أن يحدث أي تغيير، أو حتى تحقيق خطوة إلى الإمام إذا ذهب شخص واحد وبقيت المنظومة كاملة؟.
المطلوب ليس فقط تقع مسؤوليته على القيادة، القاعدة هي المطالبة أولاً وأخيراً أن تحدد وجهتها وتضع القيادة وفقاً لتطلعاتها، ولما تريد، وليس العكس أن ينجر الجميع خلف ما يريده القائد ولو كان هوًى شخصياً.. السودان يتقلب في الفشل منذ أن رفع علم استقلاله، وكل حكومة تعقب أخرى، تستثمر في هذا الفشل، حتى تبقى هي على سدة الحكم، ولو كان ذلك ثمنه أن يبقى الوطن في محطته التي تركه فيها المستمعر، ليخلق بذلك نوعاً حديثاً من الاستعمار الداخلي، ما يعيشه السودان الآن من أزمات متعددة تجاوزت حلولها الوقت الذي ينبغي، وهو ما سيكلف الكثير من الأثمان تباعاً ما دام استمر الغبن الشخصي، والتنافس السياسي، هو القاعدة التي ينطلق منها الفعل السياسي.. هذا الشعب يدور حول فلك عدد محدود جداً من الأسماء، التي لم تبارح مكانها منذ أن اتخذته، وصار تمجيد الشخوص على حساب تمجيد القضية، بل على حساب الوطنية نفسها، لماذا يسجننا الساسة حول أنفسهم؟، بل لماذا نسجن نحن أنفسنا حول هذه الأسماء المحدودة التي لا تزال ترغب في المزيد؟، هل لأن ما وصلت إليه البلاد بفعلها هذا يعني أن الحل بيدها؟، ربما نعتقد جميعنا ذلك الاعتقاد لكنه ليس بالضرورة أن يكون هو الطريق الصحيح، لماذا لا ننتفض مفاهيمياً في وجه هذه الدائرة المغلقة التي لا تقود إلا إلى المزيد من تبديد الزمن.. لنعمل على إحلال الوطن مكان الشخوص الذين ذوبوا الوطن في شخصياتهم حتى خال لنا جميعاً أن الوطن كله في هذه العمامة أو العصاة، إن استطعنا أن ننتفض جميعا من أجل الفكرة بعيداً عن الشخص سوف لن يستغرق الحل زمناً طويلاً.

التيار

تعليق واحد

  1. قال :- سقراط الحكيم السوداني
    لابنه يا بني عندما تري الزعيم يعتلي منصة الخطابة يشتم ويسب ويلعن شعبه ، (شواذ الافاق…اليمد ايو بنكسرها ليه …البيرفع عينو بنقدها ليهو… ارذال القوم… الزارعنا غير الله اليقلعنا … لحس الكوع) عندما يخلو الخطاب من المفيد الجديد فاعلم يا بني انها سكرات الموت ، وان القلوب قد بلغت الحناجر ، وان وقت الحساب قد دنا ، وان أجل الله قد اقترب .
    فقال له الابن صدقت يا أبي ان رأيت في منامي الزعيم يسير حثيثاً في خطى العقيد ورأيت شعب الراكوبة يحملون العيدان والحطب , اني رأيتهم يسحبونه من جحرٍ وسحلوه سحل المحلب .
    فقال الحضور الله الله هل من مزيد يا حكيم ، قال نعم
    ان رأيتم القديسة ترتدي الباروكة في كامل الاناقة والجمال وتأكل الجيف من موائد اللئام وتحبو في الظلام وتحمل بين يديها راية الجهاد لتقتل الحرية وتسعي حثيثاً لإغلاق منابر التواصل والاعلام فعلي الدنيا السلام.
    فقال الحضور الله الله زدنا نصحاً بارك الله فيك يا حكيم
    نصيحتي لا تقربوا الشجرة اللعينة الخبيثة… فشرب المريسة اخف ضرراً وأحب الَي من الاحتماء بالشجرة التعيسة المنحوسة والجلوس تحت الشجرة اللعينة الخبيثة يمت الغيرةالضمير ويجعلك خفيف اليدين لا تبالي ولا تتواني من سرقة قوت الشعب
    زدنا زدنا زدنا يا حكيم
    لا تقربوا الشجرة والله والله والله ليس لكم فيه غير الخراب والدمار
    والله ليس لكم بداخله مثقالة ذرة من الخير او البركة او العمار
    الصندوق ملان خوازيق اما انكم شعب ليس في دماغكم طايوق
    فقد نصحكم من قبلي اخوكم الشاعر المرحوم حميد رحمه الله
    وقال ليكم خازوق بلد زاد خازوق
    وازهري محمدعلي خمس سنين كمان لشنو ؟
    وقبله هاشم الصديق اجيب ليك الشعر من وين؟
    وقبله (الشريف) مججوب الشريف
    والكثير من اشراف بلادكم الا انكم استكبرتم وصممتم اذانكم
    وحال البلد لا يحتاج لمنظار اوسقراط وهل انتم محتاجين لحكماء اكثر من شعراء بلادي

  2. قال :- سقراط الحكيم السوداني
    لابنه يا بني عندما تري الزعيم يعتلي منصة الخطابة يشتم ويسب ويلعن شعبه ، (شواذ الافاق…اليمد ايو بنكسرها ليه …البيرفع عينو بنقدها ليهو… ارذال القوم… الزارعنا غير الله اليقلعنا … لحس الكوع) عندما يخلو الخطاب من المفيد الجديد فاعلم يا بني انها سكرات الموت ، وان القلوب قد بلغت الحناجر ، وان وقت الحساب قد دنا ، وان أجل الله قد اقترب .
    فقال له الابن صدقت يا أبي ان رأيت في منامي الزعيم يسير حثيثاً في خطى العقيد ورأيت شعب الراكوبة يحملون العيدان والحطب , اني رأيتهم يسحبونه من جحرٍ وسحلوه سحل المحلب .
    فقال الحضور الله الله هل من مزيد يا حكيم ، قال نعم
    ان رأيتم القديسة ترتدي الباروكة في كامل الاناقة والجمال وتأكل الجيف من موائد اللئام وتحبو في الظلام وتحمل بين يديها راية الجهاد لتقتل الحرية وتسعي حثيثاً لإغلاق منابر التواصل والاعلام فعلي الدنيا السلام.
    فقال الحضور الله الله زدنا نصحاً بارك الله فيك يا حكيم
    نصيحتي لا تقربوا الشجرة اللعينة الخبيثة… فشرب المريسة اخف ضرراً وأحب الَي من الاحتماء بالشجرة التعيسة المنحوسة والجلوس تحت الشجرة اللعينة الخبيثة يمت الغيرةالضمير ويجعلك خفيف اليدين لا تبالي ولا تتواني من سرقة قوت الشعب
    زدنا زدنا زدنا يا حكيم
    لا تقربوا الشجرة والله والله والله ليس لكم فيه غير الخراب والدمار
    والله ليس لكم بداخله مثقالة ذرة من الخير او البركة او العمار
    الصندوق ملان خوازيق اما انكم شعب ليس في دماغكم طايوق
    فقد نصحكم من قبلي اخوكم الشاعر المرحوم حميد رحمه الله
    وقال ليكم خازوق بلد زاد خازوق
    وازهري محمدعلي خمس سنين كمان لشنو ؟
    وقبله هاشم الصديق اجيب ليك الشعر من وين؟
    وقبله (الشريف) مججوب الشريف
    والكثير من اشراف بلادكم الا انكم استكبرتم وصممتم اذانكم
    وحال البلد لا يحتاج لمنظار اوسقراط وهل انتم محتاجين لحكماء اكثر من شعراء بلادي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..