مقالات وآراء

كف سخاء

حسن إبراهيم حسن الأفندي

 

في رثاء المرحوم المحسن العصامي عبد الله سيد خليفة

للقصيدة قصة فقد مات الرجل عام ١٩٦٨م ورثيته بقصيدتي البوادر نشرتها الرأي العام السودانية آنذاك بحرف طغراء يليق بمكانته ونضاله على صفحتها الثانية .. جاءني في منامي وبقربه شخص لا أعرفه وأخذ ذلك الرجل يعدد مآثر الفقيد وحسناته التي كنت أعرفها وأنشد مطلع هذه القصيدة .. صحوت من نومي وانا أحفظ البيت الأول من القصيدة والذي قاله لي الرجل وأخذت أكتب الأبيات التي بعده

مـالـي اعـود وبـعد طـول سـنين … أبــكـي لـعـبـد الله خــيـر مـعـين

عـودتني كـف الـسخاء ولـم تـكن … إلا بـبـسـط الــكـف غـيـر ضـنـين

عـودتـني كــف الـسخاء ومـا أنـا …

إلا لـــــــراو عـــنـــه بــالـتـأمـيـن

يــا واهـبا بـالمال تـقضي حـاجة … لـلـنـاس فـــي يـسـر بــلا تـلـوين

لـو كـان مـثلك فـي الأنام مخلدا … مـــا كــان لـلـفقراء بـعـض أنـيـن

ما كان من جوع لهم أو من عرى … فـلـقد عـهـدتك سـاخيا فـي لـين

تـعـطـي بـــلا مــن فـإنـك حـاتـم … كـرمـا تـجـود تـزيـل هــم حـزين

الله سـخـر مــن طـبـاعك بـالـذي … يـرضيك لا تـرضى بـفعل مـشين

تـربت يداك وما رأيت لكم سوى … نـبـلا وطـهـرا فـي مـحيط أمـين

لا تـتـقي فــي الـحق لـومة لائـم … وشـجاع رأيـك فـي ثـياب رزيـن

قـد كـنت لـي رمـزا رفـيعا ساميا … ولـقـيـت مـنـك نـقـاوة الـتـعدين

مـهما أحـاول لست أحصي زاكيا … أيــعـد رمــل الـبـحر عــي يـمـين

وعـجبت كـيف الـقبر ضـم رفاته … روحـا سـتبقى رغم جسم طيني

سـأظل أذكر من محاسنك الندى … حـزني عـليك يـظل فـي تكويني

يــا رب جــاءك والـمـحامد جـمة … يــرضـى بـأقـدار وكــأس مـنـون

صـلـى وصـام تـعبدا فـي خـشية … لـــم يـخـش إلا الله كــل الـحـين

قـد كـان أشـجع من رأيت بعزمه … يـبـنـي لـمـجـد لــم يـكـن لـقـرين

مـتـقـدما فــي كــل خـيـر تـاركـا … أثــرا بـعـيد الـغـور نـعـم رصـيـن

مــا عــاش يـبـخل كـفـه وبـمـاله … أنــدى الـنـدى والـجود والـتزيين

الــبــحـر إن لاقــيــتـه مـتـيـمـمـا … ولـــه صــفـات فـــوارس بـقـمين

أكـــرم لـــه يــا رب إن رضـاءكـم … فــــوز بــجـنـات وحــــور عــيـن

مـــا كـــان ربــي ظـالـما لـعـبيده … حــاشـا بــعـدل مـطـلـق ويـقـيـن

يــا رب لا تــردد رجـائـي مـؤمـنا … بالله لا أحــــدا ســــواه يـقـيـنـي

هـو حـافظ وهـو الـحفيظ لأمرنا … نـرجـوه فــي دنـيـا لـنا فـي ديـن

لا نـتـقي فـي الـصالحات عـزولنا … والله أولــــى ســجــدة لـجـبـيـن

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..