اجتماع ..أم حفرة دخان !!؟

بسم الله الرحمن الرحيم
ثلاثة عقود ونصف من العمل في الخدمة المدنية ..جعلتنا نمر بكل صور الحكم والإدارة في بلادنا العزيزة وإن جارت علينا أو جرنا عليها..فالأمر سيان..حيث النتيجة الماثلة ..حالة المعاناة الوطنية والتوهان المستمر والصراع الدامي وشظف العيش..مررنا بفترة ديمقراطية واحدة وشموليتي مايو والانقاذ..وكل عهد يصبغ الادارة في الخدمة المدنية بصبغته..ففي الديمقراطية..لا مساحة لإدارة أن تفرض رؤيتها على مرؤسيها ..أما شمولية مايو ..فالحق يقال..لم يكن هنالك ثقل لظل الدولة والحكم الشمولي على الإدارة..ففي مجال التعليم مثلاً ..كانت هنالك لائحة مدرسية شاملة في كتاب متوسط الحجم ..وضعت بعد تجارب ودراسات مستفيضة ..تحفظ عند إدارة المدرسة ولم تكن حكراً عليها ..فقد كان للجميع حق اطلاع عليها . لذلك..يكون الجميع ملمين بكيفية التصرف في كل طارئ..وإن أشكل شئ… فالكتاب موجود يرجع إليه ليحكم بينهم..تماماً كما يفعل وكيل النيابة في فتح الكتاب حتى يتحقق من نص المادة التي توجه التهمة. لذلك كانت الاجتماعات مساحة للنقاش والاتخاذ القرار عن بينة لائحية..قد يأتي بالرأي أصغر القوم ..ويؤخذ به ما دام موافقاً لللائحة.
أما شمولية الإنقاذ.. فقد أشبهت قطرة قطران في وعاء حليب.. تزكم رائحتها كل من يحاول تذوقه..فأصابت جرثومتها كل مناحي الحياة.فأعيت المداوي..لأن شموليتها جمعت في رأس النظام بين شيئين قل أن تسمح بخلاف ما يرى الحاكم..العسكرية والإمامة ..فالأولى تأخذ فيها التعليمات قدسية كاملة ..أما الثانية ..فقد أسهب علماء السلطان في كل العهود في جعل طاعة ولي الأمر واجباً دينياً..وهكذا ..فإن اجتماعه تنوير وتوجيه.قد ينتظر الإفادة في الأمور التي يجهلها في البداية..لكنه يتحول إلى عالم بكل شئ بطول البقاء..أما المرؤسين..فيصيغون كل شئ على ما يعيه ويبتغيه..لينسحب الأمر إلى من هو أدنى ..فأصبحت الاجتماعات في واقعها تنويراً وتوجيهاً ..وقل أن يمر بك اجتماع يناقش فيه أمر ..أو سبقته نشرات بموضوعاته تملك للممجتمعين..وهكذا..يظل رئيس الاجتماع متحدثاً يبعث على السأم والملل طوال الوقت حتى لو كان أكثر أهل الأرض قدرة على الحديث..وأظرفهم في روحه.. ولا يناقش الأجندة جنداً جنداً ليأخذ الراي ..بل يظل يحكي ثم يحكي حتى يكمل كل الموضوعات..ويتعجب من نعاس البعض وتململهم..وإن حدثتك نفسك بأن تناقش أمراً..فتطالب بالانتظار حتى نهاية حكيه وتوجيهاته.. ليفتح باب النقاش لدقائق …لأن الجميع يلكزون من يحاول التحدث ..لأنه لن يكون ذا طائل..ورحم الله استاذنا وصديقنا الراحل الاستاذ الصافي..فقد كان يصف مثل هذه الاجتماعات بحفرة الدخان..بالجلوس بالساعات في استسلام بلا فعل ..لكن المتدخنة على الأقل مخيرة ..أما المجتمعون..فلا حيلة لهم في الاستماع إلى ما كان يمكن كتابته في نشرة ..والقيام ومفاصلهم تطقطق ..ولك ان تتخيل الحال ..بعد مد سني المعاش.
[email][email protected][/email]
حلوه..حلوه..حلوه..وملعوبه صاح 100% والله الموضوع ده محتاج لمؤلف وسنارست ومخرج شاطر ممكن يصنعوا لينا مسلس بطول ايام شهر رمضان المبارك !!وانا بقترح قاعة مجلس الشعب هو المكان المناسب للتصوير ويجيبوا واحد بيشبه ابراهيم احمد عمر وفى سنو كده ليكون هو اول الجالسين فوق حفره الدخان ولا بأس من حفرة دخان آخرى فى قاعة الصداقه او القصر الجديد عشان البشير حسب توصية الاطباء اصلا كانوا نصحوحو (يدخن) عشان ركبو تفك !! اما صديقنا والى الخرطوم الجديد علاجو يكوو ليه لسانو الزى لسان البقر عشان يحسنو ليه مخارج الكلمات ويبطل (يتفتف)فى وش ضيوفو!!.