مقالات سياسية

من‌ ‌دولة‌ ‌الاماتونج‌ ‌الى ‌دولة‌ ‌الزغاوة‌ ‌الكبري‌!‌ ‌

أسامة ضي النعيم

اقامة‌ ‌دولة‌ ‌الزغاوة‌ ‌الكبري‌ ‌هو‌ ‌ما‌ ‌تروج‌ ‌له‌ ‌الاسافير‌ ‌الفطير‌ ‌في‌ ‌السودان‌ ‌بعد‌ ‌اتفاقية‌ ‌سلام‌ ‌جوبا‌ ‌،‌ ‌من‌ ‌ذات‌ ‌المشكاة‌ ‌تخرج‌ ‌الدعاوي‌ ‌
فقد‌ ‌كانت‌ ‌من‌ ‌رحم‌ ‌تفكير‌ ‌الاخوان‌ ‌في‌ ‌تسعينيات‌ ‌القرن‌ ‌الماضي‌ ‌،‌ ‌زعموا‌ ‌فيها‌ ‌أن‌ ‌الراحل‌ ‌المناضل‌ ‌جون‌ ‌قرنق‌ ‌ينوي‌ ‌اقامة‌ ‌دولة‌ ‌
الاماتونج‌ ‌الكبري‌ ‌من‌ ‌قبائل‌ ‌تتوزع‌ ‌انذاك‌ ‌بين‌ ‌جنوب‌ ‌السودان‌ ‌ودولتي‌ ‌كينيا‌ ‌ويوغندا‌ ‌،‌ ‌ثم‌ ‌يزحف‌ ‌ذات‌ ‌الفكر‌ ‌المعطوب‌ ‌ليتحدث‌ ‌عن‌ ‌
دولة‌ ‌في‌ ‌شرق‌ ‌السودان‌ ‌جلبوا‌ ‌لها‌ ‌سكانا‌ ‌فقدوا‌ ‌أصولهم‌ ‌و‌ ‌أطلق‌ ‌عليهم‌ ‌البدون‌ ‌تاهوا‌ ‌بين‌ ‌بعض‌ ‌دول‌ ‌الخليج‌ ‌ردحا‌ ‌من‌ ‌الزمان‌ ‌.‌ ‌

دولة‌ ‌الزغاوة‌ ‌الكبرى ‌تمتد‌ ‌بحسب‌ ‌تخطيطهم‌ ‌لتشمل‌ ‌ليبيا‌ ‌وتشاد‌ ‌وإقليم‌ ‌دارفور،‌ ‌مصادر‌ ‌التمويل‌ ‌تتنوع‌ ‌من‌ ‌سيارات‌ ‌بوكو‌ ‌حرام‌ ‌الي‌ ‌
دولارات‌ ‌بوكو‌ ‌أيضا‌ ‌وهي‌ ‌التي‌ ‌تنهب‌ ‌من‌ ‌البنوك‌ ‌الليبية‌ ‌وتضع‌ ‌الخزانة‌ ‌الامريكية‌ ‌حظرا‌ ‌علي‌ ‌تداولها‌ ‌عبر‌ ‌النظام‌ ‌المصرفي‌ ‌حول‌ ‌العالم‌ ‌.‌ ‌
تمتين‌ ‌الموارد‌ ‌عبر‌ ‌الاستيلاء‌ ‌علي‌ ‌مناجم‌ ‌ذهب‌ ‌في‌ ‌السودان‌ ‌وتهريب‌ ‌المحصولات‌ ‌والعجول‌ ‌من‌ ‌السودان‌ ‌.حواضن‌ ‌وقنوات‌ ‌حفظ‌ ‌
الاموال‌ ‌أيضا‌ ‌تنوعت‌ ‌من‌ ‌صرافات‌ ‌لها‌ ‌أفرع‌ ‌خارج‌ ‌السودان‌ ‌الي‌ ‌شركات‌ ‌مقارها‌ ‌في‌ ‌الخارج‌ ‌ولها‌ ‌أذرع‌ ‌في‌ ‌السودان.‌ ‌ ‌

اتجاه‌ ‌نخبة‌ ‌السودان‌ ‌لم‌ ‌يتغير‌ ‌كثيرا‌ ‌فهو‌ ‌بذات‌ ‌العجز‌ ‌وغياب‌ ‌الارادة‌ ‌السياسية‌ ‌،‌ ‌مشروع‌ ‌اقامة‌ ‌دولة‌ ‌السودان‌ ‌الكبري‌ ‌هرب‌ ‌منه‌ ‌
الرعيل‌ ‌الاول‌ ‌بالاحتماء‌ ‌في‌ ‌شعار‌ ‌الوحدة‌ ‌مع‌ ‌مصر‌ ‌تحت‌ ‌حكم‌ ‌فاروق‌ ‌ملك‌ ‌مصر‌ ‌والسودان‌ ‌،‌ ‌ثم‌ ‌دعوات‌ ‌التكامل‌ ‌بين‌ ‌السودان‌ ‌وليبيا‌ ‌
ومصر‌ ‌الي‌ ‌وحدة‌ ‌قومية‌ ‌عربية‌ ‌من‌ ‌الخليج‌ ‌الثائر‌ ‌الي‌ ‌المحيط‌ ‌الهادر‌ ‌،‌ ‌ما‌ ‌زالت‌ ‌ارتدادات‌ ‌احلام‌ ‌الوحدة‌ ‌مع‌ ‌مصر‌ ‌تطارد‌ ‌بناء‌ ‌دولة‌ ‌
السودان‌ ‌القوية‌ ‌الموحدة‌ ‌بحدود‌ ‌من‌ ‌نمولي‌ ‌الي‌ ‌حلفا‌ ‌،‌ ‌جاء‌ ‌الرد‌ ‌قاسيا‌ ‌علي‌ ‌انفراد‌ ‌السودان‌ ‌بدولة‌ ‌مستقلة‌ ‌للسودانيين‌ ‌في‌ ‌نسخة‌ ‌
انتظرها‌ ‌حكام‌ ‌مصر‌ ‌فرموا‌ ‌سهما‌ ‌مع‌ ‌انفصال‌ ‌السودان‌ ‌الي‌ ‌دولتين‌ ‌وسخروا‌ ‌لذلك‌ ‌كل‌ ‌غال‌ ‌ونفيس‌ ‌،‌ ‌وما‌ ‌زال‌ ‌الكيد‌ ‌علي‌ ‌السودان‌ ‌
تستمر‌ ‌نسخة‌ ‌دفعا‌ ‌حيث‌ ‌تحتل‌ ‌مصر‌ ‌حلايب‌ ‌وشلاتين‌ ‌وعينها‌ ‌لا‌ ‌تفارق‌ ‌حربا‌ ‌تشعلها‌ ‌بين‌ ‌السودان‌ ‌وأثيوبيا‌ ‌ومساهمة‌ ‌حثيثة‌ ‌
لمساعدة‌ ‌نخبة‌ ‌دارفور‌ ‌في‌ ‌مغاضبة‌ ‌تخرجهم‌ ‌الي‌ ‌سلطنة‌ ‌خاصة‌ ‌بدارفور‌ ‌أو‌ ‌لتحقيق‌ ‌دولة‌ ‌الزغاوة‌ ‌الكبرى.‌ ‌

دولة‌ ‌السودان‌ ‌الكبري‌ ‌هي‌ ‌حلم‌ ‌شباب‌ ‌ثورة‌ ‌ديسمبر‌2018‌م‌ ‌،‌ ‌نادت‌ ‌شعاراتهم‌ ‌(‌ ‌البلد‌ ‌كلها‌ ‌دارفور)‌ ‌،‌ ‌ولعمري‌ ‌ذلك‌ ‌فكر‌ ‌متقدم‌ ‌
وجسور‌ ‌،‌ ‌بناء‌ ‌المشروع‌ ‌الوطني‌ ‌السوداني‌ ‌هو‌ ‌الترياق‌ ‌لنزع‌ ‌أحلام‌ ‌تشظي‌ ‌السودان‌ ‌الي‌ ‌دويلات‌ ‌محاصصة‌ ‌تتوزع‌ ‌أنصبتها‌ ‌بين‌ ‌زغاوة‌ ‌
ليبيا‌ ‌وزغاوة‌ ‌تشاد‌ ‌وزغاوة‌ ‌دارفور،‌ ‌ربما‌ ‌تفرعت‌ ‌بطون‌ ‌القبائل‌ ‌ورفع‌ ‌الكلاشن‌ ‌فوق‌ ‌عربات‌ ‌الدفع‌ ‌الرباعي‌ ‌في‌ ‌قتال‌ ‌بين‌ ‌أبناء‌ ‌العمومة‌ ‌ان‌ ‌
طفف‌ ‌الكيل‌ ‌في‌ ‌محاصصة‌ ‌ما‌ ‌،‌ ‌العصف‌ ‌الذهني‌ ‌السوداني‌ ‌لتحقيق‌ ‌بناء‌ ‌السودان‌ ‌الموحد‌ ‌القوي‌ ‌هو‌ ‌الذي‌ ‌يقفل‌ ‌الباب‌ ‌في‌ ‌وجه‌ ‌
أطماع‌ ‌دول‌ ‌الجوار.‌ ‌

دولة‌ ‌الزغاوة‌ ‌الكبري‌ ‌سراب‌ ‌يسير‌ ‌اليه‌ ‌بلا‌ ‌ماء‌ ‌وزاد‌ ‌،‌ ‌بعضا‌ ‌من‌ ‌نخب‌ ‌دارفور‌ ‌للحصول‌ ‌علي‌ ‌قسمة‌ ‌السلطة‌ ‌،‌ ‌الثروة‌ ‌من‌ ‌ذهب‌ ‌في‌ ‌جبل‌ ‌
عامر‌ ‌الي‌ ‌حواكير‌ ‌وسمها‌ ‌حصريا‌ ‌له‌ ‌فرع‌ ‌من‌ ‌القبيلة‌ ‌وحظي‌ ‌بشركات‌ ‌اخطبوطية‌ ‌وعدة‌ ‌وسلاح‌ ‌تحميها‌ ‌ودويلات‌ ‌خارجية‌ ‌لها‌ ‌أطماع‌ ‌
تزين‌ ‌للنخبة‌ ‌السير‌ ‌في‌ ‌طريق‌ ‌تفكيك‌ ‌السودان‌ ‌كما‌ ‌النسخة‌ ‌الليبية‌.‌ ‌

للسودان‌ ‌الكبير-‌ ‌بإذن‌ ‌الله‌ ‌-‌ ‌رب‌ ‌يحميه‌ ‌من‌ ‌تآمر‌ ‌المتربصين‌ ‌ومغامرات‌ ‌(‌ ‌دونكشوط)‌ ‌التي‌ ‌تتزعمها‌ ‌بعض‌ ‌نخب‌ ‌دارفور‌،‌ ‌تعوّدت‌ ‌تلك‌ ‌
النخب‌ ‌علي‌ ‌المحاصصات‌ ‌وصارت‌ ‌لهم‌ ‌فيها‌ ‌دروبا‌ ‌يسيرون‌ ‌ولا‌ ‌يهمهم‌ ‌كثيرا‌ ‌أن‌ ‌يبقي‌ ‌أو‌ ‌يزول‌ ‌السودان‌ ‌،‌ ‌برغم‌ ‌كل‌ ‌ذلك‌ ‌التآمر‌ ‌الا‌ ‌أن‌ ‌
الضوء‌ ‌في‌ ‌نهاية‌ ‌النفق‌ ‌يأتي‌ ‌مع‌ ‌مبادرة‌ ‌دكتور‌ ‌حمدوك‌ ‌والطريق‌ ‌الي‌ ‌الامام‌ ‌يسير‌ ‌فيه‌ ‌الشرفاء‌ ‌من‌ ‌أبناء‌ ‌السودان‌ ‌ليحققوا‌ ‌اجماع‌ ‌أهل‌ ‌
السودان‌ ‌كما‌ ‌في‌ ‌19/12/1955‌م‌ ‌،‌ ‌وعاش‌ ‌السودان‌ ‌حرا‌ ‌مستقلا‌ ‌في‌ ‌حدوده‌ ‌من‌ ‌نمولي‌ ‌الي‌ ‌حلفا‌ ‌ومن‌ ‌بورتسودان‌ ‌الي‌ ‌الجنينة.‌ ‌
وتقبلوا‌ ‌أطيب‌ ‌تحياتي.‌ ‌
[email protected]‌ ‌
‌ ‌

 

‫2 تعليقات

  1. دولة الجنجويد الكبرى التى تمتد من السودان الي شمال نيجريا بدأ تكوينها على الأرض خاصة بعد أن تمكن ال دقلو من السيطرة التامه على عصابات الجنجويد الريزيقاتيه وقاموا بتجنيد كل من ينتمي الي فروع قبيلة الريزيقات خاصة المحاميد وبني سلمان والقرعان في تشاد،، جنوب ليبيا، النيجر ومالي وشمال نيجريا وأفريقيا الوسطي…

    …. تولي محمد بازوم كرسي السلطه في النيجر وهو من قبيلة بني سلمان أبناء عمومة المحاميد القبيله التي ينتمي إليها ال دقلو وموسى هلال،،

    … توجه حميدتي الي النيجر لتهنئة ابن العمومه بازوم ومكث فيها ثلاث ليالي وعقد عدة اجتماعات مع بازوم وكبار المسؤولين فى النيجر،،!!!

    …. ليس لدي أدنى ان كل مادار في هذه الاجتماعات بين حميدتي وبازوَم وكبار المسؤولين في النيجر لا يمت للسودان باي صله خاصة وان النيجر ليس علاقات اقتصاديه او دبلوماسية وطيده مع السودان…

    …. حميدتي يسعى لتجنيد المزيد من جنجويد النيجر ليرفدوا عصابات الجنجويد الريزيقاتيه في السودان خاصة أن هناك عدد من هؤلاء القتله ضمن عصابات الجنجويد الريزيقاتيه….

    … نشطت حركة الوسائط الاجتماعيه الجنجويديه في النيجر وتشاد واستبشروا خيرا بتولي محمد بازوم كرسي الرئاسة في النيجر وطلبوا جنجويد النيجر بالانضمام لابناء عمومتهم عصابات الجنجويد الريزيقاتيه في السودان حتى يتمكن حميدتي من تولي كرسي السلطه في السودان…

    … عصابات الجنجويد الريزيقاتيه انتشرت في كل انحاء السودان واحتلوا اغلب مراكز ما كان يعرف بجيش السودان في العاصمه ،سلاح المظلات وسلاح المشاة،، ،، وادي سيدنا،، وجزء من سلاح المدرعات واصبحت لهم قواعد عسكريه في قري، والصحافه وانتشروا في كل الأقاليم واصبحت لهم قوة ضاربه من سلاح المدفعيه ويتدرب الجنجويد على الطيران وقريبا ستكون لهم قواعد جويه في السودان…

    …. الخطر الجنجويدي على بلادنا ماثل أمامنا وفي غياب ما كان يعرف بجيش السودان سيحتل الجنجويد كل السودان بقوة السلاح ويعم الطوفان الجنجويدي القادم من دول غرب أفريقيا وجنوب ليبيا كل السودان..

    … افيقوا يا شباب الثوره، السودان يضيع من بين ايدينا لابد من التصدي للغزو الجنجويدي الدارفوري وطرد هولاء الغزاة الاوباش القتله الي موطنهم في دارفور وغرب افريقيا…

    … لابد من فصل دارفور ولا خيار غير ذلك.حتي نعيش في أمن وأمان دارفور هي العضو المعطوب في بلادنا ولابد من بتره حتى يتعافي باقي الوطن…

  2. انت يا سيف العزل
    راسك مضروب
    الجنجويد ما ضربوا معتصمي القيادة العامة في الخرطوم بس
    ضربوا و ارتكبوا مجازر في دارفور
    و كما قال الكاتب
    فان ثورة ديسمبر المجيدة من احل سودان موحد فيهو سلام و يتعايش اهله
    و انت لا علاقة لك بثورة ديسمبر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..