بعد التهديد..كل زول يخلي بالو من لغاليغو!!

ما وراء الكلمات
طه مدثر
(1) المتابع للغة الخطاب السياسي للشأن السوداني منذ انقلاب الحركة الاسلاموية فى الثلاثين من يونيو 1989 وحتى انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي بقيادة الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان، يجد أن لغة الخطاب تخرج من قاموس لغوى واحد، تخرج من قاموس الوعيد والتهديد والويل والثبور وعظائم الأمور لكل من يخالفهم فى التوجه وفى الرأي وفي كل شيء.
(2) فكثيرة جدا تلك التهديدات التي حضرنا زمانها مع حزب المؤتمر الوطني البائد والتي كانت تصدر من ما يسمونه القيادات التاريخية بدءا من المخلوع البشير(الزراعنا غير الله يجى يقلعنا) وعلى عثمان (shoot to kill) مرورا بما يسمونه المجلس الوطني ورئيسه فى إحدى الدورات المدعو الفاتح عزالدين (ايوه صاحب عبارة المكن ح يدور رب رب وطباعة النقود) والذي توعد وهدد(اي زول يرفع رأسه نقطعو ليهو) وغيرها كثير ، وكعادة الطغاة نجدهم متفقين فى وسائلهم و رسائلهم التي يرسلونها إلى الآخر المختلف معهم في الرأي والرؤية والأهداف والمنطلقات الفكرية والعقائدية وغيرها فاحد الطغاة العرب في العصر الحديث استن سنة قطع الألسن ووشم الجباه وقطع الاذان لكل المعارضين له ومعلوم بالضرورة من الدين ان الشريعة جعلت قطع اليد في حد السرقة والقطع من خلاف فى حد الحرابة ، ولكن سلاطين وملوك وامراء ورؤساء الدول العربية والإسلامية كانوا ومازالوا يغردون خارج سرب الدين والشريعة وان ادعوا وزعموا أنهم حماة الدين والشريعة.
(3) ومن شابه من قام بتربيته ورعايته منذ نعومة اظافره وحتى بلغ مرحلة الكهولة فما ظلم ، وقد استلم قائد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي الجنرال البرهان الراية والمايك ممن سبقوه بالحكم ، وبالامس وقف مخاطبا قادة وجنود منطقة المرخيات العسكرية بان كل من يدخل (يده)في الجيش سيتم قطعها ،ومن يتكلم فى الجيش فان (لسانه)سيتم قطعه(من لغاليغو دي من عندنا)..وهذه الفتوى وعلى الهواء مباشرة، .تؤكد أن البرهان وعندما شاهد تلك الحشود التي خرجت لاستقبال الطاهر ايلا.قال صادقا (البلد مافيها حكومة) واذا كانت بالبلاد حكومة . فإن من يدخل يده أو يتكلم في الجيش فان المحاكم هس الفيصل وليس قانون الغاب.
(4) الخلاصة
عزيزي القارئ فضلا وليس أمرا لا تربط بين السيف الهدية التي قدمتها قيادة الشرطة لقائد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان وبين ما قاله البرهان لدى مخاطبته لقاعدة المرخيات العسكرية وقوله اي زول بتكلم أو يتدخل في الجيش بنقطع ليهو اليد واللسان وربما كانت مجرد مصادفة.!! وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم…….
الجريدة