ولايات أخرى في الانتظار .. الجزيرة.. هل وصل (الوطني) إلى الضفة؟

الخرطوم: الهضيبي يس
حسم الرئيس عمر البشير بقراره الجمهوري الصادر أول أمس (الاثنين) خلافاً محموماً بين الجهازين التنفيذي والتشريعي، وحل التشريعي، وقضي الأمر الذي استفتاه فيه الوالي والنواب.
وبالرغم من كون المؤتمر الوطني يسيطر على الجهازين التنفيذي والتشريعي، بالأغلبية في كليهما، إلا أن حالة تشاكس بائنة ظهرت في الجزيرة بين أهم أجنحة الحكم.
والناظر إلى أزمة الجزيرة يجد أنها مسألة قديمة متجددة ما تهدأ حتى تلتهب وتفور من جديد، حدث ذلك مع ولاة سابقين، ومع الوالي الحالي محمد طاهر ايلا.
عجز المركز عن حل مشكلة الولاية الوسطية، ولم يستطع قيادي الوطني بكل سطوته وقيادته التنظيمة التي يقودها نائب رئيس الحزب مساعد رئيس الجمهورية المهندس إبراهيم محمود في حل الأزمة واستئصال مرض الخلاف تفادياً لانزلاق الجزيرة في الهاوية.
ويؤكد المحلل السياسي والأستاذ الجامعي الطيب زين العابدين إن حزب المؤتمر الوطني يعيش في أزمة منذ وقت طويل، تؤكده حالة الفراغ والفجوة ما بين المركز والولايات وعدم القدرة على إدارة الصراعات والخلافات الداخلية التي خلقت منه جزر ولوبيات يبحث كل عن مصالحه على حساب الآخر وإن مضي الحزب بهذه الصورة فلن يجد له قاعدة في المستقبل بسبب الضعف والخلافات التي قد تودي به إلى الهاوية أكثر مما هو فيه الآن.
النأي عن الخلاف
يوضح الكاتب الصحفي والمحلل السياسي د. إبراهيم الصديق في تصريح لـ(الصيحة) أنه كان يتوجب عدم تدخل المركز في خلافات الولايات، حيث كان على الأرجح ترك هذه الولايات تعمل ما تراه صحيحاً في حل خلافاتها بعيداً عن خلافات المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني والمركز التي كانت لها إسقاطات بشكل أو بآخر على المسائل.
ويقول الصديق إن الطرفين بولاية الجزيرة قد وقعا في الخطأ حيث أن كل واحد منهما سعى إلى نقل المعركة إلى منطقة ومربع جديد والاستئثار، سواء بمجموعات القوى الموجودة في المجلس التشريعي أو بمكونات الجهاز التنفيذي ومحاولة قيادة التظاهرات وحشد المواطنين وإقحامهم في الخلاف لصالح طرف. مضيفاً في تقديري أن هذه الأزمه قد تجعل المؤتمر الوطني يعمل على تطوير وتفعيل آلياته في المستقبل، مستبعداً وجود تأثير مباشر لهذا الأمر على الحزب والالتفات إلى ترتيب قواعده خاصة وأنه مقبل على انتخابات العام 2020.
الراصد والمتتبع لحيثيات ما جرى يتضح له جلياً وفقاً لما ورد من تعليقات وردود الأفعال حول قرار الرئيس البشير بحل المجلس التشريعي أن قيادة حزب المؤتمر الوطني أضحت عاجزة عن حسم تمرد وتفلت منسوبيها الذين أضحت أصواتهم تعلو على صوت المركز وهو خلاف ما كان يحدث في السابق من نهج ومسلك السمع والطاعة.
حيث تعيش كل من ولايات البحر الأحمر ? جنوب دارفور أزمات مكتومة مشابهة لما يجري في الجزيرة، ودفعت بعض المغردين في مواقع التواصل الاجتماعي وممن لهم صله مباشرة وغير مباشرة بـ(الوطني) التعليق بالقول إن الحزب في حاجة إلى قيادة ومراجعة حاسمة بعد ما بهتت صورته وعصفت به الصراعات والخلافات الداخلية وابتعد كل البعد عن المعايير والالتزام التنظيمي الذي تسبب في نشوب الأزمات بين المركز والولايات استدعت تدخل الرئيس البشير في أحيان كثيرة لحسم ما يطرأ من خلاف.
فقد عاش مؤخراً حزب المؤتمر خلافاً مكتوماً دعا إلى إجراء جراحة سريعة لتدارك ما يمكن تداركه بعدها ظهرت بوادر خلاف سابق بين نائب رئيس الحزب ورئيس قطاع التنظيم سابقاً د. فيصل حسن إبراهيم الذي كان له رأي واضح في إداره الشأن التنظيمي للحزب خاصة في طريقة إدارة رؤساء الحزب بالولايات ما دفعه إلى تقييم الأداء وفقاً لما هو موكل إليه والخلاص إلى ضرورة إجراء تعديل يضمن استمرارية الحزب وقوته سياسياً وتنظيماً، ولكن رئاسة الحزب كان لها رأي آخر مما يؤكد حالة الضعف التي تعتلي المؤتمر الوطني والحوجة إلى المراجعة الداخلية لضمان الاستمرارية.
تكرار
وفقاً لما تم فإن المؤشر تجده يمضي إلى تكرار ومعايشة ذات السيناريو في المستقبل لبعض الولايات الأخرى التي تشهد خلافات وصلت حد رفع مذكرات تجار بالشكوي للرئيس البشير رئيس حزب المؤتمر الوطني ضد رؤساء الحزب بالولايات، ومؤخراً فقد قام رئيس المجلس التشريعي بولاية البحر بالاستنجاد بالبشير والتدخل لحل الأزمة التي نشبت في وقت سابق بين المجلس والجهاز التنفيذي، بينما اعتبر أن قرار الرئيس البشير بحل تشريعي ولاية الجزيرة هي رسالة في بريد هذه الولايات التي ما تزال لديها مخالب تقاتل بها قبل اجتياح الطوفان لها.
ويعتبر الكاتب الصحفي وأستاذ الإعلام بالجامعات السودانية د. عبداللطيف البوني في إفاد لـ(الصيحة) إن القرار هو انتصار المركز لقيادة الجهاز التنفيذي بقيادة الوالي محمد طاهر ايلا الذي قام بفصل “19” من كوادر حزبه بعد ما أسقطوا خطابه في المجلس التشريعي والانتقاص من دوره السياسي والتنفيذي. ويضيف البوني أن الخاسر من المؤكد هم مواطنو ولاية الجزيرة والمؤتمر الوطني في فقدان قاعدة له وسط ولاية تحمل ثقلاً سكانياً كبيراً.
الصيحة.