هلال ? مريخ اليوم .. شجعوا ولا تتشنجوا

أن يغلب الهلال المريخ أو العكس، أو أن يتعادل الفريقان، فتلك من معتادات كرة القدم التي لا تخرج مبارياتها من واحدة من هذه النتائج، وما من فريق لكرة القدم على وجه الأرض من مشارق الأرض وإلى مغاربها إلا وذاق طعم أي واحدة من هذه النتائج، الطعم الحلو في حالة النصر وطعم الهزيمة المر وطعم التعادل الذي يتراوح بين الحلو والمر من حيث ان هناك تعادلات بطعم الفوز وأخرى بطعم الهزيمة، وعلى هذه القاعدة والسنة الكروية الماضية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، جرت أحوال فريقي الهلال والمريخ، أحدهما يغلب مرة وينهزم أخرى وكذلك الآخر، ومرّات أخر يتقاسمان النتيجة، منذ أن «خلق الله الفريقين» كان هذا حالهما وسيظل، وعلى هذا الحال الذي ليس منه بد ولا مفر توزعت انتماءات المحبين والعاشقين والمشجعين، وتفرقت بين الفريقين، وعلى هذا الحال أيضاً تأسس أدب التشجيع والمناصرة والهتافات، فكان أن أفرزت المداعبات الراقية و«المشاغلات» الرصينة الرزينة قاموساً في أدب «العكننة» يضاهي أحكم وأبلغ الدواوين وأجود الإنتاج الأدبي، ومن ذلك المداعبة التي خلدها تاريخنا الرياضي التي جرت بين الأديب الهلالي الساخر أبو آمنة حامد والقطب المريخي الكبير «القبطان» حاج حسن عثمان- رحمهما الله-، حين بادر أبو آمنة يوم إحدى المباريات بين الفريقين إبان حقبة التسعينيات بتحدي صديقه اللدود القبطان جاعلاً من الأغنية الشهيرة لكوكب الشرق أم كلثوم «أغداً ألقاك؟» عنواناً لزاويته الصحفية ذاك اليوم، وتقول فيها ثومة على لسان شاعرنا الفذ الهادي آدم ? رحمه الله-، أغداً ألقاك يا خوف فؤادي من غدٍ، يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعد، آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه اقترابا، كنت أستدنيه لكن هبته لما أهابا، إلى أن تختمها بـ«وغداً نزهو فلا نعرف للغيب محلا، وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا، قد يكون الغيب حلواً إنما الحاضر أحلى، هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا، مهجة حرة وقلباً مسّه الشوق فذابا، أغدًا ألقاك؟»، ولكن جاءت اللقيا على غير ما تمنى أبو آمنة وإنما ملأت أشرعة القبطان بكل الأماني، حيث فاز المريخ على الهلال، فكتب حاج حسن عثمان يرد لأبي آمنة بضاعته وبصوت أم كلثوم أيضاً تحت عنوان «هذه ليلتي»، والتي تقول فيها أم كلثوم، هذه ليلتي وحلم حياتي، بين ماضٍ من الزمان وآتٍ، الهوى أنت كله والأمان، فاملأ الكأس بالغرام وهات، إلى أن تختم بالقول على لسان ناظمها الشاعر اللبناني جورج جرداق بـ«هذه ليلتي فقف يا زماني، سوف تلهو بنا الحياة وتسخر، فتعال أحبك الآن أكثر..
لا خلاف حول أن الترويح عن النفس بالتشجيع الرياضي أمر محمود، ولا ضير في شيء من المداعبات والمشاغلات اللطيفة والظريفة، لكن الممنوع والممقوت هو أن ننحط به إلى حضيض الشتائم الشوارعية و«ردحي» الفاتيات في الحواري، وأن نحيل التشجيع إلى تشنيع وتبشيع.

الصيحة

تعليق واحد

  1. استاذ حيدر تحياتى كنت اعتقد من عنوان العمود النادر فى الجانب السياسىام تكتب من راويا اخرى وانت الكاتب السياسى المرموق وهو الجانب الخاص بقيام المباراة لصالح صندوق دعم الطلاب وقد رفض الناديان قبل ايام قليلة طلب الهيئة الشعبية لدعم لاجئ جنوب السودان بحجة انهم مشاركون فى بطولة افريقية ودورى ممتار حساس
    وكما حدث فى انتخابات الاعحاد العام بظهور احمد هارون بديل لعمر البكرى ابو حرار فى رئاسة لجنة تعديل النظام الاساسى الذى قالوا له بلو واشرب مويتو واتى هارون بتعديل جاهر كذلك اتى الصندوق بقرار جاهر لحجة ان الصدوق له اتفاق مع الهلال والمريخ منذ اول مباراة لصالحه فى اواخر التسعينات فماذا حدث حتى يطالبوا بقيام المباراة بعد كل هذه السنين الطوية اذا قلنا الفلس فهل تعتقوا ان ما يتبقى من العائد حتى لو وصل لمليار يسير شئون الطلاب ليوم واحد
    وماذا يقول الهلال والمريخ لشعب الجنوب الذى كان يوما يرفدهم بالسلطان ادورد وريتشارد وحتى جمعة جيناروا بل كانوا يدفعوا من جيوبهم لرفد خرائن الناديان الذان رفضا التبارى لصالح شعبه الجائع

  2. استاذ حيدر تحياتى كنت اعتقد من عنوان العمود النادر فى الجانب السياسىام تكتب من راويا اخرى وانت الكاتب السياسى المرموق وهو الجانب الخاص بقيام المباراة لصالح صندوق دعم الطلاب وقد رفض الناديان قبل ايام قليلة طلب الهيئة الشعبية لدعم لاجئ جنوب السودان بحجة انهم مشاركون فى بطولة افريقية ودورى ممتار حساس
    وكما حدث فى انتخابات الاعحاد العام بظهور احمد هارون بديل لعمر البكرى ابو حرار فى رئاسة لجنة تعديل النظام الاساسى الذى قالوا له بلو واشرب مويتو واتى هارون بتعديل جاهر كذلك اتى الصندوق بقرار جاهر لحجة ان الصدوق له اتفاق مع الهلال والمريخ منذ اول مباراة لصالحه فى اواخر التسعينات فماذا حدث حتى يطالبوا بقيام المباراة بعد كل هذه السنين الطوية اذا قلنا الفلس فهل تعتقوا ان ما يتبقى من العائد حتى لو وصل لمليار يسير شئون الطلاب ليوم واحد
    وماذا يقول الهلال والمريخ لشعب الجنوب الذى كان يوما يرفدهم بالسلطان ادورد وريتشارد وحتى جمعة جيناروا بل كانوا يدفعوا من جيوبهم لرفد خرائن الناديان الذان رفضا التبارى لصالح شعبه الجائع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..