مقالات وآراء سياسية

ولطفاً تارة أُخرى لجان المقاومة —– لدى ملاحظة

أسامة ضي النعيم محمد     

 

العودة أيضا الي الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب ملاحظتي أن كثيرا من التكليفات تُسند للعضو بلا مقابل يعينه لتعويض الوقت المبذول في غير كسب العيش لاسرته ، لا بد من الاخذ في الاعتبار أن الثورة ماضية الي أهدافها باِذن الله ، ثم بتضحيات ودماء الثوار وعناد الكنداكات وعزم الشباب تعيدون بناء أمة السودان البلاد والعباد اِنشاء الله ، الوقت لا يهم فالثورة ماضية ، ربما دخلت العشرية وهي ما تزال طفلا يحبوكما الثورة الفرنسية الي حين بلوغ أهدافها ، ينتظرها بناء دمرته براكين الانقلابات العسكرية ولثلاثين من عجاف السنين كان بركان الاخوان ، تأثيره في تدمير بنيات السودان الاساسية يشبه تدمير الزلزال الاخير الذي ضرب تركيا وسوريا ، الاتراك والسوريون لم ينهبوا بلادهم ويحولوا الدولارات الي الخارج وبذا تصبح اعادة الاعمار أقل جهدا من بناء واعمار السودان وثرواته نُهبت وأُودعت الدولارات في تركيا وماليزيا.

سأحدثكم أيضا مواصلا (الحجوة) ، هذه المرة عن تمويل الاحزاب والنشاطات السياسية  في السودان ، تدخل في ذلك الدعوية كما بدأت (الاخوانجية) في قيدومتها ومن ثم تحولت الي حزب سياسي له أنياب  وأمولا عددا هي ربما نسبتها لما كان عند قارون أقرب . حزبي الامة والاتحادي لم يكن تمويل الانشطة عندهما سرا ، تمويل الجزء الاكبر قامت به دائرتي المهدي والميرغني الزراعيتين قبل المصادرة في عهد مايو  ، كبار التجار الذين ترسو عليهم العطاءات الحكومية وكوتات استيراد السلع المعمرة مثل العربات من خارج السودان . الاخوان بدأوا كمنظمة دعوية ، الدعم يصل من دولة خليجية ، تدفع تلك الدولة مبلغ الفي جنية سوداني في ستينيات القرن الماضي لدكتور الترابي – عليه رحمة الله- ، يمنح الف جنيه من الشرهة لمقابلة نشاط الجماعة . خلال فترة معارضة نظام مايو من خارج السودان ، تنوعت مصادر تمويل الاخوان وتمددت من أوربا الي دول الخليج ، بيع وشراء السيارات  باعفاءات المبعوثين الحكوميين وفتح مكاتب للتحويل والمتاجرة في العملة خارج القنوات الرسمية في بعض العواصم والمدن الخليجية ، بعد المصالحة الشهيرة التي بدأت عام 1977م في عهد نميري كان مقال الترابي (شاركنا النميري في السلطة حتي نرتب أوراقنا) ، ترتيب الاوراق امتد من السيطرة علي بنك فيصل الاسلامي وصارت شيكاته  بالجنية السوداني هي مقابل دولارات المغترب في الخارج ، الي تجارة العملة حيث نصبوا شبكة تعاملات محكمة غطت معظم بلاد العالم التي يتوزع المغتربون فيها .

فترة الانقاذ كان الاخوان هم السلطة والافة معا (حاميها حرامية) ، لا أحتاج أن أُعيد علي مسامعكم الكريمة قصة التمكين في مفاصل الدولة حيث صار الاخوان هم السلطة والمال وهم الدولة وهي الاخوان ، حول الاخوان أموال البترول الي ماليزيا واقتنوا المنازل الفاخرة في دبي وجزرخليجية وأوربية عدة ، شبكة التمويل توسعت عند الاخوان ، سحب مليون دولارمن حساب الجماعة لعملية اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك كانت أسهل من عطية مزين ، دمروا النقل بالسكة حديد لتوسيع دائرة نقاط العبور وحلب الاتاوات بعضها يسجل في أورنيك 15 والكثير يذهب لتمويل عضوية الاخوان وما يزال الي يوم الناس هذا.

تمويل أنشطة عمليات وحركة تنفيذ تكليفات الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب ، مهمة احترافية لا تترك للهواة كما في ادارة فريق دافوري ، عملية بقدر ماهي معقدة الا أنها بسيطة حيث الحماس وروح النفير متقدة ، عمليات النفير تنطلق في كل مدن السودان لزراعة الموسم بما يناسب من ذرة ، سمسم ، قمح ، قطن أو خضروات ، لا يحتاج الامر الي تصديقات بل الدفع بلجان المقاومة لتوسيع المساحات المتاحة والمملوكة لبعض الاعضاء في مختلف مناطق السودان ، زيادة المساحات المزروعة ولنقل ذرة في مناطق النيل الابيض أو جبال النوبة ، ما أسهل وأنجح زراعة الذرة في تلك المناطق بمساحات علي مد البصر ، تسويق الانتاج وتصديره بأسهل المعينات الي دولة جنوب السودان والحصول علي دولارات  في المقابل . وهكذا يمكن تكرار التجربة لزراعة مساحات في مناطق الجزيرة وحول الخرطوم  تزرع  الخضروات بطريق النفرة وتسويق المنتج في العاصمة ، يتحقق بذلك عائد تمويل تكليفات المهام وتحفيز الاعضاء للتفرغ لتأسيس سلطة الشعب .

لماذا التركيز علي الاهتمام بتنويع مصادر تمويل أنشطة قوى الثورة ؟ ببساطة لان الاخوان أو المؤتمرالوطني وكويكباتها نهبوا ثروات البلاد ، حرزوها بعيدا خلف البحار ، مازالت تراودهم أحلام العودة عن طريق صناديق الاقتراع عبر استخدام الكنوز المنهوبة في الرشي ، بالنسبة لهم صناديق الانتخابات وسلم الديمقراطية باتجاه واحد ، يحملهم وكوادرهم الي السلطة ثم يرفعون السلم ويدفعون ببقية الشعب الي بيوت الاشباح والعودة الي الفقر والمسغبة ، هنا لابد من الاهتمام بمصادر تمويل أنشطة تأسيس سلطة الشعب ، حتي الجمعيات الخيرية في العالم تتيح مدفوعات محترمة للمتبرعين لتحقيق أنشطتها لجذب العناصر الممتازة ، الميثاق الثورى ببساطة يحتاج الي عصف ذهني بقدر التحديات لانشاء وبناء مصادر تمويل مستدامة تعبر بنا الي تأسيس سلطة الشعب.

وتقبلوا أطيب تحياتي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..