حزب توافقي.!

“لو أن التغيير الذي أجراه حزب المؤتمر الوطني جرى في أي بلد في الدنيا،لسالت دماء” كانت هذه العبارة تصريح لمساعد الرئيس إبراهيم غندور بعد أن أبعد البشير نائبه الأول طه ومساعده نافع الذي حل غندور محله،لم يكن المشهد وقتذاك بحاجة إلى تصريح غندور لتأكيد أن التغيير لم يكن ناعماً كما بدا،لكن غندور دون أن يدري قطع الشك باليقين وأكد أن الحزب الحاكم لا يعيش حالة توافق مثل التي يتحدث عنها النائب الأول سابقا علي عثمان طه،طه الذي بات منصِّباً نفسه درعاً يحمي ويمنح المشروعية لسياسات الرئيس داخل الحزب،الجديدة والقادمة يتحدث الآن عن توافق كامل داخل الحزب بشأن التعديلات الدستورية والذي هو عضو لجنتها،التعديلات التي ستسحب الحق في انتخاب الولاة يتوافق عليها الحزب الحاكم.المعلوم للجميع أن الحزب الحاكم بلغ به الضيق بنفسه مرحلة أن حذر عضويته من الترشح المستقل في انتخابات الرئاسة..هل يا ترى تصريحات طه الداعمة لتغيير الولاة بسبب أن غالبية ولاة الولايات محسوبون ومدينون بالولاة لقيادات منافسة لطه داخل الحزب.

الوضع في مجمله لا يحتاج إلى تأكيد أو نفي من النائب الأول للرئيس السابق علي عثمان طه أن الحزب الحاكم متوافق إلى أبعد الحدود،فالصورة أبلغ من الأحاديث المدفوعة بحسابات القوى.مؤتمرات الحزب الحاكم في كل ولايات السودان إلا قليل منها لم تمر عبر التوافق الذي يتحدث عنه طه.مؤتمرات الوطني في الولايات وضعت حداً للشكوك بشأن الصراع الحامي الذي يعيشه المؤتمر الوطني،وحتى قبل بلوغ مرحلة المؤتمرات بالولايات الصورة كانت تشير إلى نفسها.

السؤال،ما الذي يريد أن يصل إليه النائب الأول السابق بعد أن خرج من دائرة الفعل السياسي العام والحزبي،طه الذي يتحدث عن التغيير وأن الحزب الحاكم لن يتوان في إجراء أي تعديل لإتاحة الفرصة لوجوه جديدة لم يتردد القانوني في إعلان تأييده لإعادة انتخاب البشير والذي دار فيه حديث كثيف داخل وخارج الحزب وعلى كافة الصعد السياسية والدستورية.إن كان النائب الأول يتحرك الآن في إطار الغبن الشخصي ضد منافسيه في الحزب فبذلك ربما يضطر لوضع نهاية غير مرضية لتاريخه السياسي وكذا الحزبي.لأن لا أحد يُصدق أن ما يجري الآن هو نتاج لحالة توافق كاملة لأن الحقيقة الواضحة والتي لم تعد قابلة لتشكيك فيها أن ما يجري الآن هو نتاج لحالة لا توافق كاملة ربما تصل إلى أبعد من ذلك،وهذا ينعكس اضطراباً في كل قرار سياسي أو حزبي

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. إقتباس :
    إن كان النائب الأول يتحرك الآن في إطار الغبن الشخصي ضد منافسيه في الحزب فبذلك ربما يضطر لوضع نهاية غير مرضية لتاريخه السياسي وكذا الحزبي.

    ليس لديه أي تاريخ سياسي ليضع له نهاية! هذا الذي بصم بالعشرة على فصل جنوب البلادّ!

  2. اذا كان الرئيس البشير يريد للبلد السلامة والاستقرار والتقدم ليس امامه سوي القيام بانقلاب يبعد فيه كل هذا الجيش الجرار من المنتفعين الذي كونوا مراكز قوة تتحدي حتي قرارات الرئيس وتقف حجر عثرة في سبيل تحقيق اي تنمية في البلد ولا يخفي علي الرئيس ان هؤلاء يمسكون بخناق الوطن في كل المجالات سواء في الزراعة او في الصناعة او في الزراعة او حتي في التعليم لانها المجالات التي يملؤون جيوبهم منها ويتركون المواطن يموت جوعا ومرضا وخوفا وجهلا …لا حل الا انقلاب داخلي ينقذ السودان اولا من الذين يعتبرون انفسهم انقاذيون اكثر من الرئيس ولا اعتقد ان احياء شعيرة الجهاد من اخري سيكون مقبولا من الناس لان الانقاذ بما تقوم به من فساد واكل حقوق المواطنين لن يقنع احد بان يموت من اجله…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..