مقالات وآراء
يجتمعون على جيفة حمار

ما وراء الكلمات
طه مدثر
(1) جهنم المالية
الخيارات مفتوحة أمام المواطن الاغبش للإضراب عن الطعام وعن (شرب الشاي السادة أو بلبن) وذلك عقب ارتفاع اسطوانة غاز الطهي (بزيادة الف جنيه للاسطوانة) دون تبرير منطقي من قبل وزارة مالية السلطة الانقلابية ووزيرها دكتور جبريل ابراهيم.. يبدو لي أن هناك امور متشابهات بين جنهم وخزينة السلطة الإنقلابية وكلاهما يرفع شعار هل من مزيد؟ والى متى يظل المواطن فى قاموس وزارة المالية مجرد جالون وقود أو اسطوانه غاز أو جرعة دواء او شربة ماء او بعض رغيف خبز؟
(2) إسقاط الانقلاب وليس الجيش
احد الرؤساء في إحدى الدول الافروعربية والذى وصل إلى السلطة عبر الانقلاب على حكومة مدنية جاءت بالانتخاب قال،( كل من يعارضني فهو يعارض الجيش) زاعما أنه هو الجيش والجيش هو…وهذا مالم يقله قائد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان كل من يدخل يده أو لسانه في إجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي فهو يدخل يده ولسانه في الجيش،وهولاء المتظاهرون والمحتجون لم يخرجوا الا للمطالبة بإسقاط الانقلاب.وليس إسقاط الجيش…فالفرق شاسع بين المكون العسكري وبين الجيش..
(3) يجتمعون على جيفة حمار
كلما شاهدت المبادرات الضرار التي تأتي من أطراف معلوم بالضرورة مواقفها المشينة قبيل الثورة وثقتهم أن المخلوع البشير هو الضامن الوحيد لبقاء السودان موحدا وعملهم الدؤوب على الإساءة للثوار والنيل منها بطرقهم النتنة وهولاء يكرهون الثورة كراهية التحريم ولهم مطلق الحق في ذلك لانه لا يوجد عاقل يحب المشنقة التي اعدم عليه أباه!!.وكلما شاهدت هذه المجموعات الضرار تذكرت القول المأثور إنهم يجتمعون على جيفة حمار.. وأيضا تذكرت قول جدنا الشاعر الاعمى بشار بن برد حين سأله أحد الزائرين عن موضع ما فاخذ بشار يشرح له الموضع بكل تفاصيله بالدقة والدقيقة.ولكن الغريب(اعمى وان كان بشوف)فلم يعرف الوصف أو الطريق ، فقام بشار بمسك يد الغريب وسار به عبر الشوارع وهو يردد(اعمى يقود بصيرا قد ضل من كانت العميان تهديه)،ويبدو لي أن هناك رباط قوى بين ضلال البصير (المفتح) الذي تهديه العميان ، وبين تلك المبادرات الضرار التي تأتي من أطراف معينة ، ونذكر هنا مبادرة نداء السودان أو مبادرة الطيب الجد ،وهي كانت مبادرة مثلها غيرها من مبادرات عديدة قدمها أصحابها ولم يلزموا أحدا بالعمل بما جاء فيها ثم مضوا لحال سبيلهم الا مبادرة نداء السودان التي تحولت إلى مبادرة لها(ضل) ولها رئيس تنفيذي ونواب واعضاء والخ ،ووضعت الناس أمام خيارين اما قبول المبادرة أو الفوضى اذا ماهو العمى اذا لم تكن مبادرة نداء السودان أو مبادرة الفلول والكيزان(المستترة)هي العمى بذاته وتريد أن تقود الشارع الثوري الى عهد تولى يا بثينة لن يعود..وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم…….
الجريدة