الانقاذ اضحت نفسها تنافس نفسها في الانتخابات

د.عبدالقادر الرفاعي

نعود مرة اخري لقضيتي الديمقراطية والانتخابات وكما هو معلوم فان الديمقراطية في مفهومها العام هي حكم الشعب نفسه بنفسه. وفي التطورات اللاحقة للتجربة الديمقراطية اضحت الانتخابات تشكل لبها ومحورها. كما ان هذا النوع من الممارسة الديمقراطية قد اصبح النوع الشائع في العالم هذه الايام. هكذا يأتي الحكم علي ديمقراطية اي نظام في اي دولة في العالم من خلال تقويم النظام الانتخابي المطبق فيها، وتحديداً في ضوء مدي ما يؤمن هذا النظام من تعبير عن ارادة الشعب الحقيقية حيث تصبح الديمقراطية عملية موازية، او بالاحري مرادفة للانتخابات احياناً كثيرة. هذه مفاهيم عامة ليست من اختراع احد ولم يتح للسودانيين اختبارها من واقع الفعل والممارسة، لان التجربة السودانية في مدمار الممارسة الانتخابية تجربة قصيرة نسبياً انقطع حبلها بسبب سيادة الانظمة الشمولية التي امتدت ل: 47 عاماً والتي تفاقمت خلالها الازمة الوطنية والتي كان لتجربة الانقاذ منها نصيب الأسد. لقد نصبت الانقاذ علي مدي ربع قرن حواجز وتخوم في وجه الحريات السياسية ولدت من اسباب الكبت والرفض وخيبة الامل ما افرخ اختلالات عميقة في حياة السودانيين وادي الي ضروب في التطرف في التعامل السياسي حتي اصبحت الممارسة السياسية بسبب الانقاذ لاتؤمن عدالة او مساواة او تكافؤ فرص. فمن احتكار السلطة الي استشراء الفقر والجوع والبطالة وانهيار الخدمات التعليمية والصحية وعدم الامان في غالبية ارجاء البلاد..الخ فقد اقتضي ان دفع شعبنا ثمناً باهظاً خلال حكم الانقاذ من مستوي معيشته وثقافته وقيمه واخلاقه والي كل ذلك من مستوي حريته. فهل نتجني في ضوء كل ماسلف علي الحقيقة اذا قلنا ان حصيلة الانتخابات القادمة التي يسيطر عليها المؤتمر الوطني من الالف الي الياء، بالاضافة الي الشواهد التي تعكسها الاوضاع المتدهورة في كل مفاصل حياة شعبنا انها ستقود بلادنا الي المزيد من الاضطراب والتفتت والانحدار في بئر المأساة العميقة التي استقرت في قاعها الازمة السودانية. من هنا كان قولنا المتكرر ان الانقاذ بعضها ينافس بعضها وانها قد صممت من اجل استمرار حكمه وبأي ثمن ولكنها لن تلبي ولن تتجاوب مع طموح السودانيين.

الميدان

تعليق واحد

  1. بلة ما شايف شقلو الايام دي ي بشة صح
    رئيس بسوق معاهو دجال دي نفهمة شنو اسي فاضحنة اللة يفضحك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..