كوره وسياسة: تسجيل بله جابر أفضل من عودة هيثم مصطفى!

كوره وسياسة: تسجيل بله جابر أفضل من عودة هيثم مصطفى!
أعلم أن الكثيرين سوف يستغربون ويندهشون، مما اقول .. ومعهم الف حق فى ذلك لأن مشكلتنا فى السودان، نعشق كرة القدم الحديثه التى تلعب فى جميع أنحاء العالم وخاصة فى أقليمنا الأفريقى، لكننا فى أنديتنا وبسبب ضغط (الجماهير) ننحاز ونلهث خلف اللاعبين الذين لا زالوا يلعبون كرة القدم على طريقة (زمان).
ولولا ذلك فمن هو اللاعب بين صفوف (مازيمبى) الأكثر (حرفنة) على طريقة (زمان)، من أى لاعب سودانى شارك فى البطولة الأخيره، مع (الهلال) أو ضمن صفوف نادى (الحكومة)؟
سوف تكون الإجابة، لا يوجد .. لكن رغم تفوق (الهلال) على (مازيبمى) البطل فى مجموع نتيجتى الذهاب والأياب، لكنه لم يحصل على البطولة، لأن اللاعب السودانى، يمكن أن يقدم اليوم مستوى يصل به للعالمية لكنه فى اليوم الثانى يتواضع ويقدم مستوى متدنى لا يصل لمستوى لاعبى الدرجة الثالثة فى اى بلد.
نعم اللاعب السودانى (موهوب) فطريا ويتفوق على كثير من لاعبى دول القارة مهاريا، لكننا نجد لاعبين محترفين بالعشرات فى أوربا من بين لاعبى تلك الدول ولا يوجد من السودان لاعبا واحدا.
فالذى يميز جميع لاعبى (مازيمبى) مثلا عن لاعبينا، أنهم يتمتعون باللياقة البدنية العاليه وبالسرعة وبتنفيذ المهام التى يحددها لهم المدرب فى كل مباراة وكما يقول الكتاب.
لذلك وقبل (الحرفنة) من أهم مميزات لاعب كرة القدم الحديثه، أن يكون قوى البنية سريع ومشاكس ويجيد الإلتحام والمهام الدفاعية قبل الهجومية حتى لو كان مهاجما فذا، ولذلك نلاحظ للاعب مثل (مسى) يعود كثيرا الى منطقة ال 18 لإستخلاص كرة من مهاجم منافس، وكذلك كان يفعل من وقت لآخر لاعب (فذ) مثل ابو تريكة المصرى الذى كان له الفضل فى تحقيق العديد من البطولات لمنتخب مصر ولناديه الأهلى.
ولذلك السبب كنت ضد إعادة قيد (مهند الطاهر) رغم إحترامى لشخصه فهو إنسان مؤدب يعرف ماذا يفعل والى أين يذهب حينما رفضه (الهلال)، وكان بإمكانه أن يوقع (لنادى الحكومة) لكن مصيره كأن سوف يكون سيئا للغاية.
كذلك كنت رافضا أعادة تسجيل (هيثم مصطفى) كلاعب، لأنه طريقة إدائه لا تتناسب مع كرة القدم هذه الايام، فهو لا يمتاز الا بالتمريرات (المحسنة)، ويفتقد كآفة المقومات المطلوب توفرها فى لاعب كرة القدم (الحديثة) إضافة الى تقدم سنه، وفى نفس الوقت ومن جانب (مبدئى) أرفض تقلده لأى منصب فى نادى الهلال فى الحاضر أو المستقبل بعدما وقع لنادى (الحكومة) ولو ليوم واحد .. للاسف نحن فى زمن لا يعرف (الإنتماء) ولا يهتم فيه الكثيرون بالإساءة التى توجه اليهم مباشرة أو بصورة غير مباشرة، ولولا ذلك لما منح سودانى واحد صوته لرئيس (النظام) ولما دافع عنه فى الحياة العامة أو فى الإعلام أو الصحافة الورقية أو الإلكترونية، (فعمر البشير) اساء لجميع السودانيين، بأفعاله وأقواله وتصرفاته الخرقاء، اليس إعتقاله حتى لعدة ساعات ومنعه من مغادرة جنوب أفريقيا، إساءة بالغة فى حق الشعب السودانى وتاريخه ووطنه وهو مهد الحضارات الإنسانية؟
على كل حال .. مسجلة كتاباتى من قبل فى العديد من المواقع، التى ذكرت فيها أن كرة القدم الحديثه يمثلها فى السودان ? اليوم – لاعب مثل (بكرى المدينة)، لذلك حقق نجاحا ? نوعا ما ? هذا الموسم مع نادى (الحكومة) إستغرب له حتى (المرشد) الذى كان يسخر منه ويسميه (بجرى المدينة)، لأنه لم يمارس كرة القدم ولا يعرف غير أن يجنى منها (الأموال) بالكتابات المتناقضة والتى تفتقد للعلمية والمعرفة.
لكن (بكرى المدينة) اضاع نفسه وفقد فرصة الظهور بصورة أفضل ربما كانت تمنحه فرصة للإحتراف الأوربى ولتحقيق كاس البطولة فى المنافسة الإفريقية (الزعيمة) مع (الهلال) لأنه مجتمعه مختلف كما أعترف (هيثم طمبل)، الذى ندم اشد الندم على أختيار (المال) بدلا عن (الهلال).
ومثلما كنت اشيد (ببكرى المدينة) وأتوقع له مستقبل كبير، أقول الآن أن بكرى المدينة لن يقدم شيئا مع نادى (الحكومة) أكثر مما قدم فى العام الماضى ورغم ذلك لم يتفوق على (كاريكا) محليا أو أفريقيا، مع أن كاريكا لم يقدم أفضل مستوياته مع (الهلال) فى هذا العام الذى، وهذه الحالة تشبه الفرق بين (ثانى) بطولة أفريقيا (الأولى) الذى لا يستطيع أن يتطاول عليه بطل البطولة (الوصيفة) أو (سيكافا) مهما فعل!
لاعب آخر صنفته كأحد أفضل من يمارسون كرة القدم الحديثه فى السودان وهو مدافع نادى (الحكومة) السابق – بله جابر – الذى يتمتع بالسرعة والقوة الخارقة، وكلما ينقصه مدرب يعرف قدراته ويوظفها توظيفا جيدا، ويطلب منه حينما يستلم الكره ويندفع بها أن يبحث عن لاعب موجود مثله فى (الهلال) وهو نزار، لكى يقوم بتسليمه الكرة لكى ينطلق بها مراوغا أو يصنع منها هدفا بتمريرة متقنة للاعب متقدم.
فعيب (بله جابر) الأساسى، أنه لا يجيد عكس الكرات، إضافة الى تعمده (العنف) دون داع حتى أنه لقب ? بجوز – وذلك دور (المدير الفنى) وبدون معالجة مثل هذه العيوب والأخطاء عند اللاعبين فلا قيمة (للمدربين) ويمكن لأى فريق مكتمل أن يحقق الإنتصارات دون حاجة لمدير فنى تدفع له أموالا طائلة.
كنت أتوقع أن تقوم إدارة (الهلال) بعد أن (دقست) إدارة نادى (الحكومة) بتسجيل (بله جابر) الذى توقعت له نجاحا كبيرا مع الهلال مثلما نجح (الشغيل)، وتضرب بذلك عصفورين بحجر واحد، تسدد ضربة (إدارية) غير مكلفة كثيرا لنادى (الحكومة)، وتكسب مدافعا، يحتاج فقط لتوجيهات مدرب متمكن، فبله جابر لا يقل مستوى عن (بكرى المدينة)، إذا لم يكن أفضل منه.
وأخيرا …
? بعد إنتفاضة ابريل 1985، أشاع (الإسلاميون) فى السودان، أن المرحوم/ أحمد الميرغنى ? رئيس مجلس السيادة ? وقتها قد أخطأ، حينما وصل مطار القاهره قادما من ليبيا، ووضع أمامه (المايك)، فقال أن العلاقات، بين جمهورية مصر العربيه والسودان (الشقيق)!
? وفسروها بالف بمعنى ومعنى .. بل شطحوا وزادوا فيها.
? فإذا (بكبيرهم) وزير الخارجية البروف ومدير جامعة الخرطوم السابق (غندور)، يخطئ أول الأمس خطأ شنيعا، فبعد ختام المحادثات السودانية/ المصرية/ الإثيوبية حول سد النهضة الفاشلة، التى جمعته بنظرائه المصرى والإثيوبى، يقول.
? لسنا وسطاء ولا منحازين أو محائدين، فنحن اصحاب حق مثل أشقائنا فى أثيوبيا و(السودان) !!
? فصاح الحضور مصححين كلامه ومرددين (مصر .. مصر)!
? للأسف بعض (الهلالاب) لا يدركون أو يشعرون أن تشبثهم (بهيثم) يجعلهم، يقبلون (بالدونية) والدنيئة وبالذلة والهوان ومن حق مرشد نادى (الحكومة) ومشجعيه أن يمدوا السنتهم ? الآن ? وأن يقولوا لهم أن (كابتنكم) قد وقع فى كشوفاتنا ثم عاد اليكم وقبلتم به مدربا!
? للأسف أولئك فى معظمهم لا يعرفون تاريخ الهلال ولم يسمعوا عن مبادئه وثوابته، وفى الغالب هم هلالاب جدد أو هلالاب ينتمون للمؤتمر الوظنى، الذى لا يخلو منه بيت سودانى أو كيان، لذلك لا يهمهم الشعور بالدونية والفشل، كحال (النظام) الذى يديره المؤتمر الوطنى.
? رغم ذلك .. تبقى تلك قلة محسوبة على (الهلال) ويبقى شرفاء الهلال هم الأكثرية والأكثر شعورا بالحزن، لمنح (هيثم) شرفا لا يستحقه.
? رغم ذلك يبقى (الهلال) متأثرا بتدخلات النظام فى الكيانات الوطنية، لكنه لم يصبح بعد (مؤسسة) من مؤسسات النظام، مثل نادى (الحكومة) الوصيفابى التمهيدابى الذى يستفيد من جلوسه فى ضل الهلال.
? خلال مباراة مازيبمى وبطل اليابان، فى مونديال العالم للإندية، قال المذيع بقناة أيبى . سبورت، أن مازيمبي تغلب على كآفة أندية القارة الإفريقية ولم يصعب عليه غير (هلال) السودان!
? ويبقى الهلال صنو الجمال .. وتبقى المتعة هلالابية تتوشح اللون الأزرق.
تاج السر حسين ? [email][email protected][/email]