. [ أينَ النهار ]

شكري عبدالقيوم
عند نهاية الدوام في أحد الأيام، طلعنا من ديوان النائب العام، أنا ومولانا حسن الصادق الهاشمي. فأخدنا تاكسي وشدَدْنا عليهِ رَحْلاً، فسارَ بنا نحواً من ساعة فإذا نحنُ في الفتح 2. هناك، وفي أحد البيوت انعقد مجلس للشراب. وبقينا نتونَّس ونتناقش، حتى عرَّج بينا النقاش لمسألة الدين. فاتكلَّمتَ ليهم عن فكرة الجَنَّة والنار، وعن إنها فكرة تسلُّطية ظهرت في النسخة التانية من اليهودية أي بعد الخروج، وفي المسيحية بعد تحالف الكنيسة مع السلطة والطبقات المسيطرة، وفي الإسلام من قولة تيت :( وقلتَ ليهم إنو الأديان المفترض أنها سماويَّة دي، أفضل منها البوذية وفلسفات كونفوشيوس وأبيقور وجان جاك روسو وآرثور شوبنهاور، لأنو دي فلسفات إنسانية بينما الأديان تسلُّطية. وأضِفْتَ إنو إذا أبَيْتُم إلا الدين فاختارُ لكم الصُوفيَّة لكن في منابعها الأصلية، بل حتى ما يقوله تلاميذ محمود محمد طه يمكن أن يمُر من جهتي كإطار للتوجُّه وموضوع للاخلاص والخلاص.
نحنَ كنا خمسة سادستنا ست البيت. فثاروا عليَّ الأربعة برئاسة مولانا حسن المفروض إنو صاحبي يعني وإنو هو الجابني المحلَّة الغميسة دي،ومفروض برضو إنو حركة شعبية بتاع فصل دين عن دولة ومستنير علماني وكده ،واتهموني بالزندقة والإلحاد، ورفعوني جدعوني برَّه البيت وقفلوا الباب. بقيت راقد في عرض الطريق ما هامِّيني شِي ولا شغال بيهم في كتير أو قليل. ست البيت طلعت أحسن منهم كلهم لحَّقتْني غايتو كم كاس كده من شق بين الباب والحيطة، وقُمْتَ نفضتَ الغبار من ملابسي وأنا أردِّد ;{ وهذا لا يعني شيئاً}، وشِلْتَها موزة لغاية الحارة 14.
واحِد أعرابي كده سأل سِيدْنا النبي: أنتَ تَعِدُنا بجنِّةٍ عرضُها السماوات والأرض، يا رسول الله فأينَ النار ?!
فقال النبي;( سبحان الله !. إذا جاءَ الليْلُ فأينَ النهار ?!).
هههها كوجججج انت لسه زعلان من صاحبك مولانا دا دلير تفضحو!