(البِدل والكيزان).. فتنة وتقليد..!

عثمان شبونة
* على العموم؛ لا أدري لماذا ارتبطت (البَدلة الاشتراكية) في ذهني بالشخصيات الناقصة أو الموهومة أو القذرة.. الخ.. وإن كان التعميم يلزمه السبق باستثناء خاص؛ كما يفرض المنطق السليم.. فقبل سنوات كانت الِبدل الاشتراكية هي التي تحاصرنا في الصحف بتوافد مُلفِت للمُقلِّدين: (أمن التنظيم ــ كوادر اتحادات طلاب ــ توابع كيزان ــ كتائب ظل ــ لصوص منظمات متأسلمة.. الخ).. وليس المحور المهم استنكار البدلة؛ وإنما الاستنكار لرعونة القوم المغرمين بتقليد بعضهم البعض حتى في القبح..!
* موضوع (البدلة) أعلاه مجرد حاشية؛ فالمَتن يخبرنا أن الكيزان أو الإخوان المتأسلمين الموجودين في السودان على وجه التحديد (أبلد الخلق) بغير صفاتهم الإجرامية الثابتة؛ ومنها على المستوى الخطير (شهوة الإنجاز للذات) خصوصاً عندما يكون أحدهم في موقع المسؤولية.. وفي هذا الجانب الذاتي لا يشبعون..!
* السطر الأخير يمكن تلخيصه في (الأنانية مع إدعاء الأستاذية) هنا بالضبط سر الفشل الذي شمل كبارهم قبل صغارهم؛ فلم تمكنهم هذه الأنانية للتقدم بالسودان في أي مضمار أو بناء (أنظر إلى أحجار المدينة الرياضية في الخرطوم كمثال مبسَّط للفشل والفساد)! بل زادوا على الفشل بتدمير للبنى الحيوية لم يخشوا فيه لومة لائم؛ وضربوا أعلى الأمثلة في شيئين: (التخريب ـ الغباء) مع ذلك يفتنون ببلاهة تجاه منجزات الغير.. فمن أغرب الأشياء في هذه الجماعة الضالة فتنتهم بالآخر (الغريب)! مثلاً كانوا في بعض مواقيت (عواراتهم) مفتونين بنموذج (إخوانهم) في ماليزيا؛ كدولة عبرت بنهضتها؛ بينما إخوان السودان المتأسلمين لأكثر من ثلاثين سنة لم يعبروا أوحال (الهوس ـ الإجرام)! يرفعون سباباتهم القذرة نحو السماء بالتكبير والتهليل؛ ويخسفون بالقيم والأخلاق في الدرك الأسفل.. ثم على الأرض يحطمون السودان طوبة إثر طوبة.
* تارة يحملهم الهوى إلى (تركيا) بإعجاب شديد.. يمدحون سلطانها أو مصافها المتقدم بين الدول؛ وبجيش يُصنف في طليعة الأقوياء؛ بينما كان تفكير المتأسلمين منذ غزوهم للسودان في العام 1989م يتركز نحو تحطيم الجيش وتحويله إلى مليشيا (كيزانية)..!
* الآن مع كأس العالم في قطر؛ تتوجه أنظار (أصحاب البِدل) انبهاراً بالمناسبة والتي تستحق الإعجاب من الكل؛ لما حملته من معاني وقيم وجماليات.. لكن (كيزاننا العُراة) المفتونين بالغرباء يحسسونك وكأنهم شركاء في هذا المحفل الكبير من فرط انبهارهم به؛ بينما السودان في عهدهم انحطت فيه كرة القدم وكافة المناشط الاجتماعية والثقافية، أغلقت مراكز الاستنارة، وتحولت دور الرياضة إلى ثكنات وقطاعات خاصة بالطفيليين؛ الفسدة.
* لا عجب.. إنهم مثلما يقلدون بعضهم بعضاً في الفساد؛ يسيرون بفشلهم المزمن دون حياء.. لا يقتدون بمنجزات الدول.. لا يدفعهم نجاحها وعمارها للارتفاع من (البَعر) الذي طال جلوسهم فوقه (بالجلاليب المكوية) أو بذات البِدل القبيحة..!
أعوذ بالله
الحراك السياسي – الثلاثاء.
والله يا أستاذ أكتفي ب أعوذ بالله فقط،، هو الكافي يعلم آنات وآهات هذا الوطن المكلوم،، متعك الله بالصحة والعافية