
* على عكس ما يظن الذين يهاجمون العلمانية باعتبارها إلحاد، فان العلمانية نشأت في القرن السابع عشر الميلادي كحل للذين يعانون من الاضطهاد الديني في أوروبا حيث كانت الممالك والاقطاعيات تحرق الذين يخالفونها في العقيدة أحياء، فجاءت العلمانية لتحمى عقيدتهم وتحميهم من الاضطهاد والموت!
* العلمانية لا تعنى الإلحاد كما يظن كثيرون، وإنما حيادية الدولة حتى يتمتع الجميع بحرية الدين والعقيدة والفكر ..إلخ، وعدم الاعتداء على حريات الآخرين وحقوقهم، وهو المقصود بعبارة (فصل الدين عن الدولة) التي لا تعنى فصل الدين عن حياة الناس، كما يفهم الكثيرون!
* العلمانية لا تعادى الأديان، وإنما تحمى الأديان والحقوق الأخرى وحرية الناس في الاختيار، لهذا يهرب إليها الذين يعانون من الاضطهاد الديني أو السياسي أو أي اضطهاد آخر في دولهم ومجتمعاتهم، بمن في ذلك الذين يعادون العلمانية نفسها من الإسلاميين وغيرهم الذين يعتلون منابر المساجد والمعابد ليهاجموها في عقر دارها وهم آمنون على حياتهم وحريتهم وممتلكاتهم ، ولو كانوا في دولة غير علمانية لما سمحت لهم بذلك، إن لم تسجنهم أو تقتلهم ، والأمثلة كثيرة حولنا!
* ولكن لا تسمح العلمانية للأديان بالتدخل في أعمال اجهزة الدولة حتى لا تحابى ديناً على حساب آخر فيضار أحد أو تشتعل الفتن بين الناس، وهى لا تميز بين المواطنين على أساس ديني أو لا ديني، حتى تضمن حصول الجميع (في هذه الحياة الدنيا) على معاملة متساوية، (أما في الحياة الأخرى فهذا شأن آخر)، وهى في هذا تتطابق مع القرآن الكريم الذى يقول: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)!
* الله سبحانه وتعالى هو من يحاسب على الكفر والإيمان وليس الناس، ولقد خيرهم الله بين الإيمان والكفر ولم يفرض عليهم الإيمان وكان قادرا على ذلك، بل سمح لأحد مخلوقاته وهو (إبليس) بأن يعارضه ويضم إلى حزبه كل من يقدر على فتنته، ولم يقل له (لا) ولم يسجنه أو يحرقه وكان قادرا على ذلك، فكيف يتطاول البعض على الله ويفعلون عكس مشيئته، ويفرضون الدين على الناس، وكأنهم أكثر حرصا من الله سبحانه وتعالى على عبادة الناس له؟!
* والذين يربطون بين العلمانية والشيوعية جهلاء، ﻻ يعرفون العلمانية، وﻻ يعرفون الشيوعية، وبعضهم يعرف ولكنه يتعمد الخلط بين الاثنين لتحقيق أهداف شخصية. الكثير من الأنظمة الشيوعية (مثل الصين) لا تعترف بالأديان أو الأفكار الأخرى غير الشيوعية ودونكم الاضطهاد الذى تمارسه الدولة الصينية على المسلمين (الإيجور) وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى، ولا تسمح لهم بممارسة طقوسهم الدينية بحرية وتقيد حركتهم داخل المناطق التي يعيشون فيها، بينما الأنظمة العلمانية (مثل كندا والنرويج ) تحترم اديان وافكار وحقوق الجميع، بل تيسر لهم ممارسة حقوقهم وشعائرهم الدينية بحرية كاملة، وتفرض عقوبات صارمة على من يخالف ذلك!
* نحن في حاجة إلى توعية مستمرة وإزالة سوء الفهم المستشري عن (العلمانية) في أذهان الكثيرين بانها الإلحاد أو أنها تروج للإلحاد، أو ترغم الناس على ترك أو تغيير أديانهم وأفكارهم أو تنشر التفسخ والانحلال في المجتمع كما يروج البعض، إما لسوء فهم أو سوء قصد لخداع الناس وإرغامهم على اعتناق افكارهم ومناصرة توجهاتهم وأحزابهم!
* العلمانية لا تعنى الكفر، ولا تحدد إيمان الشخص وكفره، أو درجة الإيمان والكفر أو صاحب الخلق الرفيع وعديم الأخلاق .. فهنالك علماني مسلم، وعلماني يهودي وعلماني مسيحي، وعلماني متدين، وعلماني غير متدين وعلماني كافر، وعلماني على خلق وعلماني عديم الأخلاق على خلق، مثل أي شخص آخر سواء كان علمانيا أو غير علماني ..إلخ، وقد يكون إيمان العلماني أكثر من إيمان الذى ينعته بالكفر، وهو شأن رباني لا علاقة لأحد به غير الله تعالى، والله وحده هو الذى يعلمه ويحاسب عليه!
زهير السراج
مناظير
الجريدة
للاسف , هذا المقال مليء بالجهل او الكذب و لا ادري كيف لكاتب محنرف ان يقع في مثل هذه الاخطاء !!
أولا العلمانية لم تظهر لنصرةالذين كانوا يعانون من الاضطهاد الديني في أوروبا و يحرقون أحياء كما زعم كاتب المقال و انما الحقيقة المعروفة هي ان العلمانية أتت نتيجة صراع دام بين الكنيسة و رموز النهضة الاوربية من العلماء و المفكرين , و من ابرز الوقائع في هذا المجال ان الكنيسة كانت تتعقب كل من ينكر أن الارض هي مركز الكون و عندما اكتشف علماء الطبيعة ان الشمس هي مركز المجموعة الشمسية و ان الارض تدور حولها , فقامت بقتل جيوردانو برونو بحرقه حيا . حاليليو العالم المشهور نجا من القتل بعد ثلاث سنوات من الحبس بأن اعلن توبته ورجوعه عن قوله بدوران الارض حول الشمس ، وركع أمام رئيس المحكمة قائلاً: “أنا جاليليو وقد بلغت السبعين من عمري، سجين راكع أمام فخامتك، والكتاب المقدس أمامي ألمسه بيدي، أرفض وألعن وأحتقر القول الإلحادي المخطئ بدوران الأرض”..
ثانيا : ليس من مباديء العلمانية حماية من يعانون من الاضهاد ايا كان نوعه ,مثلا قامت فرنسا العلمانية باحتلال كثير من الشعوب الافريقية و اضطهادهم و كان السود مضهدين في امريكا العلمانية!!!
و هذا رد مختصر على ضحك الكاتب على القراء الكرام و تزويره للحقائق في عصر الانترنت!!!!!!!!!!!
تصحيح : الكلمة هي العالمانية ، من اللغة اللاتينية secularismبمعنى الدنيوي أي الذي له علاقة بالدنيا. بعض الناس يربطها بالعلم , أي بمعني أي شئ مرتبط بالعلم فقط لا بالدين,/ ـارجو الرجوع لكتاب فؤاد زكريا ( العالمانية والدين)
لقد كان حرق جيوردانو وتوبة جاليليو، كانتا بسبب إتهام الكنيسة لهم بالزندقة، لإفتراضاتهم المعروفة، والصحيحة، عن شكل وحركة الكواكب في مجموعتنا الشمسية…لقد ساهمت معاملة الكنيسة لهؤلاء العلماء، في ظهور العلمانية والتي كانت تدعو إلي إبعاد الدين عن العلوم والحياة العامة…..
زد علي ذلك، فإن الإستعمار وإضطهاده للمستعَمرين، فليس له علاقة بالعلمانية، حيث الأخيرة كانت تُمارس داخل بلدان المستعمِر…
وكنتيجة طبيعية، فقد إرتفعت الأصوات التي تُنادي بالعلمانية عندنا، كرد فعل لمتاجرة بني كوز بالدين، وعلي مدي عقود، وعلي الرغم من ذلك، تجدهم يسعون، سعياً حثيثاً لشيطنة الآخرين، وترهيب الناس بالعلمانية…
secularism بمعنى فصل الدين عن حياة الناس تماما يكون فيها الدين مزاج شخصي وانا كنت بحترمك لكن من مقالك أصبحت اكتر واكبر جاهل في حياتي واكبر مقلب في تأريخ الصحافة