ماوراء الخبر
أشرف عبدالعزيز
دخلت أسواق سنار وتمبول في اضراب الإسبوع الماضي احتجاجاً على سياسة الجبايات التي تنفذها وزارة المالية غير آبهة لما يحدث.
بالأمس أعلنت اللجنة التسييرية لتجار ولاية القضارف، الدخول في إضراب تام، والتوقف عن العمل، وإغلاق السوق العمومي وجميع الأسواق الفرعية وبورصة أسواق المحاصيل، وذلك بعد فشل مساعي اللجنة المكلفة من قبل التجار في الوصول إلى حل للأزمة التي نشبت بين التجار ومصلحة الضرائب التي فرضت مبالغا باهظة تجاوزت 1000٪ حسب التجار.
وقال عضو اللجنة؛ أسعد الضو، إن سلطات الضرائب تمسكت بالضريبة المفروضة على كل التجار، وقررت خلال حديث مدير ضرائب الولاية في الاجتماع المشترك أمس بحضور، مدير عام وزارة مالية والقوى العاملة بولاية القضارف نجاة أحمد محمد، التمسك بالضرائب المفروضة على كل شرائح التجار وألا يتم تخفيض الضرائب أو إلغاؤها إلا عبر لجان الاستئنافات المكونة من مدير عام الضرائب.
وقال الضو، إن الضرائب المفروضة عليهم تعبر عن الواقع الحالي لكل الأنشطة التجارية في الولاية التي تأثرت بالتضخم وإغلاق الأسواق جراء الاضطرابات الأمنية وإهمال سلطات البلدية إغلاق الشوارع والأسواق عبر الفريشين.
وأضاف أنهم خلصوا إلى إغلاق جميع الأسواق الفرعية وبورصة أسواق المحاصيل والسوق العمومي ابتداء من يوم الأربعاء المقبل لحين النظر في الضرائب المفروضة. وقال إن تجار القضارف يمثلون أكثر من 40٪ من سكان الولاية.
وأكد تمسكهم بالقرارات دون أي تفاوض آخر مع سلطات الضرائب. وشدد الضو على رفضهم لحديث وقرار مدير عام ضرائب السلطة الانقلابية للولاية بشأن التفاوض في الضرائب عبر لجنة الاستئنافات واعتبرها جزءا من الأزمة.
لأول مرة في تاريخ السودان يضرب التجار بسبب الضرائب لم يحدث ذلك حتى في زمن الاستعمار التركي الذي كان يستخدم (الباشبوزق) في تحصيل الضرائب والذين يقومون بتعذيب المواطنين أشد العذاب للحصول على الضرائب.
ولأول مرة يكون وزير المالية ومدير الضرائب (أولاد خالات) يفرضون على المحلات التجارية والتجار تقديرات ضريبة تؤدي للجوء التجار إلى خيار واحد هو التوقف عن العمل تماماً واعلان ذلك للحكومة وفي رابعة النهار.
لا طريق أمام (أولاد الخالات) غير هذا الطريق الذي يسلوكونه، والذي سيؤدي في نهاية الأمر الى سريان حمى الاضراب في معظم أنحاء السودان عندها سيدرك جبريل أن هذه السياسة هي التي أودت بحكومة الانقلاب الى مزبلة التأريخ.
الجريدة
