عرب الفيفا

عادل إبراهيم حمد

لم يساند كل العرب المرشح الأردني الأمير علي بن الحسين عندما نازل بلاتر على رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، اعتذر بعضهم بأن الأمير ترشح متأخراً بعد أن تعهدوا لبلاتر بتأييده. وجاهر آخرون بوقوفهم مع بلاتر في كل الأحوال. فهل يمكن أن يلام أعضاء عرب على عدم مساندتهم لمرشح عربي؟
إذا بني اللوم على الاشتراك في العروبة فقط. فهذا يعني أن يتوقع العرب أن يساند الأوروبيون (أخاهم) بلاتر السويسري مهما كانت كفاءة ومؤهلات المرشح العربي. ولا مجال في هذه الحالة لأي لوم أو عتاب للأوروبيين الذين يساندون بلاتر رغم مآخذ كثيرة على أدائه. ولا مجال أيضاً للإشادة بموقف الأوروبيين الذين ساندوا الأمير علي بن الحسين لأنهم -بذات المنطق العربي- قد تخلوا عن ابن عمهم لمساندة الغريب.
هذه مقدمة ومقارنات للتأكيد على أن التقدم لقيادة المؤسسات العالمية لا يكون على أساس (ابن عمي والغريب). وقد يكون في الاكتفاء بمنطق ذوي القربى طعن خفي في كفاءة المرشح؛ ولذا ينبغي أن تكون المساندة العاطفية عاملاً إضافيا وليس الأساس في دعم المرشح.. وقد أثبت أعضاء الفيفا في مناسبات كثيرة التزامهم بهذا المبدأ مؤكدين أن التكتل الجهوي أو العرقي لن يحكم مسار الفيفا أو يشكل مؤسساتها؛ فعلى سبيل المثال لم يصوت معظم الأفارقة لرئيس الاتحاد الإفريقي عيسى حياتو عندما رشح نفسه في دورة سابقة لرئاسة الفيفا في مواجهة بلاتر.
قد يكون التكتل ذا جدوى ومؤثراً على الانتخابات إذا قدم أصحاب الكتلة تصوراً مشتركاً لتطوير اللعبة ودورها، لكن لا يمكن أن تتمترس كتلة وراء مطالب وكأنها نقابة، وتدعم المرشح الإفريقي -مثلاً- الذي يقتصر برنامجه على زيادة عدد الفرق الإفريقية المشاركة في نهائيات كأس العالم.
لقد لعب الأمير الأردني دوراً مهماً في الانتخابات الماضية حين منح الأوروبيين والرافضين لبلاتر رمزاً يعبرون بتأييدهم له عن رفضهم لبلاتر، ومنحهم فرصة للتأكيد على وجود أزمة خطيرة، ومنحهم فرصة لالتقاط أنفاسهم ريثما يعدون مرشحاً بديلاً لهزيمة هذا الأخطبوط.. هذا فضل للأمير الأردني سوف يحفظه له قادة اللعبة في أوروبا. وقد يؤهله لدور معتبر في مقبل الأيام، لكنه لا يكفيه ليقدم نفسه من جديد للرئاسة. كما أعلن فور تقديم بلاتر لاستقالته.. وإذا فعل. فلن يجد الثلاثة وسبعين صوتاً التي وجدها في الجولة السابقة؛ لأن رافضي بلاتر سوف يتوافقون على مرشح ذي ثقل أكبر في الجولة القادمة.
إن المتباكين على العروبة لم يلتزموا بذات المنطق في موقف آخر لم يكن يكلفهم غير التأكيد على حماية المؤسسية في اتخاذ القرار، أى حماية قرار إسناد تنظيم قطر لبطولة كأس العالم 2022. بعد أن اجتازت قطر كل مراحل التنافس وأصبح القرار نافذاً، لكن حملة ضارية نظمت لحرمان قطر من حقها. وهو ما لم يحدث في كل المرات السابقة حين كانت دول أخرى تفوز بتنظيم العرس الكروي العالمي. الشيء الذي يوحي بوجود مؤامرة، وكان منتظراً من كل الذين كانوا مهمشين يجلسون على رصيف الفيفا ينتظرون تفضل الكبار عليهم، أن يعتبروا نصر قطر نصراً لهم جميعاً وفتحاً جديداً في تاريخ الفيفا. ومن المؤكد أن قطر سوف تخمد هذه المؤامرة بذات الكفاءة التي أدارت بها المنافسة على تنظيم البطولة. ومن حسن الطالع أن الملف مرتبط بتنظيم روسيا لكأس العالم في 2018. ولا يخفى ما لروسيا من تأثير قوي على كل المسارات.
يبقى أن نقول: إن بلاتر يحمد له تقديمه درساً ديمقراطيا قيّماّيحتاجه كل من له صلة بالديمقراطية. بمن في ذلك أهل السياسة. وهو أن الحصول على الأغلبية ليس كافياً في حال إجراء التصويت في أجواء من الاستقطاب الحاد. ومن الأفضل أن يتنازل المرشح المثير للجدل لمرشح آخر. ولو كان بقدرات أقل. ما دام المرشح البديل لا يخلق أجواء الانقسام والشقاق.
لقد كان بلاتر أميناً وشجاعاً عندما أقر أن حالة عدم الرضا التي صاحبت الانتخابات وأعقبتها تحول بينه وبين قيادة الأسرة الكروية الدولية.

? [email][email protected][/email] العرب

تعليق واحد

  1. يالحبيب السيد بلاتير كان رجل ديكتاتور علي امبراطورية الفيفا وكان يتوعد كل من يخالفه الراي أو عدم التصويت له
    بعد الدعم المادي أو اسناد تنظيم أي بطولة قارية
    واكبر دليل علي ذلك عندما حاول السيد محمد همام الترشح لرئاسة الفيفا
    تآمر عليه وابعده من كل المناصب الرياضية مدي الحياة نعم مــــدي الحياة

  2. أول حاجة شوف المرشح العربي دا منو وأبوه منو وأخوه منو وأخته منو (مديرة حملته الانتخابية) وراجل أختو منو وبعدين نشوف حكاية إنو يترشح للفيفا دي كيف. لا انتخاب لمن لا يعرف بلده أو اتحاده الكروي ما هو الانتخاب. لا عروبة في كرة القدم.

    كفاية علينا فضايح المحروم مدى الحياة محمد بن همام. تحسبوا لعب ولا شنو؟
    شايف الكويتي أحمد الفهد برضو سالي ضنبو للترشح.

    إذا كان لا بد من توقع مرشح عربي له حظوظ فلا بد أن نتوقعه من عرب افريقيا على أن يكون مرشحا له قامة وقريبا من “المواصفات والمقاييس” مش زي جماعتنا الحاليين.

    ربنا يخلف.

  3. المؤامرة الكبرى هي إجراء الانتخابات في موعدها دون توجيه إتهام لبلاتر ثم فوزه واستقالته بعد أربعة أيام.
    لأن في حالة إنسحاب بلاتر من الانتخابات سوف يفوز الأمير بالتزكية. وهذا ما لا يرضاه الغالبية وعلى رأسهم الأوروبيون بالرغم من إدعاء الشفافية.
    يفوز بلاتر ثم يستقيل لتجرى انتخابات جديدة بلاعبين جدد، وليملأ الأمير شبكته مع بلاتيني وزيكو وآخرون من العيار الثقيل.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..