شيطنة المعارضة تطرب أذن الشيطان

إن معارضة عجزت في أن توفر منبراً إعلامياً حديثاً تخاطب به السودانيين في الداخل و في المهاجر في عصر الفضاء المفتوح يحق لنا أن نصفها بالهزيلة، و إن معارضة تترك عقول الشعب نهباً و حكراً للآلة الإعلامية لحزب الدجالين تعيث فيها تلوثياً و تضليلاً و إغتيالاً و طعناً في شخوصها مادياً و معنوياً جاز لنا نتساءل عن مدى جديتها في التغيير ، و معارضة ظلت تتشظى و تتفتت كما الأميبا حتى أصيبت الساحة السياسية بالدسنتاريا و أغرقت البلد بما في جوفها من تنظيمات و تيارات فلا تثريب علينا أن نتشكك في إرادتها ، و معارضة عجزت عن أن تنتج و تبدع فعلاً مضاداً بقدر الضياع و الدمار الذي أصاب البلد و إتخذت موقعها بين المتفرجين و حزب المجانين يمزق خريطتها و نسيجها و إنسانها حري بنا ألا يزيل إحساسنا بالغثيان منها غابة من الليمون ، و لكن …
هل نحن سياسيون معارضون ممارسون ننشد التغيير أم نحن تكنوقراط محايديون أم محللون لقناة أجنبية ؟
سأبني مقالتي على الإفتراض الأول و هو ما ينطبق على أغلبكم
و عندما نكون سياسيين فإن ذلك يتطلب الدخول إلى دائرة صنع الأفعال بناء على المتاح و كذلك إختيار و إبتكار الوسائل التي تؤدي للنتائج المرجوة، حيث أن السياسة في أبسط تعريفاتها و أكثرها شيوعاً أنها فن الممكن.

و لا أحيطكم علماً و أنتم الأكثر علماً أن حزب الشيطان و جهازه أمنه بعد أن علم القاصي و الداني مدى إفلاسه و فساده أن كل يوم يمر على البلاد و هو على متحكم بمقاليدها يلقى بنا سنين سحيقة التردي و التخلف و التمزق، و أن سقف طموحة و خططه تتمثل في أن يتم وضعه في العقل الجمعي لدي السودانيين بأنه و المعارضة في نفس الدرجة ? من السوء- ، و أن يوصل الناس لقناعة أن لا فرق بين هذا و لا ذاك و بالتالي يظل الوضع كما هو عليه إذ لا فائدة ترجى من التغيير و يدب اليأس و القنوط في نفوس الناس و يبرز ذلك التساؤل الملئ بالبلاهه (أها البديل منو أو شنو ؟) .
و ظللنا بوعي منا أو بدون ننفذ إستراتيجية حزب الشيطان و نقدم لهم الهدايا الواحدة تلو الأخري و بأكثر مما ينبغي و فوق ما يتوقعون و ذلك بمواقف إتخذناها في غير مكانها أو بمواقف لم نتخذها عندما يتطلب الوضع موقفاً يعبر عن الملايين المغلوبة على أمرها و التي من المفترض أننا نتحدث بإسمها و نعبر عن أشواقها.
فها نحن ?المعارضون- ننصب المشانق و المقاصل لوثيقة الفجر الجديد بدواعي عدم تبني خيار الثورة المحمية بالسلاح و البعض خاض في لجة العلمانية السحيقة بسطحية نافس بها هيئة جهلاء السلطان، و البعض الآخر أورد تحليلات و قراءات و إنطباعات و إستدعى التاريخ ، كل ذلك و لم يضعوا في الإعتبار أن البلد تتسرب من بين أيدينا في ظل هذه الطغمة و تناسوا القهر و الفساد و إجتثاث شأفة المواطنة و إنتزاع الأخلاق من نفوس السودانيين إنتزاعاً .
و لسنا هنا في مقام تعداد مساوئ الطاغوت حيث يعلمها من كان فكرة في عيني أمه و أبيه ، و لكن فقط علينا أن نعلم أننا لا نعارض فرقة الـCats 4 إنما نعارض عصابة من المجانين و المرضى النفسيين أصابهم شبق السلطة و على إستعداد أن يذبحوا البلد ليقدموها قرباناً للشيطان لكي يمارسوا عهرهم مع عشيقتهم السلطة المغتصبة.
ثم ها نحن المعارضون أيضاً نستهجن توقيع يوسف الكودة على الفجر الجديد هذا إن لم نكن نستهجن الكودة في شخصة و حزبه ، فمالنا نستحيل وجه آخر من عملة النظام في عدم الإعتراف بالناس و جهودهم و إحترام آراءهم ، و ما خطبنا إذ إحتكرنا صكوك الوطنية نمنحها من نشاء و نجرد منها من نشاء ، و لما لا نجيد لعبة السياسة بل و لما لا نتحلى بالمسئولية و نعطى الأمور قدرها و ليس أفدح من وطن يضيع إن لم يكن قد ضاع بالفعل، لماذا نكبل أنفسنا في أن هذا كان كذا في غابر الزمان و تلك فعلت كذا في سالف العصر و الآوان و الوطن و إنسانه مختطفون .
يتملك الغضب أغلبنا من أداء المعارضة و مواقفها ? و الغاضبون غير ملومين ? و ذلك لصدقهم و إخلاصهم و المعارضة لخذلانها للملايين المسحوقة و فشلها في التعبير عنهم لكي يلتفوا حولها ، و لكن أن يقود التعبير عن الغضب لتبني موقف يقول بوجوب إسقاط المعارضة و النظام على السواء فإن ذلك لا يصب إلا خانة واحدة و هي إستمرار النظام و هذا الموقف هو عين ما يتمناه الأفاقون و جهازهم الوضيع، بالمقابل فإن دعم أي فرص للتلاقى في مواجهة حزب الشيطان هو صوت يعلو فوق كل صوت، و إن وجدت تحفظات و آراء و إختلافات فإن لغة السياسة تقول أنه يعبر عن ذلك بعبارة (نعم و لكن) بدلاً عن (لا) النافية الصادمة الهادمة.
و التغيير المنشود يكون داني القطاف في ظل نظام على أقل الفروض يكفل الحريات العامة و يقوم على الديمقراطية و دولة القانون على النقيض من ذلك التغيير المنشود و نحن نرزح تحت نير هؤلاء المجانيين.
لنبحث عن توافقنا و لتكن روح الإنسجام هي السائدة في مواقفنا ضد حزب المرضى النفسيين و تنظيمهم المجنون، فمسئولية الوطن الذي يضيع تملي علينا ذلك ، لنفتح عقولنا و قلوبنا ما إستطعنا لكل من له موقف ضد هؤلاء سواء كانوا (سائحون) أو (غازيون) ، هذا ما تقوله السياسة و تقوله صرخات الوطن الذي يستغيث.

محمد جلال
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يسلم قلمك.. مقال أكثر من رائع..فى هذه اللحظات لا نحتاج لتصنيف الناس هذا تاريخه كذا و هذا
    ماضيه كذا فللتوحد الجهود كلها لإزالة هذا الورم الخبيث..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..