كلمة الاتحاد النسائي السوداني في تأبين د. سعاد إبراهيم أحمد

كلمة الاتحاد النسائي السوداني في تأبين د. سعاد إبراهيم أحمد
أسرة وزملاء وأصدقاء ومعارف الفقيدة
الحضور الكريم
السلام عليكم
إنه لمن الصعب جدا أن أجد نفسي أقف هذا الموقف في هذه المناسبة العصية التي لم نكن لنعدَ أنفسنا لها رغم أنها الحقيقة التي لا مناص منها. كيف لنا أن نحل بهذه الدار وهي خاوية من سعاد. إذ درجنا أن ندخلها ونحن نحمل هموما وقضايا تشيب لها الولدان ونخرج منها خفافا كالعصافير بعد أن تكون سعاد قد أزاحتها عن كاهلنا، ليس بفعل السحر وإنما بمشرط الحكيم الذي قد يكون أشد إيلاما، لكنه البلسم في نهاية المطاف. هكذا كانت سعاد لا تربت على الكتف بكف الوهم، ولا تهدهد بنغم الخدر ،إنما تدفعك بقوة إلي قلب الحقيقة لتواجهها وتبحث عن الحلول ولا تتركك وحدك وإنما تبحث معك وتقدم لك ما في ذخيرتها من حلول
لا تكل عن نبش نواقصنا ومحاولة ترميمها، ولا يخرج الإنسان من دارها وفي نفسه شيء من حتى.
انحازت أستاذة سعاد لقضية المرأة منذ بواكير حياتها، عملت في صفوف الاتحاد النسائي وكانت عنصرا ديناميكيا في تحرير مجلة صوت المرأة.كما ظلت ترفدنا بآرائها الثاقبة وتلاحقنا بالسؤال عن ماذا فعلتن في كذا وماذا انتن فاعلات .
عرفت الأستاذة سعاد بمواقفها الشجاعة وآرائها الجريئة،لا تجامل في قول الحق ولا ترائي. تصدت بكل قوة للأنظمة المتجبرة ولاقت ما لاقت من عنت وصلف، أخرها ما لقيته علي يد حكومة الإنقاذ المتجبرة التي حاصرتها من كل النواحي بدءا بالحصار الاقتصادي إذ صادرت ممتلكاتها ظنا منها أنها تركعها بعد أن تسد عنها مسارب الرزق فلم تجد فيها إلا كنداكة جسورة هصورة أعجزت حيلتها الخائبة. عندما خرجت النساء احتجاجا علي تفويج طلاب الشهادة الثانوية كانت أستاذة سعاد في قيادة المسيرة ولم يند للجلادين جبين حينما أخذوها عنوة وقذفوا بها داخل البوكس و أودعوها الحراسة دون مراعاة لسنها ولا لصحتها وكانت سعاد شامخة كعادتها لم تتضرع ولم تتوسل بحق سنها ولا مكانتها فألقمتهم حجرا وأبلعتهم إياه.
أرقتها قضايا المستضعفين فانحازت لهم أينما كانوا. لم تتردد في مد يدها لأطفال جنوب كرد فان الفارين من الحرب والذين حرموا فرصة الالتحاق بمدارس العاصمة، وكعادتها لا تقبل الحلول العبارة فبدأت تخطط لمشروع يحتوي بعضهم إن لم يكن كلهم إلا أن يد المنون لاحقتها قبل ان تكمله ونعدها بأننا سنواصل في إكمال مشروعها. وختاما لا يسعنا إلا أن نردد مع الفيتو ري:
أبدا لم تمت، فمثلك فوق الموت ***** فوق النسيان والذكريات
إنما الموت للزواحف فوق الأرض ***** لا للمحلقين البزاة
ولقد كنت في حياتك كالنسر *****قوي الجناح والضربات