أبيي والمحنة الدستورية والقانونية

بسم الله الرحمن الرحيم
أبيي والمحنة الدستورية والقانونية
أبيي والمحنة الدستورية والقانونية يتبادر للذهن سؤال منطقي وموضوعي إذا كان نظام الإنقاذ مسئول عن منطقة أبيي دستوريا وقانونيا لماذا سمح لدينكا نقوك وهي قبيلة تقع مسئوليتها القانونية بموجب دستور السودان 2005م على السودان بإجراء استفتاء أحادي غير شرعي في الوقت الذي إن أبيي لازالت شمالية كما ينبغي أو أن الدستور تم تعطيله بموجب التداخلات الدولية والإفريقية أي أن الأزمة الاقتصادية هي السبب في رضوخ الإنقاذ وغض الطرف عما يجري في أبيي أم أن أبيي أصبحت شراكة بين نظام الإنقاذ ونظام جوبا أو أن أبيي أصبحت خارج سياق الدولتين ، حيث أصبحت محمية دولية وإذا كانت أصبحت أبيي تحت الوصاية الدولية والسيطرة عليها غير ممكنة لماذا الاتفاق على تكوين المؤسسات المدنية والتشريعية والشرطية طالما الأفارقة ومعهم الأمم المتحدة ومجلس الأمن هم الذين يقررون مصير أبيي .

تبدوا الإجابة على هذه الأسئلة عصية جداً بحكم غموض سياسة النظامين حيال ما يجري في أبيي ربما الطرفين موافقين على خطوة نقوك بطريقة سرية لكي ترضخ المسيرية إلى الأمر الواقع وتقدر ظروف الإنقاذ التي تمر بها الآن تعاني من مشاكل عدة وهي .
1- الأزمة الاقتصادية التي واجهها الشعب بطوفان خطير
2- الصراع داخل بيت المؤتمر الوطني الذي أفضاء لفصل جزء من القيادات
3- أبيي التي أصبحت ورطة كبيرة
4- تجديد أمريكا للعقوبات الاقتصادية علي السودان
5- اتفاق الرئيسين المهدد بالانهيار
6- التململ الشعبي
7- عدم استتباب الأمن في الولايات الطرفية
8- عدم رضي الدول الخليجية عن التقارب بين السودان وإيران
9- بروز المفصولين كحركة جديدة للتغيير
بالتأكيد إن الأزمة الاقتصادية سوف تلعب دوراً مؤثر في نظر السياسيين في تغيير مجري الصراع إلى أبيي لصالح استفتاء نقوك ، حيث إن الإنقاذ ستكون مشغولة بترميم الخدش الذي أصابها في الصميم وهو ليس خدش الإصلاحيين وإنما الطوفان الذي برز بقوى أكثر من أي عنصر أخر كمهدد أو زلزال يزلزل الأرض أو العرش نتيجة للإجراءات السياسية والاقتصادية التي أتقن ساسة الإنقاذ فيها الفنون لردح من الزمن ، إذن رفع الدعم عن المحروقات هو أحد عناصر الحراك الشعبي وهذا ما تخوفت منه الإنقاذ لأن فشل السياسات الاقتصادية الجديدة أصبح مرئي بالعين .

والعنصر الثاني هو العقوبات الأمريكية التي فاجأت الإنقاذ بتعقيد ظروف الاقتصاد الذي وصلت مرحلة الانهيار بل أن القدرة الشرائية للجنية تدنت وأصبحت تحت الصفر أو قيمة الجنية أمام العملات الأخرى وصلت مستوى لا يحسد عليها ، إذ أن العقوبات الأمريكية ربكت حسابات نظام الإنقاذ الذي يود أن يخرج من هذه الأزمة بمساعدة الدول الأوربية ذات التأثير الاقتصادي الكبير على إعفاء ديون السودان الخارجية وكذلك مساعدته بتقديم قروض من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ولكن تفاجئت الإنقاذ بفرض عقوبات عليها هذه هي الطامة الكبرى والتي لم تترك أي مجال لتحسن الظروف الاقتصادية ، حينئذ الظروف بالتأكيد ستفرض واقع جديد للقبول بالأمر الواقع بموافقة على نتيجة استفتاء نقوك سواء عاجلا أو أجلا وهذا ما تتخوف منه المسيرية .

صراع الإنقاذيين في بعضهم البعض قد ينظر إليه المحللون علي أنه نزاع داخلي لا يتعدى النزاع من أجل السلطة ويؤثره في خضم التطورات المتسارعة وقد يكون محدود ، ينظر البعض الأخر على أنه خلاف ناتج عن تسلط المؤتمر الوطني على الآخرين وعدم الشعور بالمسئولة تجاه معانات الشعب كل ذلك يفضي بانعكاسات سالبة بلفت انتباه أكثرية الناس لصراع الإسلاميين وتموت القضية الأساسية بسبب الرؤية السياسية غير الواضحة لإخراج البلاد من الأزمات المستقبلية . فصراع الإسلاميين في بعضهم البعض لا يهم كثير لأنهم هم سبب الأزمات وهم المسئولين عن معانات الشعب طيلة 25 عام ولكن ما يهم الشعب السوداني والمسيرية بشكل خاص موقف نظام الإنقاذ من استفتاء أبيي الذي أعلنت نتيجته 31/10/2013م بنسبة 99,9% بذهاب أبيي إلى الجنوب وعندئذ ستعرض هذه النتيجة على المجلس التشريعي لدولة جنوب السودان واحتمال كبير أن يوافق المجلس التشريعي على هذه النتيجة وبالتالي تصبح سياسة دولة جنوب السودان الترويج لتلك النتيجة وسط الشعب الجنوبي بكافة أحزابه وتوجهاته السياسية ومنظمات المجتمع المدني للتبشير لإقناع غالبية الشعب الجنوبي بها ، قبل التوجه بها إلى المحافل الدولية لإقناعهم بتلك النتيجة وإذا تغيرت الموازين بين لحظة وأخرى لصالح الاستفتاء ، لماذا تفعل الإنقاذ لإبطال مشروع الاستفتاء الذي سمحت بإجراءه رغم مخالفته لدستور حكومة السودان 2005م والذي يحدد إجراء الاستفتاء باتفاق الطرفين وليس قبيلة نقوك . وحتى الآن إن نظام الإنقاذ رؤيته غير واضح إذا ما تطورت وتباينت المواقف الدولية والإقليمية بين مؤيد ورافض واحتمالات موافقة مجلس الأمن على نتيجة الاستفتاء طالما أمريكا لها ثقل وتأثير كبير على سياسات مجلس الأمن الدولي أو أن يلعب اللوبي الصهيوني دور كبير في أجبار الاتحاد الأفريقي للموافقة على نتيجة الاستفتاء

أبيي الورطة هل ستعترف الإنقاذ بأن أبيي كانت ورطة كبيرة ويجب التخلص منها وعلى المسيرية احترام الدستور والقانون لأن أبيي ملك للإنقاذ وليس ملك لقبيلة المسيرية وعليه رأت القيادة السياسية ووفقاً اتفاق نيفاشا 2005م إن أبيي الآن تؤول ملكيتها لدولة الجنوب حفاظاً لسلام الشامل وترسيخ للعلاقة الأخوية بين الدولتين . لأن إذا لم ترضخ المسيرية للأمر الواقع ، فاحتمال تدخل المجتمع الدولي وفرض عقوبات جديدة ، مما يشكل ضغوط على نظام الإنقاذ وتتحول النتيجة لمصلحة نظام جوبا .
وهل تدخل إيران في طبيعة الصراع السياسي لمصلحة السودان بدعمه سياسيا واقتصاديا واجتماعياً وعسكرياً لتغيير موازين القوى إذا ما واجهة الإنقاذ ضغوط أمريكية وأوربية لفرض عقوبات عسكرية ودبلوماسية جديدة من مجلس الأمن الدولي إذا لم ترضخ الإنقاذ للقرار 2046 والتكهن في هذا الأمر لأن علاقات الدول الخليجية بالإنقاذ أصابها فتور كبير .

إن المتغيرات في هذا المنوال كثيرة ومن بينها الولايات الطرفية مثل نيالا والفاشر ولاية غرب كردفان التي أعلن فها الوالي يوم 28/10/2013بتفعيل قانون الطوارئ في جميع محليات الولاية يؤكد الظروف الأمنية سيكون لها أولية على بقية مشاريع التنمية وهذا ينطبق على القتال الدائر بين المسيرية والسلامات في دار فور فضلا عن القتال الذي يدور في ولايات دار فور بين الجبهة الثورية والإنقاذ كل هذه الأمور تبشر بمقايضات بين نظام جوبا ونظام الخرطوم حيال أبيي إذا ما طرأت أي مستجدات أخرى .

حسين الحاج بكار
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يبدو لي ان هناك صفقة ما بموجبها تتم تبعية ابيي للجنوب مقابل دعم امريكا ودولة الجنوب لبقاء سلطة المؤتمر اللاوطني في حكم السودان الشمالي . خلاص رحتوا فيها يا المسيرية . المؤتمر الوطني باعكم . والبيعة الجاية حتكون دولة دارفور .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..