كيفية إدارة الازمات في السودان
مشكلتنا في السودان أننا لا نستطيع وضع الحلول الاستراتجية لأي أزمة… وضع الاستراتيجيات لمحاصرة الازمة غائبة في السودان فليست هنالك حلول مستدامة… ولكنها حلول في وقتها تنتهي بزوال المؤثر لكي نعود من جديد لذات الحلول لنفس المشاكل…
على سبيل المثال لا للحصر: فعند قدوم فصل الخريف تستنزف الدولة كل طاقاتها لحفر المجاري حول العاصمة لتتوالد عليها البعوض والحشرات الضارة وتسبب الملاريا والامراض المعدية الأخرى لستة اشهر طوال لتلي بعدها ستة اخرى لتردم تلك المجاري بسبب الاتربة والغبار والكتاحة وأقدام المارة ليأتي العام الجديد لتعيد الحكومة نفس الكرة من جديد فتبدأ بازالة الاتربة من تلك الحفر التي ردمت وهكذا دواليك منذ أن ولدنا… فهي مثل ساقية جحا… لماذا لا تكون هنالك مجاري مستدامة وثابتة ولماذا الصرف سنويا لحفر تلك المجاري ؟؟؟؟
بعملية حسابية بسيطة فان تكلفة تلك المجاري السنوية لمدة (10) سنوات يمكن ان تجعل للعاصمة مجاري مستدامة لمياه صرف الامطار …. فلماذا تصر الحكومة لحفر تلك المجاري سنويا ثم ترتدم فتحفر ثم ترتدم فتحفر؟؟؟؟ هذا السؤال موجه للسيد والي ولاية الخرطوم عبد الرحمن خضر شخصيا… لماذا تصرفون المال الكثير من اجل تلك المجاري التي مضارها اكثر من نفعها؟
وعند قدوم فيضان النيل تستعد الحكومة بملئ الجوالات الرملية لمجابهة الفيضانات … فلماذا لا تبنى الحكومة رصيفا على طول النيل وتضرب عصفورين بحجر (جمالية لشاطئ النيل وسد مياه الفيضان)… فليست بالضرورة ان تنهي كل الرصيف في عام واحد ويمكن ان يبنى في كل عام جزء من الرصيف حتى يكتمل…
بالله انظروا لهذا الخبر المنشور في جريدة الشروق:
(أعلنت الآلية العليا للمعالجات الاقتصادية بولاية الخرطوم عن استيراد 500 ألف طن من السكر، بغرض تغطية احتياجات شهر رمضان المعظم، وأكدت مضاعفة حصة الولاية، اعتباراً من منتصف شهر شوال لتصل إلى 16 ألف طن أسبوعياً.)
فالسودان بلد منتج للسكر فمصنع سكر كنانة يصدر السكر للخارج… ليس هذا فحسب فالسودان ايضا يستورد القمح وهو المزمع ان يكون سلة غذاء العالم…
فالخيارات الاقتصادية موجودة ولكنه غياب الاستراتيجية وإدارة الازمات ما نحتاج اليها…. وقس على ذلك كل المآسي التي يمر بها السودان.
فمتى يفيق السودانيون ويشمرون سواعد الجد لبناء وطنهم ليكون في مصاف الدول من حولنا…
في السودان هناك أرض ومياه ومعادن ونفط ولكن ينقصه الشعب… فهو ارض بلا شعب
حمدي الهلالي
[email][email protected][/email]
فاتت القمح و السكر و البنية التحتية
القضية وصلت الأرض و أرواح الناس