مقالات سياسية

اللجنة.. اللعنة.. والتدويل..!

عثمان شبونة

* لجنة كبيرة في هدفها؛ صغيرة بمن أوكل بمهامها؛ وأعني (نبيل أديب)..! المذكور لضيق الأفق وقلة الحيلة لم يجد سوى المهاترات ليملأ بها فراغه وعجزه.. فهو سريع التوتر؛ ميال لتكذيب الآخرين؛ بينما يعتبر نفسه (الصدوق)! ولي معه تجربة صغيرة ليس هنا مجالها؛ تكشف ضعفه الذي لا يؤهله لقيادة رشيدة ننعم بمحصلة مرجوة منها في قضية أعتبرها (قضية العصر)! ففي صفحته بالفيسبوك وصف المذكور من ينتقدونه بالدجاج الإلكتروني.. ولو أنه تواضع وهدأ وفكّر بهدوء لاقتنع بأن أكثرية ناقديه وغير الواثقين في عمله بلجنة فض الإعتصام هُم الثوار المخلصين المنتظرين (لحق الشهداء)!
* كان مقرراً للجنة فض اعتصام القيادة العامة أن تنتهي من مهمتها في ربع عام؛ وهي مدة أكثر من كافية؛ بالنظر إلى وضوح الجريمة ومن أمروا بتنفيذها.. فلم تنتهي اللجنة من المهمة بعد عام كامل! ومع المجاملة يمكن أن نخصم من هذا العام (3) شهور مهدرة بسبب كورونا والحظر!

* كثيرون أشاروا مراراً إلى أن تأخر اللجنة في مهمة التحقيق يتيح التلاعب بالأدلة ويمنح بعض المجرمين سوانح لا يحلمون بها لكي يجدوا مخارج (مصطنعات) للإفلات من من العقاب..! أين (طحين) لجنة رئيس الوزراء حمدوك وقد أعيت القلوب جعجعات رئيسها نبيل أديب؟ ظلت نوافذ الأخبار التي يتنفس عبرها هذا المحامي مخيِّبة لآمال أهالي الشهداء كلما حملت جديداُ (غير جاد) وغير مقنع وغير مهم؛ والعبرة بالخواتيم.. فمتى نشهد ختام مسرحية اللجنة التي تدعو للريبة وتعزز شعورنا بعمل (غير نبيل) يجري تجاه الثورة والنيل من صانعيها.. وما كان لحمدوك وبقية الجبناء ــ المدنيين ــ أن يجلسوا فوق كراسي السلطة لولا تضحيات الشهداء والجرحى والمفقودين وبطولات شباب الثورة التي يريد طلاب السلطة القفز عليها بالجحود والسكوت على القتلة؛ جبناً ومهانة! فإذا كانت هنالك جهة ترغِم المدنيين بالسلطة لتعطيل العدالة وتمييع الحق العظيم؛ نذكرهم بأن عاقبة التهاون المشين مع عسكر الجريمة ستكون وبالاً عليهم ولعنة.. فبعد زمن يكفي لنصب المشانق تتسكع لجنة رئيس الوزراء المدني حمدوك نحوه؛ لتسلِّمه أول تقاريرها بيد نبيل أديب؛ وتسلّم النائب العام نسخته أيضاً؛ وجميعهم لا علاقة لهم (بوجع الثورة وشهدائها) فلا يرجى منهم غير الكلام (البَلاش)! وكما هو متوقع لا يجني الشعب من تقارير أديب سوى الملل ثم يطلق اللعنات..! فالقضايا الكبيرة يلزمها رجل له من (حرارة القلب) ما يماثل الحِمم.. فمن أين لأديب بمزايا الكبار حتى ننتظر منه شيئاً غير التسويفات والشكاوى؟!

* كل هذا التعطيل الذي نشهده في ملف قضية فض إعتصام القيادة العامة يتم بإرادة حمدوك الذي لا عهد له؛ وبإرادة لجنته التي تعمّد أن يختار لها محامي مرتجف..!

(٢)

* الشكوى من لجنة التحقيق في فض الإعتصام بخصوص افتقاد الدعم الفني الذي يسهم في تقديم ملف القضية دون (شق أو طق)؛ هذه الشكوى لا تفيد سوى القتلة وباقي شركائهم المؤملين في عدم خلاص التحقيقات لنتيجة قاطعة..!
ــ السؤال: لماذا لم يكن رئيس لجنة فض الإعتصام حاسماً من البداية في جميع مطالبه الخاصة بكافة المعينات؟! ولماذا لم يطالب بإشراك أطراف دولية في موضوع خطير كهذا؟! أعني المحامي نبيل أديب.. فالقضية التي (يتسلحف) أديب داخل لجنتها لو كانت أمام محامي مبتديء في تمام المباديء وعلو الهِمة لأفلح في تحريكها للأمام بأفضل من (مليون أديب)! والمذكور قال أنهم سمعوا أكثر من (3000) شاهد واطلعوا على أكثر من (150) فيديو.. فهل يطمح في المزيد حتى يقدّم تقريره النهائي (الجامع المانع)؟! أم ينتظر من العسكر الذين فضوا الإعتصام ونفذت قواتهم الإبادة الجماعية أن يساعدوا رئيس الوزراء (حمدوك) في الدعم الفني؟! وحمدوك نفسه (لا يهش ولا ينش)! لا أبالغ إذا قلت أن قضية فض الإعتصام أكبر منه بكثير؛ لأنه اختار أن يكون صغيراً أمام قادة الإبادة الجماعية التي حدثت في محيط قيادة الجيش.. فحمدوك الذي كان مؤمَّلاً فيه بأن يحمي الثورة ويكون لها مثل (سبع)؛ اكتشف الملايين أنه (ضبع) وللأسف بلا أنياب! لا يستطيع فعل شيء إزاء منفذي الإبادة سوى مزيد من الهروب للأمام؛ وفي أفضل الأحوال (يخم) الناس بكلمة (سنعبر) ويخدعهم كلما حانت له فرصة للحديث (المدهون) في شأن العدالة ومطالب الشعب بتحقيق شعارات الثورة..! فإذا لم يتم (تتريس) البلاد مرة أخرى ورمي أعداء الثورة من العسكر والمدنيين في المزبلة؛ لن تتحقق العدالة وينال القتلة جزائهم.. لقد فعلها الشعب في البشير.. ولن يغلبه أن يرمي باقي (الوسخ)..!

* إن أفضل ما نفعله تجاه أهالي الشهداء الكرام هو التضامن القوي معهم في تدويل قضيتهم؛ وقبل ذلك المطالبة بفض (اللجنة ذاتها) التي على رأسها محامي فاشل لا علاقة له بالثورة وشهدائها ومقاصدها.. إنها لجنة تستهلك (المال؛ الوقت؛ اللعنات) ونحصد منها الشوك..!
أعوذ بالله
المواكب

‫3 تعليقات

  1. (إذا لم يتم (تتريس) البلاد مرة أخرى ورمي أعداء الثورة من العسكر والمدنيين في المزبلة؛ لن تتحقق العدالة وينال القتلة جزائهم)
    يا شيخ بلا عبط..
    نفرض الان انو اديب اعلن انو القتلة هم البرهان وحمبدتي وكباشي ومن خلفهم، ماذا تتخيل أن يكون خلف ذلك؟
    لن يكون سوى الدخول في الفوضى والاحتراب بين من يمسكون البندقية وبين من ينادون بالقصاص !!
    أتوقع أن ينفرط عقد البلاد التي استشهد الشهداء من أجلها وستسيل أنهر الدماء التي دفع الشهداء أرواحهم ثمنا لحقنها وستتفرد الجيوش التي تملأ ساحات البلاد بفصل أجزائها بدعم خارجي ..
    الشؤون العامة لا تدار بمثل هذه الخفة والاندفاع والصراخ والهستيريا.. اننا نريد حكماء يتحدثون عن معالجة الموضوع بما يحقق أهداف الشهداء قي صيانة التراب، لجنة حكماء تأخذ الحقيقة كاملة غير منقوصة من لجنة أديب وتطرحها لأسر الشهداء وتملكهم المشهد وتشركهم في كيفية الخروج من المشهد!
    حتما ستجد اللجنة الحلول ولن تجد اسرة شهيد واحدة ستقبل بانهيار البلاد.. يجب أن تكون لأسر الشهداء قولتهم في مصير البلاد مثلا مقابل العفو يشترطوا حكومة مدنية خالصة وأن يكون لهم جسم مؤثر يسمع صوتهم حتى تخرج البلاد من ورطتها وتتم كفالة ورعاية الايتام والارامل منهم وأن تتم محاكمات عادلة لمن سرقوا مقدرات البلاد، وبعد ذلك تتسع دائرة المصالحات لتشمل كل أبناء الوطن ما داموا ملتزمين بالقانون وليس عليهم شبهة أو حناية.
    هذا هو الذي يخرج البلد مما هي فيه من نزاع داخلي خطير للغاية للسير في طريق رواندا التي أصبحت الان أكثر دول القارة سيرا في طريق النمو والتطور..
    كلام التهور والاندفاع والهستيريا والانشاء الفارغة لن تقودنا الا لمزيد من الخراب والدمار، واخشى اننا اليوم ودون ان نشعر أصبحنا في فترة وجيزة أكثر دولة تخلفا في العالم أكرر في العالم!!!

    1. دعنا نمر بما مرت به رواندا حتى نستبين النصح ومن ثم نسلك مسلكها في التطور والنمو.
      لا تخيفونا برواندا فقد كانت حاضرة بيننا في الجنوب قبل ان ينفصل وفي دارفور وكجبار وبورتسودان والانقسنا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..