
مدعى العام للجنائية فاتو بنسودا، هل تعو د من الخرطوم بالبشير ام بخفيه؟
استقبلت الخرطوم عديد المسؤولين الاوربيين والغربيين بعد الإطاحة بحكومة الانقاذ عقب تورة ديسمبر وتولي زمام الامور في البلاد.
من أهم هذه الزيارات زيارة الرئيس الألماني ووزير الخارجية الأمريكي بومبيو وغيرهم وأخيرا وزيارة المدعى العام للمحكمة الجنائية بن سود ا .هذه الزيارات تأتي بعد أن خرج السودان من عزلته السياسية التي كانت قد فرضت على المخلوع بسبب دعمه الإرهاب وانتهاكاته في دارفور.
هذه الزيارة. تتزامن مع القضايا التي تنظر فيها المحاكم السودانية في مواجهة البشير -الذي يقضي حكما بالسجن اصلا ديسمبر/ كانون أول الماضي، بقضاء سنتين في مركز إصلاح اجتماعي، لإدانته بتهم فساد مالي، حيث يحظر القانون السوداني سجن من تزيد أعمارهم على 70 عاما-وتنظر محكمة في الخرطوم قضية تقويض الدستور ضد البشير بتدبيره ورفقائه من العسكريين والمدنيين المحسوبين على حزب الإخوان. انقلاب 1989 والذي أطاح بحكومة الصادق المهدي المنتخبة
وكانت الخرطوم قدوقعت اتفاق السلام مع الجبهة الثورية باستثناء حركتي عبد العزيز الحلو وعبد الواحد. والتي وضعت حدا لحرب دامت لعشرات السنين . ولعل تسليم البشر كان من بين الوعود التي قطعتها الحكومة للحركات وفي الوقت الذي مازال السودان يعاني اقتصاديا بسبب الاقتصاد المنهار وفيضانات الانهار والسيول والامطار وجائحة كورونا و إضافة إلى آثار الفيضانات وماترتب عليها من حميات مثل الملاريا المستوطنة والضيفة الجديدة ” حمى الوادي المتصدع” والتي فتكت بالبشر والحيوان في شمال السودان.
يتوقع ان يكون ملف تسليم البشير المخلوع وحوالي خمسين معه للجنائية حاضرا بقوة لاسيما بعد مثول علي كوشيب المتهم بارتكابه جرائم حرب في دارفور امام الجنائية الدولية ولربما يكون قد أدلى بإفادات تؤكد الاتهامات والادعاءات ضد البشير وغيرة من المطلوبين وكما يتوقع ان تناقش المسؤولة الرفيعة بالجتائية الملف مع النائب العام ورئيس القضاء والخارجية والجهات العدلية ومجلسي الوزراء والانتقالي وكما يتوقع ان تزور وفريقها دارفور وربما الاستماع الى بعض الضحايا.
وينقسم الشرع السوداني يشأن تسليم البشير بين الرفض التام من أنصاره وتحفظ آخرين يرون في ذلك انتقاص من سيادة الدولة والقضاء السوداني المشهود له بالنزاهة والكفاءة وبين المتحمسين الى تسليمه خاصة .ويرى مراقبون أ نه هنالك اكثر من سيناريو لمحاكمة البشير منها محاكمته أمام القضاء السوداني اومحكمة هجين من قضاه سودانيين واخرين اوتسليمه للجنائية والسيناريو الاخير يتوقع ان يجابه برفض شديد من انصاره وقد يجر البلاد إلى أزمة أمنيةسياسية قانونية خاصة أن هذه الحكومة انتقالية وأنه لم يتم انتخاب برلمان بعد حتى الان- فهل تظفر بن سودا بغريم الجنائية الذي كان يتحدى المحكمة المخلوع البشير عيانا جهارا ام سترجع بخفي البشير؟ وهل يتوقع من محكمة فرض عليها الرئيس الامريكي على رئيسها عقوبات ان تحقق العدالة لضحايا دارفور؟
عبد الله محمد خليل
[email protected]