أشياء لم نتفق عليها بعد المواطنة أو التواطن !!

أشياء لم نتفق عليها بعد المواطنة أو التواطن !!

زهير عثمان
[email][email protected][/email]

لكي تتشكل معالم حياة وطنية جديدة قوامها العلم و الديمقراطية والتعددية والنماء الاقتصادي ورغم أن الإحداث على الساحة السودانية تجرى بوتائر سريعة ومتلاحقة ، لكن يسقط منها أهم القواعد الأصيلة التي ينبغي أن تتوافر في مجالات الإصلاح السياسي والنهضة والسير على نهج مدروس بل لا يعبأ الكل بما يجرى ولكن الهدف في كل الأحوال المغانم ، وهذه هي مصيبة أهل السياسة فأغلب الأحزاب بسوداننا الحبيب برغم تداعيات ظهور حركات مسلحة وتمرد في مناطق السودان ، إلا إن الذهنية الحاكمة لا تأخذ هذه التحولات بتأثيراتها العميقة على واقعنا بجدية بل لا تساهم أيضا في خلق مناخ مناسب للديمقراطية والانفتاح والتواصل مع الأخر واحترام الآراء والرؤى المتعددة وفسح مجال للحوار الواعي لكافة القضايا الوطنية مع الاتفاق على ثوابت وخطوط حمراء لا يمكن تجاوزها مع الإصرار على مناقشة الشأن العام بالشفافية المطلوبة للوصول إلى حلول ونهايات منطقية وبدون إرساء قواعد وتقاليد السلوك الديمقراطي في واقعنا وفى مختلف مناحي الحياة لن نبلغ أي شأوا نريد ، أجزم بدون هذه البداية لن نتمكن من اغتنام الفرصة ولا التعلم من تجاربنا السابقة وسوف نكون أضعف ما يكون أمام ما نواجه من تحديات ماثلة أمامنا والسلوك الديمقراطي سوف يجعل الدولة دولة لكل مواطنيها ويجعل المجتمع متحداً مع تنوعه ومتوافقاً مع اختلافاته ومتصالحاً مع كل قطاعاته دون أن يكون هناك هذا الجمود والخوف من المستقبل ، فلا بد من مشاركة الجميع في الحياة العامة فلا يظل خارج عملية البناء والأعمار لسودان الغد أحداً ، وبذلك لا يشعر أي من أهل بلادي بالغبن والإقصاء وبهذا يقنع الجميع وعلى نحو فعلى وواقعي بأن الوطن للجميع دون تميز أو أقصاء
أن حقائق التفاوت والتمييز المضادة لمفهوم المواطنة وتوحدها ضد رص الصف الوطني والذي تأثر بالحقد والضغائن والتوترات بين مكونات السودان الواحد وبعد محاولات حل كل مشاكل الاقليم والاقليات يظن بعضنا أنها لن تكون وقد انتهت بغير رجعة ، ولكن ذلك لن يكون إلا من خلال الالتزام بالمواثيق التي وقعت وعدم المفاضلة في التنمية بين الأقاليم وكذلك العدل بكل تفاصيله العدلية من إشاعة الأمن إلى الإجراءات السليمة في التقاضي وتنفيذ أحكام القضاء بكل صرامة وجدية ، ولكن الذي يحرس هذا هو الوفاق والسلم الأهلي هما اللذان يحافظان على الوحدة وتعميق علائق المجتمع بين قواعده ويلهم الفكر السياسي مفاهيم مصهورة بأحلام الناس وتطلعاتهم ، ولكننا نواجه مشكلة المواطنة وبأي مفهوم نحدد مواطنة أهل السودان الذي تحده خمسة دول ونعلم حب أهل السودان للجدل والحوار وفهم ما يجرى حولهم
أن المبدأ الأصلح للمواطنة هو تجسيد مقتضيات ومتطلبات الحياة في بوتقة قيم وأهداف محددة دون النكوص عنها خيانة للنفس والآخرين و لا بمبدأالعيش فقط بهذه الأرض لمدة لا تقاس بالسنوات ، ولكن بالروابط الإنسانية ويكون لك ما يحدوك أن تشارك في أعمار الأرض وحماية مقدرات البلاد والعباد ونبذ التباغض والتناحر أن تحديد مبدأ المواطنة لهو التحدي الأول لنا جميعاً حكاماً ومحكومين فكيفية الوصول إلى صيغة نهائية في مفهوم المواطنة والاتفاق عليها ، ولا بد إن يبدأ العمل والدعوة لزرع مبادئ المواطنة من تحت قبة البرلمان ونفتح باب الحوار مع كل الاتجاهات والمرجعيات ولن نعود إلى المسميات القديمة ، وكل جهدنا إن نحدد مفهوم المواطنة بمعايير سودانية لا طرح فلسفي أو تنقراطى عقيم لا يفهمه إلا من صاغوه أو نخب هذا الزمن التعيس
من هنا أنادى أن نتهم بقضايانا على المستوى الرسمي والشعبي ونبدأ في أعمال العقل عل ذلك يكون بداية فتح إشراق خير للولوج إلى انجاز مشروع نهضوى يضيف للإنسانية جمعاء لا أهل السودان فقط ، أن الخصومة على من هو المواطن لهى قضية بحق علينا الاهتمام بها وقتلها بحثاً والاتفاق عليها رغم أنها جزء ضئيل من الهموم الوطنية الان ، لكنها تمثل أرق مقلق إن جمعت مع باقي القضايا الخلافية التي نحول كلنا الوصول فيها إلى قواسم مشتركة منذ زمن بعيد ونريد الآن المواطنة لا التواطن فهل نعي ما نريد ونحدد ما هي قيمة المواطنة السودانية أم نجعل أمرنا كما هو يجري بما لا يحقق غير مزيدا من الانقسام والتشرذم ؟!
ولكن هنالك أشياء ابد أن نتفق عليها وأهمها موضوع المواطنة وبعدها نتكلم عن الدستور وكيف نحكم أنفسنا .

تعليق واحد

  1. باختصار اذا قلنا المواطنه وما ادراك ما المواطنه اقرأ فى فى هذا الموقع من تناحرات ونعرات وعنصريه بيننا نحن ابناء الوطن الواحد فما بالك لما تأتينا مواطنه أخرى ؟ من دولتين ؟ … علينا أن نصفى امورنا اولا ونوحدها ونترابط مع بعض وبعدها نشوف الحريات مع الاخرين لاننا بحاجه لتوطين نفسى فى انفسنا اولا . مع تحياتى .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..