فتى الأحلام في (أغاني البنات).. قيمة المهن عبر الزمن

تعتبر عملية أختيار الزوج من المراحل المهمة في حياة المرأة، ولذا فقد وثقت لعريس الاحلام العديد من الثقافات المجتمعية، فهو تارة (الفارس الذي ياتي على حصان أبيض)، وتارة أخرى يأتي (محمولاً على قيم الشجاعة والكرم)، ومع تقدم المجتمعات الانسانية وتطور المدنية وإنتشار الإعلام تطورت وتغيرت
معايير ومواصفات زوج المستقبل، فظهرت القيم والأبعاد ذات الطابع الإقتصادي.
والسودان كغيره من الدول التي تطورت اقتصادياتها، وثقت نساؤها عبر (أغاني البنات) لبعض المهن التي وجدت رواجاً منقطع النظير في شخصية (فتى الأحلام)، فدخلت رويدا رويدا مهن كالتعليم والصحة وغيرهما, مع بروز موظف الخدمة المدنية، كما ظهر في فترات لاحقة التاجر والمغترب، وفي السطور اللاحقة نتتبع بعض المهن التي وثقت لها أغاني البنات.
المعلم…سافر خلاني ليه؟
رمز التطور الحديث في سودان ما بعد الاستقلال، ومن أوائل الوظائف التي تمت سودنتها ووجد منتسبوها حظوة إلى قلوب الفتيات لفترة من الزمن، إذ كان المدرسون – وهو الاسم الشائع للمعلمين في السودان – أصحاب موقع إجتماعي وإقتصادي بارز، ويتميزون بالذوق العالي، ويشاركون في حلحلة المشاكل المجتمعية في الماضي, خصوصا في المناطق الريفية، بعد ان طافوا أرجاء القطر النائية فتغنت له البنات.
يا الماشي لي باريس … جيب لي معاك عريس
شرطاً يكون لبيس …. من هيئة التدريس
الطبيب…. تاح تراح جوه قلبي
منذ أن دخلت هذه المهنة الى السودان لم تتوقف أغاني البنات عن بذل الشكر لها، والاعتراف لصاحبها بالفضل فيما يقدمه من خدمات، بل وشملت الى جانب الطبيب بعض العاملين بالحقل الصحي فقلن:
البنسلين يا التمرجي
نادوا الحكيم يا التمرجي
دكتور صلاح يا التمرجي
ضرب السلاح يا التمرجي
تاح تاح تراح جوه قلبي
ولعل مهنة الطب التي استمرت منذ ذلك الزمن على صدارة المرغوب فيها على لائحة (أغاني البنات) ولم تتزحزح حتى الآن تبدو قابلة للتفسير، فالطبيب يتطلب دخوله إلى كلية الطب أعلى الدرجات في امتحان الجامعات، وعندما أصبح التعليم العالي برسوم عالية، غدت رسوم كليات الطب هي الأغلى على الاطلاق، هذا إضافة لانه يعمل وبجانب القطاع العام – في القطاع الخاص في العيادات الخاصة التي انتشرت كثيراً، أخذن في الاعتبار قيمة العملية الطبية نفسها بعد تزايد الوعي الصحي من جهة، وتزايد الامراض المزمنة التي تربط المريض بطبيبه من الجهة الاخرى.
المهندس: الداير الغنى يجي عندنا
رفيق الطبيب في سلم الهرم الاجتماعي في أغاني البنات بعد ان تطورت الحياة ومالت للحضر أكثر، ومع تزايد العمران وتطوره، وانتشار أساليب المعمار الحديثة وما تعكسه من فنون وتكنولوجيا، ويشبه موقعه الاجتماعي والمادي وتطوره ما ذكرناه عن الطبيب، يمكن ان يكون قريباً لما يمكن ان يقال عن المهندس ، و من ابرز ما ماورد عنه في أغاني البنات:
ناري انا والله ناري وناري انا
المهندس جا ورسم البنا
الداير الغنى يجي عندنا
والله لي والله لي انا
المهندس جا ورسم البنا
المغترب… تعال بالدرب
لأسباب اقتصادية وسياسية، شهدت فترة السبعينات والثمانينات، خروج عدد من السودانيين من الخريجين والعمالة الماهرة الى دول الخليج العربي إبان الطفرة النفطية التي مرت بها هذه الدول، لدرجة جعلت الدولة حينها تميزهم إيجابياً نظرا لما يقومون به من تحويلات للعملة الصعبة بجانب مساعدة أسرهم، وبذكاء شديد فطنت أغاني البنات لظهور هذه الشريحة الناشئة فضمتها الى قائمتها المرغوبة ردحاً من الزمن وقلن:
البنات حلوين …. قالو ما دايرين
إلا مغتربين
المغترب… تعال بالدرب
وغنت ليك إنت الجارة
وساق عروسو بالطيارة
رجال الأعمال… سجل لي وووووووب أنا
مع انتقال الاقتصاد السوداني إلى النموذج الاشتراكي عقب التأميم في أول عهد الرئيس جعفر نميري، ضعف قليلاً دور القطاع الخاص، ولكن تحلل الاقتصاد من إشتراكيته تدريجياً واتجه للسوق المفتوح الذي ابرز دور رجال الاعمال, إعتباراً من نهاية السبعينات لتصل ذروتها في الفترة الحالية فقالت البنات:
سجل لي عرباتك
سجل لي شركاتك
ما انت الشغل ذاتك
سجل لي وووووووب أنا سجل لي الريدة
ومازالت هذه الشريحة موجودة في أغاني البنات، خصوصاً مع تعاظم دور رأس المال الوطني وتمدد أثره في الإقتصاد في الفترة الاخيرة, وظهور نجوم منهم بالاسم كنماذج لفتى الأحلام عند البنات.
سيد الكارو… نزل لي الشايلو تعال
قادم جديد نسبياً للقائمة، وهو ابن بلد وسيد حارة، ويكسب (بضراعو) ويقدم خدمات جليلة خاصة في المناطق الطرفية من المدن، كخدمات توصيل المياه الى البيوت حيث لا شبكة ناقلة، أو مؤسسة هناك توفر هذه الخدمة، الى جانب مساهمته في نقل الناس والمعدات وأدوات البناء بأقل التكاليف الممكنة
سيد الكارو .. تعال .. نزل لي الشايلو تعال
تعال بالعندك تعال … ابوى بسندك تعال
تعال بقميصك تعال….أبوي بعيشك تعال
تعال بالمويه تعال …. نبني للقطية تعال
ويرى بعض إختصاصيي علم الاجتماع، أن انتشار ظاهرة الفقر في الأحياء الطرفية من العاصمة وغيرها من المدن، فيما عرف بظاهرة تريف المدينة، جعلت الكثير من راغبات الزواج يملن إلى الواقعية وعدم المغالاة في الطلبات المادية والنظر إلى العامل نفسه ومقدرته على الإلتزام بمتطلبات الحياة الزوجية، وهو ما يعكس تكريماً لقيمة العمل اليدوي.
خاتمة … دي الخرطوم أزانا
وبجانب هذه المهن ظهرت مهن أخرى كسائق اللوري والقطار وغيرهما، كما اشتملت على ابراز موقف الحبيبة من بعض أدوات الحياة العصرية بسبب ما يسببه من البعاد لحبيبها
القطر الشالك إنت
يتكسّر حتّة حتّة
و تسلم ليّ إنت
اما الخرطوم فقد أصابها بعض الرشاش الساخن بعد أن جذبت إليها الشباب من أبناء القرى الذين غالبا ما يسافرون إليها، وربما يتزوجون بالتالي من خارج الخرطوم، مما قد يقلل فرصهن في الزواج، وهو مايشير في نفس الوقت إلى انتقال العمالة من الريف للحضر، مما عرض العاصمة لغضبهن
دي الخرطوم أزانا
شال الشباب خلانا
ولم تدع اغاني البنات في ملاحظاتها الذكية حتى الأدوات الحضارية، فتتابعت حتى وصلت إلى احدث تكنولوجيا الاتصالات وهو جهاز الموبايل الذي ورد على لسانهن أيضا
ده كلو من وائل
وائل قفل الموبايل
لا مس كول و لا رسايل
الراي العام
يا شباب نسيتو المحامين فى اغانى البنات…
والأخت ( طبلية الكريمات ) الفي الصورة دي تطلع منو ؟؟؟ ما إتعرفنا وكدة !!
لم اطلع علية اكاد اجزم بانة موضوع هايف وليس فية معالجة كما عودتنا الصحف وهل نملك خبراء نفسانييييييييييين لتحليل النفسية والعقلية السودانية
يا شباب البنت دى قاعدة تنظف ليها قى كمونية ولا شنو..
جنس فياقه يارب ترحمنا من العالم دى؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛هو سايب ساى ده نصيب ياعالم
الفنانة دي اسمها نجاد غرزة