توجيهات من الميرغني بانعقاده المؤتمر العام للاتحادي الأصل.. بين الممكن والمستحيل

الخرطوم: الطيب محمد خير
عادت إلى سطح الأحداث من جديد جدلية انعقاد المؤتمر العام للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بتوجيهات رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني من مقر إقامته الدائم في القاهرة عبر خطاب ألقاه نيابة عنه وزير الإرشاد والأوقاف السابق القيادي المقرب من الميرغني د. الفاتح تاج السر في احتفال الحزب بإعلان الاستقلال من البرلمان وجه فيه الميرغني عضوية حزبه بالانخراط الفوري في عقد المؤتمرات القاعدية وتنظيم الحزب استعداداً لقيام المؤتمر العام.
غياب التوقيت:
اللافت أن دعوة مولانا الميرغني للمؤتمر العام لم تحدد موعد بعينه كميقات زماني لانعقاده ما يجعلها لا تختلف عن سابقاتها من حيث التوقيت السنوي الذي ظل الميرغني يطلق فيه دعوته للمؤتمر العام والوحدة بصورة راتبة بالتزامن مع احتفالات بذكرى الاستقلال، حتى أصبحت دعوة موسمية لا يعيرها الاتحاديون الذين في حزبه أو خارجه أي اهتمام، ويعتبرونها ظاهرة سياسية تنتهي بانتهاء المناسبة لتعاود الظهور العام القادم. حذرت قيادات في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، من أي محاولات لعقد مؤتمر عام أو استثنائي بدون قرار من رئيس الحزب أو موافقة ثلثي أعضاء المكتب السياسي، ولوحت بمواجهة دعاته بالحسم والمحاسبة.
صراع مكرور:
الثابت – وحسب دستور الحزب – فإن المؤتمر العام ينعقد مرة كل خمس سنوات والجهة الوحيدة التي تملك حق الدعوة لقيام المؤتمر هو رئيس الحزب مولانا السيد محمد عثمان الميرغني الذي له تشكيل لجنة مختصة بالتحضير للمؤتمر العام وكلفها بهذا الملف، وظلت هذه لجنة متعثرة في عملها منذ تكليفها قبل أربعة أعوام (2013) وبعد الصراع الذي دار بين نجل الميرغني واللجنة المكلفة بالتحضير للمؤتمر العام عند إعلان الحسن تشكيل لجنة موازية من مناصريه للإعداد للمؤتمر العام، وسارع مولانا بدعوة طرفي الصراع في يوليو الماضي وحسمه بإعادة تكليف اللجنة وعززها بتعيين هيئة من المقررين لتضطلع بمهامها على الوجه الأكمل وصولاً للمؤتمر العام الذي ظل متعثراً لظروف واعتبارات مرتبطة بجوانب سياسية وأخرى مالية. ظلت قيادة الحزب واللجنة المكلفة بالتحضير للمؤتمر تتذرع بأنها خارجة عن إرادة الحزب ولا يد لها فيها، مما دفع المجموعة الشبابية الإصلاحية التي عرفت اصطلاحاً بمجموعة (أم دوم) التي برزت في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل لقعد مؤتمر استثنائي بمنطقة أم دوم في منزل القطب الاتحادي سيد العبيد. أعلنت من خلاله إسقاط عضوية رئيس الحزب مولانا محمد عثمان الميرغني من الحزب، وكل أعضاء الحزب المشاركين في الحكومة بكل مستويات الاتحادية والولائية. واعتبرت كل من يحاور النظام أو يشارك في حكومته مفصولاً بعد أن قامت بانتخاب هيئة رئاسية للحزب مكونة من علي محمود حسنين، وحسن أبو سبيب، وتاج السر الميرغني.
توجيهات مولانا:
قال رئيس اللجنة القانونية بالحزب الاتحادي الأصل دـ علي السيد إن توجيهات مولانا الميرغني بالانخراط في التحضير للمؤتمر العام تندرج في إطار الدعوة العامة التنشيطية دون تحديد قيد زمني لقيام المؤتمر، وليس هناك عمل للتحضير للمؤتمر العام لأن اللجنة المختصة بذلك معطلة ولا تعمل. وقال علي السيد لـ(الصيحة) إن الدعوة للمؤتمر العام من ناحية تنظيمية لا تتم بهذا الشكل في سياق حديث عام في المنابر الاحتفالية دون لجنة منشطة تشرف على قيام المؤتمرات من القاعدة وصولاً للمؤتمر العام. وأضاف علي السيد: الصحيح في هذه الحالة أن يقوم رئيس الحزب بإعادة تشكيل لجنة المؤتمر العام التي ظلت معطلة منذ تكوينهاعام (2013) بسبب الإضافات والتوسع في عضويتها الذي أجراه مولانا خلال الفترة الماضية مما جعلها غير قادرة للعمل، ومن ثم يوجهها بأن تسارع لتباشر مهامها بالتحضير وغير هذا يصبح حديث خطب في المنابر، وشدد علي السيد على ضرورة أن يصدر رئيس الحزب قراراته في هذا الخصوص مكتوبة وموقعة منه ومحددة بسقف زمني ليتم إيداعها لدى مسجل الأحزاب لأن القرارات الشفاهية أصبح الناس لا يلتزمون بها، وهذا ينطبق على ما أورده دـ الفاتح في منصة احتفال الحزب بإعلان الاستقلال بتوجيه شفاهي غير مكتوب لعضوية الحزب بالانخراط في الإعداد للمؤتمر العام لا يمكن الاعتداد به لتقديمه أمام مسجل الأحزاب لقعد مؤتمر عام جاد تحت إشراف لجنة، لكن بهذه الطريقة يمكن لأي مجموعة أن تقدم قائمة بحجة أنها إقامة مؤتمرها. وختم بقوله الصحيح تنظيمياً إن أراد مولانا حل المشكلات القائمة أن يكون لجنة لإدارة الحزب ولجنة للمؤتمر مودعة لدى مسجل الأحزاب بخطاب موقع منه، ولكن أن يعلن هذا في الندوات العامة يكون مخالفاً حتى لأبجديات التنظيم.
مكتوب رسمي:
بالمقابل قطع الناطق الرسمي باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد سيد أحمد سرالختم بأن الدعوة التي وجهت لعضوية الحزب للتحضير للمؤتمر العام وأعلن عنها د. الفاتح في منصة الاحتفال بأنها صادرة بمكتوب رسمي من رئيس الحزب مولانا الميرغني ولا يمكن لأي شخص أن يتحدث بلسان مولانا الميرغني دون أن يفوضه. وقال محمد سيد أحمد (للصيحة) إن إعلان هذه القرارات التي أصدرها مولانا بتوجيه عضوية الحزب بالانخراط في التحضير للمؤتمر العام تمت في احتفال حضرته كل قيادات الحزب، وأشرفت عليه لجنة برئاسته مفوضة من رئيس الحزب مولانا المرغني وأكد أن الخطاب الذي ورد فيه التوجيه صادر من رئيس الحزب ولا يمكن لدكتور الفاتح تاج السر أن يورد حديثاً على لسانه غير صادر منه، والتشكيك فيه لا مجال له. مؤكداً صحة توجيهات الميرغني التي وردت في الخطاب لعضوية الحزب الانتظام في المؤتمر العام. وأكد محمد سيد أحمد للصيحة أن نشاط الحزب سينتظم الولايات في المرحلة القادمة تحت إشراف لجنة المؤتمر العام التي زودها رئيس الحزب بعدد من المقررين، وستقوم بتنفيذ كل توجيهات رئيس الحزب التي تضمنها خطاب الاحتفال.
تحذيرات حاسمة:
وأرسل سيد أحمد تحذيرات لكل من يشكك في ما ورد من توجيهات في الخطاب أو يقول إن رئيس الحزب هو السبب في تعطيل المؤتمر بأن يراجع حساباته، لأن توجيهات السيد في خطابه تؤكد أنه راغب في عقد المؤتمر العام، الذي قال إنهم يسعون لعقد مؤتمر عام حقيقي وليس تداعي، نافياً عدم وجود أي معوقات. وقال المعوقات التي يجرى الحديث عنها ناتجة من عجز الذين يثيرونها بدليل أن التداعي الذي تم لقيادات وجماهير الحزب خاصة الشباب للاحتفال بإعلان الاستقلال بدعم وموافقة رئيس الحزب يؤكد أن إرادة ومقدرة الحزب لإقامة مؤتمر عام حقيقي.
الصيحة.