تأليم..!!

لندع استقالة الوزيرة، سعاد عبد الرازق، جانباً طالما لم توفِ بوعدها الذي قطعته عقب حادثة الريَّان الشهيرة، مجرد استفسار موجه للوزارة، ماذا بشأن التقرير الذي أصدرته الوزارة نهاية العام الماضي. التقرير أظهر انخفاض معدلات الاستيعاب بالمدارس الثانوية إلى 38.8% خلال عام 2013، رغم أن التقرير لم يُشر إلى آخر معدل استيعاب، لكن يبدو أن الفرق ليس كبيراً،38 بالمائة نسبة أكثر من مقلقة وتقودنا مباشرة إلى المشكلات التي اتفق بشأنها الجميع في قطاع التعليم ابتداءً من المناهج وانتهاءً بالتدريب بالنسبة للمعلمين، مشكلات العملية التعليمية المتجذرة والتي برزت نتائجها المحبطة بشكل أكثر وضوحاً خلال الــ 15 عاما الأخيرة انعكست بشكل لافت على كافة القطاعات وجميعها تكاد تقولها واضحة أن هناك خللا كبيرا في العملية التعليمية ترجع إليها مجمل المشكلات.
تراجع الاستيعاب أمر خطير وربما للوهلة الأولى يُفهم منه أن هناك ثمة مشكلة في عقول التلاميذ، لكن قطعاً المشكلة الحقيقية في المادة العلمية المقدمة والتي تتلقاها عقول التلاميذ، هل هي قابلة للفهم والاستيعاب وتستحق ذلك أم هي حشو؟، وإن كانت المادة المقدمة مجرد حشو لأجل الحفظ قطعاً سوف تتراجع نسبة الاستيعاب، ببساطة المناهج الموضوعة تكاد تفرغ من مادة معرفية يحتاجها طالب العلم، التراجع الحاد في الاستيعاب مقروء كذلك بالتحصيل الأكاديمي المنتفخ في أرقامه ونحيل في القيمة العلمية المطلوبة.
تذكرون مؤتمر التعليم، توصياته لم تزل قابعة في أدراج المكاتب. التوصيات التي ظل يرفعها الخبراء بأهمية تغيير المناهج لا تزال مجرد توصيات، صمتت الوزارة إلا بشأن إضافة عام جديد لإعادة السلم التعليمي إلى ما هو عليه، أضافت الوزارة عاماً تاسعاً لمرحلة الأساس لكن خبراء انتقدوا المعالجة لأسباب تربوية، لم تبت الوزارة بعد في شأنه. غير أن قضية المناهج تظل المحور الإستراتيجي والأساسي في العملية التعليمية ككل، تقريباً هناك شبه إجماع بشأن ضعف جدوى المناهج الحالية، بل إن إقرارات عديدة بشأن ما أطلق عليه بعض منظري ثورة التعليم العالي بأنه مجرد “حشو”.
القضية الأهم الميزانية التي تخصصها الدولة لقطاع التعليم باعتباره ليس أولوية وهي معلومة للجميع. آخر التقارير الدولية أكدت أن السودان الأضعف أفريقياً وعربياً في الصرف على التعليم، حيث يصرف السودان من ميزانيته ما نسبته1%، ولم يتحرك السودان من هذه النسب الضئيلة، ميزانية السودان 2014 م خصصت 2 مليار جنيه للتعليم والصحة والزراعة. بينما خصصت الميزانية أكثر من 11 مليار جنيه لقطاع الدفاع والأمن والشرطة، ومن النظر إلى الأرقام المخصصة لكل قطاع مؤكد النتيجة واضحة وضوح الشمس. إن كان الوضع جملة يحتاج إلى ثورة حقيقية لأجل التغيير المنشود، فالتعليم وحده يحتاج عشرات الثورات لأن ما حُقنت به عقول أجيال كاملة لن يؤثر فيه التغيير السياسي، العملية التعليمية هي الأساس.

التيار

تعليق واحد

  1. يا شمائل يا نور.. الفتنة نائمة… مالك عاوزه “تصحيها”. الموضوع بتاع التعليم دا انسيهوfORGET IT
    ياما كل زول نضم وبح صوته .. اتعمل ليهو كم مؤطمر وكم ندوه وكم ورشة عمل وكمان عندو منتدى قالو تربوى! ومسؤولين عنّو فى اخر النهار والمطاف من كانو ماسكين النقابات التعليميه زمان!
    * آخر مؤطمر دا موش عمل توصيات وتمت قرايتا قدام الناس وتم تكريم جماعه من قدامى المحاربين ..
    * التوصيات دى على عصمان قبل ما يقعد بغادى قال لازمة يعملو ليها “آليه” لتنزيلها الى ارض الواقع *ألأليه قالو يتولاها نافع ومرّه الحاج صاطور واخرنا سمعنا انه ال “حسبوه” هو اللى حيتولى امرها!
    *المؤطمر دا انتهى شهر اربعه الفينا دا ليهو 3 سنين مما انتهى..ألآليه للليله ما انسمع ليها خبر؟؟ *الوزيره دى لما بتمشى الوزاره فى الصباح بتكون مخططه انها عايزه تعمل شنو جديد فى اليوم؟
    *هل متذكره توصيات المؤطمر!! هل نست كلامها عن الاستقاله بعد انتهاء الامتحانات ولآ “لحقت يونس الدكيم القال داير يشرب البحر!!!
    *شوفيلك يا بت النور موضوعا آخر منّو صمرتن وفائدتن سريعه.. التعليم دا IS A LONG PROCESS زى “فتل الحبال” ياخد من وقتك ويمكن يصبّحبك الواطا ..
    * قدامى المعلمين فكّو شوطو ونسوا انهم كانو يوما ما مدرسين .. ومنهم من مات حسرة عليهو وواحد منهم من شدّة ما وصل بيهو الاحباط والزعل وصف نفسو وجيلو من المعلمين بانهم اسوأ جيل من المدرسين ! ليه تفتكرى؟ حظّرى .. فظّرى..
    * بالله فى احباط يا جماعه اكتر من كدا!!!

  2. جيلين من الانقاذ الان هى مخرجات تعليم انقلاب الانقاذ ..وزى ماشايفة التردى والانهيار الكامل فى كل
    شىء سلوكا وخلقا واخلاقا .. وهذا ماحصدة السودان جهل وجهالة ومعاها كمان كذب ..!!

  3. الكيزان لما جو بالانقلاب عمل الترابي و حوارييه عن قصد لتدمير التعليم و افراغه من المحتوي الجيد و اضعاف اللغة الانجليزية عن قصد، و الغرض تخريج اجيال غبية اما بني كوز فيعلوا ابناءهم تعليم جيد و كذا تكون لهم السيادة في مستقبل البلاد.

  4. ومن قال لك أستاذتي الفاضلة أن الدولة تهتم بالمادة العلمية التي تغذي العقول وتساعدهم على النبوغ ؟ إن من أولى أهداف ثورة الانقاذ المشئؤمة خلق أجيال بعقول فارغة كقطعان الماشية كي تسهل على نفسها من قيادتها إلى المسالخ لتنعم هي بخلف (الكراع) والاستمتاع بالشواء.. وبكل أسف الوضع الذي نشهده الآن هو بالفعل (ثورة تأليم).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..