عصف ذهني في حضرة المشير سوار الذهب

عصف ذهني في حضرة المشير سوار الذهب

موسى محمد الخوجلي
[email protected]

بدعوة كريمة من ( رابطة التمية الفكرية ) بحي الفاخرية بالرياض كُنا حضوراً مع شخصيات إستثنائية يتقدمها سعادة المشير سوار الذهب مع لفيف من أهل السودان كان القاسم الكبير بيننا ( السودان ومآلات الإنفصال ) الموضة التي أضحت مطلب كل من تظلم من الإنقاذ وسياساتها ..
أُبتدر الحوار من صاحب ( الديوانية ) الأستاذ علي السماني ( أبو الحسن ) صاحب المؤلفات والمهموم بالدعوة .. وأصاب في طرحه الراقي عن الثنائيات التي حكمت السودان عبر تاريخه الطويل بدءً من مملكة مروي التي عاشت ثنائية في الحكم من خلال تشكلها في دولتيت هما ( مروي القديمة ) عند جبل البركل والأُخرى في المصورات ( كبوشية الآن ) أو شندي الآن من خلال المسيحية ونسخت الوثنية من خلال الفراعنة وتقبلها السودانيين إلا أن المسيحية نفسها إنقسمت إلى ثنائية أُخرى في دنقلا العجوز من خلال دولة (علوة ) ودولة ( سوبا ) وعاشتا سنيناً من التوافق على هذا الأساس الثنائي ..
ومن ثم جاءت ثنائية أُخرى إسلامية المنهج حكمت الوضع في فترة العبدلاب والفونج حيث إصطلح الطرفان على صيغة وفاقية العبدلاب في ( قري ) والفونج في ( سنار ) .. وقد كان إتحاداً عقلانياً عاد بالسلام والأمن على المنطقة ..
وكان قدر السودان ( ثُنائية ) أخرى أبان فترة الحكم التركي المصري وعاب ذلك الحكم عدم ثقة محمد علي باشا في المصريين وحشده لغير المسلمين من الألبان والشراكشة في جيشه .. فألقى ذلك بظلال سالبة أخرى على السودان ..
مرحلة أخرى من تاريخ السودان عادت فيها الثنائية ولكن بوجه آخر كأنما يعيد التاريخ نفسه فأتت المهدية بنموذجها المُتدين والتي إستطاعت عبر الدين والقيم الإسلامية الحفاظ على وحدة السودان في خلال فترة الثلاثة عشر عاماً التي حكمت فيها السودان رغم الثنائية بين أولاد ( الغرب ) وأولاد ( البحر ) فأولاد الغرب تمثلوا في ( التعايشة والحمر وأبناء جبال النوبة ) وأولاد البحر القبائل القاطنة على ضفاف النيل وهم ( آل المهدي وأهله ) ..
وبعد وفاة الإمام المهدي تشكلت ثنائية أخرى في عهد خليفته التعايشي كان قُطباها خليفة المهدي من جهة .. والأشراف بقيادة محمد شريف من جهة أخرى .. حيث كانت فكرة المهدية ترتكز على الحضرة النبوية فكان الخليفة التعايشي يُمثل الخليفة المعين ( أبو بكر الصديق ) والقطب آخر يمثل ( الكرار ) علي بن ابي طالب رضي الله عنهم جميعاً .. واندلع صراع بين الأشراف والتعايشة تسبب في وهن الدولة المهدية ..
الثنائية التي كانت ( قاصمة الظهر ) للتعايش السوداني الذي كان سائداً دخول الإحتلال الإنجليزي المصري وقد كانت بحق ثنائية ( باهتة ) وناقصة حيث كرسوا لثنائية ( لاحقة ) كان من أبرز سلبياتها التخطيط لسياسة المناطق المقفولة في جبال النوبة والنيل الأزرق بدأوها بالعمل على التغيير في كل المجالات بالتأثير في ثقافة و(زي ) وأسماء أفراد تلك القبائل وقد كانوا من الذكاء بمكان فتركوا تركة ثقيلة ظل السودان يدفع ثمنها بدءً من عهد ( ونجت باشا ) وحتى تاريخ اليوم وظهرت تأثيرات أخرى ذكرها أحد المتحدثين تمثلت في ظهور أكثر من 25 حزباً في يوم إستقلال البلاد .. والذي وصفه المتحدثون بأنه كان ناقصاً ومشوهاً وإستعماري في أصله وجوهره وإن كان ظاهره يوحي بغير ذلك ..
فقفلوا الجنوب بتكريس المسيحية كدين وغيروا في النمط الثقافي لسكان تلك المناطق بادخال الموسيقي ولغة التعبير وحتى اللغة لم تسلم من مخططهم ..
فظهر صراع آخر داخل مجتمع السودان بمسميات جنوب وشمال كتكريس جغرافي وتصعيد لوتيرة الخلاف بألفاظ عنصرية من شاكلة زنوج وعرب فكانت معضلة كبيرة ومازالت ظلالها السالبة تنخر في نسيج المجتمع السوداني بل كان من مسببات الإنفصال ..
مداخلة المشير سوار الذهب سارداً من خلالها الكثير عن تاريخ السودان والمؤمرات الأجنبية بدء من إتفاقية 1898 أو ما سمي بالإتفاقية الثنائية ومن ثم عرج على ثورة علي عبد اللطيف وأحداث 1955 حينما قام الجنوبيين بقتل 700 شمالي من خيرة الأساتذة والأطباء ..
رؤية المشير سوار الدهب أن نظام المناطق المقفولة الذي أوجده الإنجليز أضر كثيراً بهذه المناطق لعدم إلحاقهم بالسودان وثقافاته وأهله فنتج عن ذلك الترسبات التي نراها حاضرة الآن في جنوب كردفان والنيل الأزرق ..

أبو أروى – الرياض – 2011-09-07

تعليق واحد

  1. اذا كان هذا المشير سوار الذهب يقول ان الفريق عقار اخبره قبل 12 عاما بأنه مع الانفصال ولابد من ضم النيل الازرق للجنوب 1 ! 1 لماذا صمت هذا المشير المتكوزن طيلة هذه الفترة وجاء يقول هذا الكلام اليوم . ثانيا كان اولى بكم ان تسألوا هذا المشير والذى كنا نحسبه موسى زمانه لماذا غــدر بضباط وشهداء رمضان عندما توسط بينهم والحكومة واعطاهم الامان على ان يسلمــوا ويستسلموا وبعد ساعات من استسلامهم والتخلص من اسلحتهم أعدمــــوا بوحشية وبطريقــة قذرة لا يقوم بها مؤمن ود حلال حتى الصهيونى لا يفعل ما فعله هؤلاء المنافقين هل مثل هؤلاء القوم نصــدق لهم كلام بعد هذه الجرائم الوحشية صفة النفاق هى الوحيدة التى تنطبق عليهم فليقولوا كما يشاءون لكن هيهات ان يصدقهم ا ى مواطن بعد ان رأى افعالهم هؤلاء اسوء من اليهود الذين نكن لهم كل العداء .

  2. الاخ الكاهلي
    لك التحية
    هناك ثناية مازالت تتفاعل وهي انشطار الحركة الاسلاموية بين القصر والمنشية وهي الاخطر في الاريخ المعاصر في السودان لما تقوم به من كيد لا ينحصر بين الطرفين وإنما يمتد اثره السالب لكل الوطن جراء الكيد والدسائس وظني أنه مرحلي للقضاء على ما تبقى من اشلاء الوطن …………………… ودمت

  3. ياابو رياض كلامك كلو غلط في غلط …………..يازول مشكلة السودان تكمن في تفكيرك والزين يفكرون مثلك المشكلة تكمن في عدم الاعتراف بالاخطاء المرتكبة منز الاستغلال والي هزه اللحظة والزول الاسمو سوار الهب جزو اساسي منها والي يومنا هزا يتقدم الصفوف مع المدعو البشير بافكار السودان القديم ……….والمضحك ان ياتي هزا الكهل المدعو سوار الهب ويتحدث عن مشكلة السودان …………خلاصة القول فاقد الشي لايعطيه لايمكن للمدعو سوار الدهب ان يحلل التاريخ والازمة السودانية لانو ماعندو فرق من البشير سوي فرق السنين الزي بينهما…………………………………………وكلهم عساكر وهم

  4. يعني خلاص كاتب المقال فرحان بسوار الدهب هذا …. والله إنت كنت مع أسوأ رجل عرفه التاريخ السوداني كنت مع رجل ضعيف الشخصية إمعة ليس له رأي وجبان

  5. اين العصف الذهني الذي وقعت فيه انت عديم شغله والله غلطانين نحن قراء الراكوبة نتعب انفسنا بمثل هذه المقالة. ارحمونا الله يرحكم والديكم جمعيا.
    سوار الذهب استجار به ضباط 28 رمضان 1990 ووعدهم بالأمان لكن غدر بهم الكلاب اين الشهامة في سوار الحديد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..