د. الفاتح خضر رحمة
لا زال ليل الاماني طويل ومتعب ولازال بصيص الامل يختبئ خلف ضباب كثيف يعتم صباحات الفرح ويعطل فجره وخطانا لازالت لاهثة تشدها رغبة جامحة بالوصول لنفق دامس الظلمة ولكم صار نهايته مستحيلة والاقتراب منها يحتاج لمعجزة ، ولا زلنا ننتظر صباح وطن استحال أن ينبثق وتاهت معالم صباحه في لجة الخوف وسكنت طرقاته اللعنة وأصبح مثقل بالجراحات والآلام ولا زلنا نكابد مشقة الحلم ونزرف بعض من أهاتنا المكلومة ونحن نستبصر العجز يقضي بلا رحمة على كل بصيص نور ويطمس على كل بريق فرحة تلوح .
مازال العاجزين عن الإدراك والفشلة يبصمون على دفتر الوطن بمشروعية البقاء سادة والطامحين من إنفاق المجارى المطموسة بالدم والتنكيل ينصبهم الارزقية حكام ولازال الوطن غارق في فوضى قاتلة سربت من الأنفس الأمن وزرعت في النفوس الياس ومددت على طرقاتهم الجحيم ولازالت حكاوي الموت والغياب القصرى تروى على أزقة المدن بهمس جهور والنايحات ثكلى يزفن كل يوم مقتول وأسئلة عاجزة الإجابة تطرح في كل عين من اين جاء هولاء حقا .
ولا زال ليل طويل يتمدد على كل الدروب تاه فجره وغابت في ضحى شمسه ولا زلنا نعيد البصر عسانا نستبصر من خلف العتمة فجر ولكن ما نراه اغبياء يدفعون عجلة الوطن نحو هاوية الجحيم ويستزرعون الموت في طرقات الامل وينهبون الحلم والغد ولازال الهتيفة بنفس الغباء يصفقون للقاتل ويتراقصون على جثث القتلى يطربهم مزمار الكذوب ويتبعون خطى النفاق عمياء بصايرهم وخاوية عقوبهم .
ولا زال الجحيم برهان طمست على وجهه حقيقة المخازي ولطخت جبينه نزوة وشهوة الباطل .
وخزة
وصمة العار ستبقى مثل اللعنة لا تفارق من لصقت به والتاريخ لم يخلد يوما جبان ستذهب الشخوص ويبقى الوطن مهما تنازعته الخطوب .
