هل يضعف بايرن ميونيخ خصومه في البوندسليجا؟

كووورة – عمر الجرّاحي
هو السؤال الذي يتكرر دائمًا أبدًا على لسان أي متابع وعاشق للكرة الألمانية وغيرها، هل يقوم بايرن ميونيخ بإضعاف خصومه في البوندسليجا؟، هل يقوم بما يدعوه سرقة للاعبين وإغرائهم بالأموال؟، أم أن البافاري مظلوم وهو حلم كل أولئك اللاعبين ولا يسعى إلى تدمير البطولة أو أن يكون الأقوى والأوحد فيها.
وكما هو معروف، فبايرن ميونيخ لطالما أخذ لاعبين كُثر من منافسيه بالبوندسليجا آخرهم وأبرزهم الثنائي روبرت ليفاندوفسكي وماريو جوتزه والذان من الأسباب الرئيسية في هبوط مستوى دورتموند، مرورًا بماريو جوميز من شتوتجارت وزي روبيرتو ومايكل بالاك في أوائل الألفية من باير ليفركوزن وتعددت الأسماء منها الموجود حاليًا بالفعل في تشكيلة الفريق.
اللاعب الجاهز
بسبب مشاركة بايرن ميونيخ الغير منقطعة في بطولة دوري أبطال أوروبا، وكونه من أكبر الفرق الأوروبية حاليًا، لا يستطيع أن يعتمد بصورة تامة على اللاعبين الشباب، بل إنه يسعى لأن يكون عنده غالبية إن لم يكن كل اللاعبين من الجاهزين، أصحاب الخبرة حتى وإن كانت قليلة، والإمكانيات العالية.
فبايرن مثلًا لا يستطيع أن يكون مثل دورتموند بإخراج الشباب من قطاع الناشئين ومنحهم الفرصة والصبر عليهم موسم أو اثنين، بل إن بايرن يريد أن يكون لديه مثلًا 10 أو 9 لاعبين جاهزين، إضافة إلى 1 أو 2 على أقصى تقدير في طور الشباب والتطور، كما حدث هذا الموسم مع ميتشيل فايسر على سبيل المثال.
الذي تعرفه أفضل ممن لا تعرفه!
بايرن ينتهج سياسة “الذي تعرفه أفضل ممن لا تعرفه”، بمعنى أنه يضع لاعبين البوندسليجا كأهدافه الأولى أفضل من أن يجلب لاعبين من الخارج، بأبسط مثال عندما طلب غوارديولا التعاقد مع نيمار، رفضت الإدارة وفضلت ماريو جوتزه باعتبارها تعرفه جيدًا وتابعته كثيرًا ولن يحتاج وقتًا طويلًا للتأقلم على سير الأمور بألمانيا.
لذلك، فإن كل لاعب يبرز من البوندسليجا مستهدف من بايرن ميونيخ، واللاعب نفسه في كثير من الأحيان يرى أن الانضمام للعملاق البافاري أسهل وأفضل له، فكل شيء سيطلبه سيجده وسينافس على كل الأصعدة بدلًا من المعاناة التي قد يجدها بأي فريق آخر حتى وإن كان كبيرًا من داخل ألمانيا.
إضعاف الخصوم على الخط أيضًا
ما سبق لا يعني أن بايرن ميونيخ لا ينتهج سياسة إضعاف الخصوم، بل إن بايرن حقًا لا يريد أن يُعيد البوندسليجا صعبة كما كانت في الفترات السابقة، يريد أن تسير الأمور بطريقة “one man show”، أما فكرة أن يتواجد فريقين قويين في نفس الوقت معه، فهذا يرهقه ويزيد من متاعبه، وشيء غير مرغوب فيه تمامًا من إدارة رومينيجه.
لا شك أن بايرن أحيانا ينتهج سياسة أن لا يدعم نفسه فقط بل يضعف منافسه، كما حدث في صفقتي جوتسه وليفاندوفسكي مثلًا، فقد كان أمام الإدارة أكثر من خيار ولكنهم في النهاية فضّلا إبرام صفقتين ناجحتين بكل الأصعدة، الصعيد الأول تقوية الصفوف، والصعيد الثاني إنهاء أسطورة دورتموند وكلوب تمامًا.
أعطي أموالًا لإدارات فاشلة لتُنهي فرقها
لا يخفى على أحد أن غالبية الأندية الألمانية لديها أسوأ إدارات ربما في قارة أوروبا كلها، لذلك فهي توافق على ترك لاعبيها لبايرن ميونيخ، ويزداد الأمر سوء عندما تتحصل على الأموال الطائلة من الصفقات، فهي تزيد الطين بلة.
الأمر يشبه إلى حد كبير عندما تعطي دولة عظمى أموالًا لدولة فقيرة يحكمها رئيس فاشل، ستزداد الدولة فشلًا تلوالفشل، هذا ما يحدث، مثال بسيط للغاية، عندما اشترى بايرن ماريو جوميز من شتوتجارت نظير 30 مليون يورو، قام هورست هيلدت المدير الرياضي حينها بصرف هذا المبلغ كله في الصيف على بدلاء لجوميز، وكل البدلاء الذين جلبهم رحلوا مباشرة بعد موسم واحد!.
رغم أخذ لاعبي الفرق الأخرى، بايرن ليس المتسبب الوحيد في انهيار كيانات الأندية الألمانية فكيف أن التعاقد مع لاعب أو اثنين تنهي على فريق كامل؟ بالتأكيد أمر غير واقعي، بايرن يسعى “لإضعاف” الخصوم وليس “لإنهاء” الخصوم، من يُنهي على الخصوم هي الإدارات نفسها التي تفشل في التعامل دائمًا وأبدًا إلا بحالات قليلة جدًا.
باختصار، بايرن ميونيخ جزء من أزمة إدارات الأندية الألمانية، بالرجوع للنقطة السابقة الخاصة بالأموال، يُفهم أن الإدارات سبب أول في ضعف وإنهاء فرقها ويأتي ثانيًا بايرن ميونخ باستثماراته ورغباته في تدعيم صفوفه وقهقرة صفوف خصومه.