مقالات وآراء

الدكتاتور ورجال الدين

ما من دكتاتور في العصر الحديث الا استخدم رجال الدين كأدوات لتوطيد حكمه واستبداده باستثاء الدكتاتوريات الشيوعية.
فقد استخدم موسيليني في ايطاليا رجال الكنيسة الكاثوليكية لدعم حكمه الفاشي بالرغم انه ملحد .
واستخدم العسكر في الارجنتين رجال الكنيسة في تغطية جرائمهم البشعة.
إستخدمهم جمال عبد الناصر عندما فكر في التغيير فتعاونوا معه حتى حدث التغيير، بعد ثورة يوليو تحولت علاقة التحالف والتعاون بينهما الى صدام عنيف، وكراهية وهذا دليل على أن رجال الدين لا يرفضون الإستبداد من حيث المبدأ الا اذا ساءت نتائجه
حزب المؤتمر الوطني المنحل فقد إستخدم الدين ورجال الدين لاطالة عمره لا لشي الا لسرقة البلاد وإذلال العباد . الشيخ الكاروري شيخ الإنقاذ قال:(ان البشير ولي من اولياء الله الصالحين) وشيخ عبد الحي الذي صلى على بن لادن صلاة الغائب قبل الثورة قال (الحديث في السياسة في منابر المساجد حرام) مع إن أفضل الجهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر وبعد الثورة حرض على فض إعتصام القيادة وهلل وكبر بقتل الشباب من على منبر مسجده وهذا يتنافى مع القيم الانسانية التي يحضنا عليها الدين
الدين الحقيقي يحسنا ويدفعنا الى كل ماهو جميل وفيه تقدم وتطور.لكن التفسير السلفي الخاطي الذي يحضنا على التعالي والكراهية لغير المسلمين والدين عكس ذلك تماما وقال تعالى:(ولقد كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف الآية ) كنتم تفيد الإستمرارية أي إذا كنتم خير الناس للناس فأبقوا على هذه الخيرية مثالا على ذلك لو جاء ابنك بدرجة أقل من العام السابق ستقول له (لقد كنت ممتازاً)
لكن تبقى هناك دائما قلة من رجال الدين دافعوا عن حقوق الناس وانحازوا للشعب ضد الحاكم الظالم لكن أغلبية رجال الدين دعموا الطاغية وبرروا لجرائمه .
وفي دولة القانون والديمقراطية لا نفوذ ولا سطوة لرجال الدين على الناس في حياتهم لأن الحاكم خادم الشعب وأتى به الشعب ويرفضه الشعب إذا قرر ذلك ولا يحتاج الحاكم الى رجال الدين
ماهي فوائد رجال الدين للدكتاتور ؟
رجال الدين يفصلون مشاكل الناس اليومية عن الوضع السياسي. يعني مرضك وعدم علاجك وعدم رزقك وعدم شغلك يرجع الى عدم ايمانك بالله وبعدك عنه وليس من فساد النظام
رجال الدين يجتهدون ويستخدمون جميع الفتاوي لكي يبعدونك تماما عن ادانة النظام
رجال الدين يشغلونك بثانويات الدين الحج والصلاة والعمرة والصوم والخمار والحجاب ويصرفونك عن جوهره الحرية والعدالة . وإن جميع الأديان بدون إستثناء ناضلت دفاعا عن الحق والحرية.
علماء الدين يستميتون من أجل بقاء السلطة الدينية ويدافعون عنها بأي ثمن لماذا؟ لأنها تمنحهم نفوذا وتدر عليهم المال الوفير. ولو قارنت بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كانوا يعملون ليكسبوا عيشهم وبين هؤلاء الدعاة الذين يكسبون المال وكونوا ثروات ضخمة يعيشون كالملوك !!
لسنا ضد الدين ولن تستقيم الحياة من دونه ولكن ضد التجارة به وضد من يقبضون الثمن من هذه التجارة قال المفكر العربي عبد الرحمن البدوي :(قرات تاريخ الشرق والغرب وتأكدت لي هذه الحقيقة عندما تتحول الدعوة الى الدين الى مهنة مدفوعة الاجر تأكد ان صاحبها دجال)

ياسر عبد الكريم
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..