مصطلحات؟؟!!

٭ وفاق.. حوار.. ديمقراطية.. تعددية.. شمولية.. علمانية.. شفافية.. وحدة.. انفصال.. اشتراكية.. تمرد.. طابور خامس.. اختراق.. استكبار.. سلام.
٭ هذه كلها كلمات لم تكن محايدة في اللغة العربية أو غيرها من اللغات.. وكل كلمة تحمل معنى واضحاً ومفهوماً ولكنها قد تستخدم في مجال تحمل كل معاني الجدية في وقتها ومناسبتها ودلالاتها.. وبالمثل قد تستخدم في غير مكانها وغير مناسبتها وفي غير معناها.
٭ إنها كلمات احترقت من فرط تكرارها دون معنى مقصود من قبل الساسة الذين يلوكونها لتخدير الرأي العام ويتلفون معانيها ولنأخذ أمثلة لذلك من هذه المصطلحات ذات الدلالات الكبرى.
٭ التقاء.. الحوار.. الوفاق.. الديمقراطية.. الائتلاف.. تعرضت سمعتها للكثير من التشويش في ساحة السياسة السودانية منذ التقاء السيدين في الخمسينات إلى ما يدور الآن بعد أن أصبح السودان سودانيين ظلت سهام الساسة والكتاب والخطباء توجه إلى قلب هذه المصطلحات إلى أن تكسرت النصال على النصال.
٭ أما التعددية والحرية والشمولية فلم يكن حظها أحسن من سابقاتها.. تعددية وستمنستر أم ديمقراطية الشرق بوضعها الاقتصادي والاجتماعي.. تعددية العقائد والأفكار أم الطوائف والبيوتات.
٭ الثورة.. والتحرر.. والانعتاق.. والاشتراكية لاقت ألواناً من الضربات المتلاحقة.. من الكل على اختلاف مشاربهم الفكرية..
٭ عند كل الساسة.. الديمقراطية.. والحرية.. والتنمية.. والسلام.. كلمات حاضرة وواقعة عندما يكونون على سدة الحكم وغير موجودة عندما يكونون في المعارضة، كثير من المتعلمين أو الذين يطلقون عليهم صفة مثقفين مجازاً.. الواحد منهم عندما يكون قريباً من السلطة سواء كانت شمولية أو عسكرية أو حزبية.. فهي نظام عادل وديمقراطي وتحرري ويعمل لصالح التنمية والسلام.. وعندما يكون بعيداً عنها أو بالأصح بعيداً عن مناصبها فهي سلطة مستبدة وقهرية ومتسلطة وظالمة و.. و.. وينصب نفسه معارضاً وسط دهشة الجميع.
٭ وهكذا ظلت سمعة المصطلحات تتعرض للاشانة والطمس والآن تتعرض سمعة الحوار الوطني والسلام واحتواء المشاكل والجهاد المدني ومحاربة القبلية والعنصرية بل ولحقت بها كلمة ديمقراطية ذاتها ولحقت بها الموضوعية والعقلانية حتى سحقتها أقدام الارهاب الفكري إلى أن تمددت الشفافية التي لا يستطيع أحد أن يجد لها معنى أو مكاناً في ساحتنا السياسية.. المهم هذا واقع سمعة هذه المصطلحات التي تمور بها حياتنا وتلوكها الألسن ولم يبق لها إلا أن تفتح علينا بلاغاً تحت المادة 159اشانة السمعة وأنا على يقين بأنها ستنتصر علينا.
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..