مقالات سياسية

الصوارمي لموازنات القوى الهدَّامة ..!

سفينة بَوْح

هيثم الفضل

أمس السبت شاهدتُ لقاءاً على إحدى القنوات الفضائية مع العميد معاش الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي السابق بإسم الجيش السوداني ،  ويا لهول ما سمعت وما شاهدت من تصريحات أدلى بها الرجل فيما يخص مُلابسات إعتقاله الأخير بسبب المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه تدشين حركة مسلحة جديدة أسماها (كيان الوطن) ، والتي بلا شك تمثِّل نواةُ جديدة لفصيل أو مليشية عسكرية (تساهم) وتُدلي بدلوها مع (أخواتها) في (تمزيق) هذا الوطن الذي كان وما زال يُعاني من الحروبات الداخلية و(العسكرة) القبلية والجهوية.
وللأمانة فإن أول ما فوجئت به هو (ضحالة) مستوى الطرح والوعي ، وضعف القُدرة على التعبير عن الفكرة وأهدافها التي عانى منها الرجل في معظم وقت البرنامج الذي إمتد لساعة من الزمن ، الأمر الذي يدفع الكثيرين من أمثالي إلى (التمعُّن) ثم الإندهاش من كون الجيش السوداني لم يجد من حيث الكفاءة والقُدرة على التعبير والكياسة واللباقة والدبلوماسية سوى الصوارمي خالد سعد ، فالرجل في هذا اللقاء شابهُ الإرتباك والعجز عن التعبير بما تهدُف إليه الحركة التي ترأسها ، ناهيك عن الدفاع عنها أو إقناع المتلقين لأجوبته بالإنحياز إليها ودعمها ، هل نضب الجيش السوداني إبان تعيينه الصوارمي ناطقاً رسمياً بإسمه من ضابط أو ضباط أكثر قدرةً على التعبير عن أفكارهم والدفاع عنها ؟ ، خصوصاً عندما تتعلَّق هذه الأفكار بالأمن الإستراتيجي للأمة والوطن ؟ ، أستغرب جداً أن يكون هذا مستوى ضابط سوداني كان في يومٍ ما يتحدَّث ويرسل التصريحات والإشارات والإيماءات بإسم المؤسسة العسكرية في السودان ، والتي كانت حينذاك ولسُخرية القدر تحكم البلاد والعباد وتًنصِّب نفسها عبر (مُحتكري) مناصبها ، سُلطة أعلى من كل السلطات بما فيها السلطات التشريعية والقضائية إذ كان من صلاحيات الرئيس المخلوع والقائد الأعلى للجيش وقتها أن يحل البرلمان ويعفي وزير العدل ورئيس القضاء.
أقول ما سبق لا لأُقلِّل من مكانة الرجل أو أنتقده ُ فقط من أجل النقد أو الكيد السياسي ، ولكن أفعل ذلك لأشير إلى (مستوى) الهدم الذي أحدثهُ مُستنقع التمكين السياسي للأخوان المسلمين في شتى المجالات بما في ذلك الجيش ، فالتمكين السياسي في آخر الأمر وخصوصاً في العشر سنوات الأخيرة للإنقاذ البائدة (تمحوَّر وتحوَّل) من تمكين سياسي للمؤتمر الوطني المحلول إلى تمكين (قبلي) لبعض القبائل والجهويات التي ظل نافذو المؤتمر الوطني يعلون من شأن نفوذهم العام عبرها وعبر إحاطة أنفسهم بأقربائهم وأبناء عمومتهم أو على الأقل المُنتمين إلى ذات القبيلة أو الجهة التي يعتبرها النافذ الإنقاذي (سطوة وعزوة وأمان) ، فأينما يممت وجهك في أضابير الخدمة المدنية والمؤسسات المشاريع الحكومية الكُبرى وكذلك الأجهزة العسكرية والأمنية ، وجدت روحاً تمكينية ذات طابع قبلي واضح وغير منكور بالقدر الذي هزم مبدأ تولي المناصب والمسئوليات بالنزاهة والقُدرة والكفاءة والتأهيل الكافي والمناسب.
ومن ناحية أخرى أستغرب جداً أن يخرج من الجيش السوداني ضابط بمستوى رتبة عميد ، ليفعل مثل ما فعل قادة ومؤسسسو حركات التمرَّد (إسم الدلع) الحالي حركات الكفاح المُسلَّح ، هل فات على الصوارمي أننا شئنا أم أبينا علينا أن نعترف أن أولئك القادة  في الأصل (ليسوا عسكريين) ؟ ، ولم يعلموا عن العسكرية شيئاً إلا بعد التمرُّد ، وجميعهم كما يقول العامة (قادة خلا) ، لذا لا نلومهم على عدم قراءتهم الصحيحة والعميقة لما يمكن أن يجُر إليه تعدُّد الجيوش  في السودان من دمار عاجل وغير آجل للبلاد والعباد ، أمثال الصوارمي إن كانوا بالفعل يستهدفون الوطن والمصلحة العامة ، كان الأحرى بهم أن يساهموا في ملحمة القضاء على الجيوش والمليشيات المُتعدِّدة في السودان وإدماجها في جيش سوداني قومي موحَّد ، بدلاً من رفدها بفصيل جديد وتحت قيادة (غير رشيدة).

الجريدة

‫7 تعليقات

  1. استاذ هيثم اذا عرف السبب بطل العجب …

    هذا الصوارمي -من اولاد الدويم- خريج جامعة القران -وهي درجة فوق معهد شروني- وبعدها الكيزان شغلوهو بالواسطة مؤذن لمسجد القوات المسلحة، وبعدها بالواسطة اترقي من مؤذن لمأذون المسجد ..

    وفى تلك الفترة اشتغل صاح شغل نضيف اي ضابط عاوز عقد مسيار “للتحلل” او يعرس علي مرتو بالدس الصوارمي جاهز ويقوم بالواجب ..

    وبعدها بالواسطة وجزاءا للخدمات كماذون ادخل الكيزان اخوهم فى الله الجيش ومن ديك وعيك .. فلا تتعجب من الضحالة والجهل والسطحية التي رشحت من حديث الناطق الرسمي السابق باسم قوات “الشعب” !!

  2. شكرا للصحفى الصادح بالحق صاحب القلم الرصين هيثم الفضل ..
    الصوارمي من ملة احفاد حاج نور بعضها من بعض، فهذا الجربوع من ذلك سلالة جرذان الهيكل الاسلاماسوني ..

    وتتوالي كوميديا جقلبة قادة المنظومة الخايسة فى محمكة “المدبرين” … ومصائب الكيزان لا تأتي فرادي … فضيحة صورة قوش مع الغلام الميم المصري تضج بها جدران صفحات الاسافير ..

    المهم جرسة نافع علي -وهو الدكتور ناهيك عن الفلنقاي الصوارمي- فى المحكمة اصابت الحضور بصدمة فصمت الجميع من هول جرسة نافع …
    نافع: انا لا علاقة لي وسمعت فى الرادي .. ولاعلم لي بهذا الامر ..
    القاضي من الخلعة لم يصدق ما يسمع: ارفع صوتك !!
    نافع: لا سابق علم لي بهذا الامر ..
    القاضي: يا تو امر؟؟
    نافع “عامل رايح”: آآآ السؤال؟
    القاضي: قلت لا علم لي بالامر .. اي امر؟؟
    نافع “بصوت منكسر ضعيف”: آه آه آآ .. الانقلاب.

    امانة ما وقع باطل …
    فى الرادي يا مفنوس !! اركز يانايص؟؟
    ما قلتو “فلترق منا الدماء ونحن للدين فداء” !!؟؟

    1. الاسلامين اخيس وابطل من مشي علي ارض السودان ولو تم اطلاق صراحهم لن يجلسو يوم واحد في السودان وسوف يهرولون الي مصر او تركيا ثم يبدأون من جديد في اشاعة الفتنة بحجة خوفهم من ضياع الاسلام والوطن

  3. ده كلو عشان فصيل شمالي واحد.. اجزم لو أعلن الصوارمي عن فصيل دارفوري لما استفذكم الامر.. حرام على الشمال وحلال لغيره.

    1. لما استفزكم تكتب بالزاي وليس ( لما استفذكم )الزول البليد الذي لا يعرف لغة ومصر يعلق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..