مقالات سياسية

ما تصبروا

أعتقدُ أن الجميع سمع ما قاله وزير المالية الأيام الماضية عن الانهيار الاقتصادي الحاصل وتبريراته التي كشفت مدى الفراغ العقلي و فقدان البوصلة الذي تعاني منه حكومته الناجحة دائماً في الفشل، سيادته قال إن آفة الاقتصاد السوداني هي الاعتماد على مصدر واحد، ويقصد أن الحكومة اعتمدت في صرفها على الجبايات التي تأخذها من المواطن، طبعاً لأنها عمداً دمرت الزراعة والصناعة والرعي والسياحة وتجاهلت استغلال الموارد التي ينعم بها السودان، وما أخرجته من ذهب وبترول أهدرته في تمكين نفسها سياسيا واقتصادياً وما زالت غير مستعدة لإيجاد مصادر غير الجبايات.
أمس أيضاً خرج إلينا رئيس مجلس الوزراء والنائب الأول لرئيس الجمهورية بكري حسن صالح بكلام جديد، فقد أعلن تمسك الحكومة برفع الدعم عن السلع الاستهلاكية، ودافع عن السياسات الاقتصادية الأخيرة واعترف بصعوبتها وقال إن الحكومة ملتزمة بها باعتبارها من مخرجات الحوار الوطني.(دا الحوار القالوا بحل كل مشاكل السودان)، وقال مقدرين صبر شعبنا لكن لازم نعمل هذه الجراحات، وراهن على الضمان الاجتماعي للحد من آثار رفع الدعم وتحريك المجتمع لمعالجة السلبيات، وقال إن ?الضعفاء لو دعمناهم ووقفنا معاهم أمكن البركات تنزل علينا?، وأرجع تمسك الحكومة بهذه الإجراءات لإزالة آثار الحصار الذي استمر 20 سنة وأدى إلى امتلاء الأسواق بالسلع الهامشية التي غضت الحكومة الطرف عنها حتى تستمر الحياة. وقال(ختوا في بالكم إنو الحكومة تدعم الرغيف لدى المنتج والمستهلك هذه سياسة اقتصادية ما بتمشي لي قدام).
هذه تبريرات وأعذار جديدة للأزمة غير تلك التي ذكرها السيد وزير المالية، وفي الحقيقة كلها أعذار أقبح من الذنب نفسه، وهي لا تعكس غير أن الحكومة ما زالت تعد المواطن بمزيد من الفشل الاقتصادي لأن هذه ليست المعالجات الحقيقية، وهؤلاء المسؤولون يقولون كلاماً غير معقول وغير مقبول .
من المضحك أن يقول السيد رئيس الوزراء?الضعفاء لو دعمناهم ووقفنا معاهم أمكن البركات تنزل علينا?، وكأنهم ينفقون من جيوبهم الخاصة وليس من خزينة الدولة، مع أن ما ينفقونه على الضعفاء هو حقهم الذي يجب أن يحصلوا عليه كحق وليس صدقة، ثم كيف لحكومة ما فيها بركة أن تتحدث عن البركات، ثم كيف يمكن أن يحرك مجتمع وفي نفس الوقت يعملون على تدميره؟.
أما ذكره عن تمسك الحكومة بهذه الإجراءات لإزالة آثار الاقتصاد فهذا أيضاً لي لعنق الحقيقية، الحصار لم يمنع كوادر المؤتمر الوطني والممسكين بتلاببيه من إقامة الشركات وتصدير الذهب، لم يمنعهم من إقامة بناء القصور وامتلاك الأرصدة وتحويلها بين دول العالم، لم يمنعهم من بيع ممتلكات السودان في الخارج بأقل من قيمتها بكثير، لم يمنعهم من التمتع بكل شيء ولم يفقرهم فلماذا يصبر المواطن عليهم والحل أصلاً ليس في صبره وهناك عشرات الحلول الممكنة التي ستغير حياته إذا لم يصبر على جراحة الحكومة القاتلة هذه.
حقيقية صبر المواطن ليس هو الحل وإنما العكس فكل سياسات حكومة الفراغ الوطني هذه (ما بتمشي لقدام)، وأبداً لن يخطو السودان اقتصادياً إلى الأمام خطوة ما دام حزب المؤتمر الوطني هذا مصر أن يجعل من السودان دولته الخاصة، وليست دولة كل الشعب الذي كلما صبر كلما حصد الحسرة.

التيار

تعليق واحد

  1. يبدو أن الناس ديل ما شافوا فيديو عن جلسة في الكونغرس مع البنك الدولي أجمع فيها الخبراء على أن تخفيض الضرائب في الدول الفقيرة هو أقصر الطرق للنهوض بالإنتاج وتعديل مسار اقتصاديات هذه الدول وبالتالي علينا تشجيعها في ذلك لأنها الطريقة الوحيدة التي نستطيع من خلالها استرداد ديوننا علي تلك الدول .
    مؤكد انهم لم يشاهدوا ذلك لأنهم لا يتابعون الإعلام العالمي ولا المحلي ولا الانترنت إلا في الفرجة على الكورة والبنات المقلعات والـ MISCHIEVOUS

  2. يبدو أن الناس ديل ما شافوا فيديو عن جلسة في الكونغرس مع البنك الدولي أجمع فيها الخبراء على أن تخفيض الضرائب في الدول الفقيرة هو أقصر الطرق للنهوض بالإنتاج وتعديل مسار اقتصاديات هذه الدول وبالتالي علينا تشجيعها في ذلك لأنها الطريقة الوحيدة التي نستطيع من خلالها استرداد ديوننا علي تلك الدول .
    مؤكد انهم لم يشاهدوا ذلك لأنهم لا يتابعون الإعلام العالمي ولا المحلي ولا الانترنت إلا في الفرجة على الكورة والبنات المقلعات والـ MISCHIEVOUS

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..