فضحك عبد الخالق محجوب وقال: “بابكر عوض الله لقالو درباً غادي”

ما زلنا في سيرة الرواية التي نقلها زين العابدين صالح عبد الرحمن عن المرحوم أحمد السيد حمد، الزعيم الختمي الاتحادي، التي زعم فيها أنهم في الختمية كانوا يدبرون لانقلاب عسكري في نحو منتصف 1969 بالاشتراك مع الحزب الشيوعي. وقلنا إن قول الرواية بضلوع الشيوعيين في انقلاب للختمية عارية من الصحة. وأوردنا في المرة الفاتت رواية عن محمد أحمد المحجوب، رئيس الوزراء المخلوع بيد انقلاب نميري، مفادها أن الشيوعيين كانوا رتبوا لحلف يساري قبيل مايو 1969 لاستنهاض حركة جماهيرية بتكتيكات دفاعية تتدارك الردة عن معاني ثورة أكتوبر 1964، وتمنع قيام دولة دينية كان دستورها قيد النقاش آنذاك في الجمعية التأسيسية التي سادها حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي (الشامل للختمية). وقادت الأوركسترا فيها جبهة الميثاق الإسلامي وزعيمها حسن الترابي. وهو الدستور الذي قال نميري في أوج ثوريته إنه لا يساوي ثمن الحبر الذي سوّده.
وتوقفت بشكل خاص عند دراما تكتيكيين تناطحا في تلك الفترة. فالتكتيك الأول تبناه الحزب الشيوعي (وزعيمه عبد الخالق محجوب بوجه أخص) وهو محاصرة “الرجعيين” في الحكم بالجماهير لشل يدهم دون الدولة الدينية ونحو نهضة وطنية ديمقراطية. أما التكتيك الثاني فقد استولى على أفئدة البرجوازية الصغيرة في الحزب الشيوعي نفسه وفي المجتمع. بل كان أستاذنا عبد الخالق محجوب قد خرج لتوه لوقته من اجتماع للحنة المركزية في مارس 1969 أعلى فيه تكتيك الصبر الثوري على الأذى دون الانقلاب في وجه معارضة عناصر قيادية في الحزب كانت جنحت لبريقه. وجاءت في تقرير دورة تلك اللجنة عبارة فريدة شرحت نطاح التكتيكيين في الحزب والمجتمع بإيجاز. فجاء فيها أن التكتيك الانقلابي هو خطة البرجوازية والبرجوازية الصغيرة في سبيل الثورة الوطنية الديمقراطية في البلاد. أما الخطة البروليتارية فهي بالعمل الجماهيري الدؤوب.
سنقف بالشهادة التالية مما رواه لي الأستاذ محجوب محمد صالح على دراما صراع التكتيكين السياسيين كأبلغ ما يكون. فقد تناظر التكتيكان عن كثب في لقاءات الجماعة اليسارية التي دعاها الشيوعيون لاستنهاض الجماهير بوجه حلف الرجعيين دعاة الدولة الدينية. وتكونت الجماعة كما رأينا في رواية المحجوب من يساريين مستقلين وقوميين عرب وقوى ديمقراطية اشتراكية إلى جانب الشيوعيين ونقابيين. وأبرز ما في رواية محجوب محمد صالح أمران. أولهما أن مولانا بابكر عوض الله، الذي مثل القوميين العرب، طرح على المجتمعين القيام بانقلاب لتحقيق غايتهم فرفضوه بالتصويت. أما الأمر الثاني فهي أن مولانا الانقلابي لم يرض بنتيجة التصويت واتصل بالعسكريين (أو جاء هو أصلاً بفكرة الانقلاب منهم) وقاطع اجتماعات الحلف اليساري بعد أن “دس عدة شغل” الجماعة اليسارية. فقد هرع بالميثاق السياسي للانقلابيين فصار نصه هو بيانهم الأول مع تعديلات ماكرة طرأت له. وكان هذا البيان بعهدة مولانا كواحد من ثلاثة كلفتهم الجماعة بصياغة برنامجها الذي لم يكتمل تحريراً. ولن أزيد هنا حتى لا أفسد متعة قراءة رواية شهادة محجوب محمد صالح بطرائفها. فإلى نص محجوب:
روى لي محجوب عن تخلق انقلاب 25 مايو في اجتماعات لمناهضين وطنيين ويساريين وقوميين للدستور إسلامي بدأت في 1967. وبعض هؤلاء المجتمعين ممن ظهرت اسماؤهم في سياق الحزب الاستراكي الواسع الذي جرى ترتيبه لينضم له الشيوعيون بعد مشروع حل حزبهم في 1965 الذي نفضوا يده عنهم. نأي محجوب بنفسه عن الحزب الاشتراكي ولكنه واصل مع صديقه عبد الخالق تقليب فكرة وجوب وجود تنظيم أوسع بحيثيات وشروط أفضل مما توفر للحزب الاشتراكي. وكان عبد الخالق يعتقد أن مركز دائرة ذلك التنظيم هو الوقوف ضد الدستور الإسلامي، لا كموقف من الإسلام أو الشريعة، بل ضد استغلال الدين في السياسة وبوجه المحور الذي تكون بين الزعيم اسماعيل الأزهري، رئيس مجلس السيادة، والأمام الهادي المهدي، زعيم جماعة الأنصار، لفرض هذا الدستور.
واتصل عبد الخالق بمحجوب في 1968 ليعرض عليه فكرة تكوين لجنة أو مجموعة عمل تطرح منبراً دائماً لمواجهة التحالف الآخر: منبر لا سياسي بمعنى أنه لا شيوعي ولا يساري بل كجبهة علمانيين أو قريبين منها ترفض استغلال الدين وتقوم بعمل صبور ودؤوب (وهذه عبارة عبد الخالق الدائمة) لبناء حركة مستنيرة. وفي الترشيح لمجموعة العمل جرى ذكر أسماء الاتحاديين القدامى وشخصيات مستقلة. وجاء عبد الخالق بكشف لتلك الأسماء فيه إبراهيم يوسف سليمان، مكاوي مصطفى، خلف الله بابكر، عابدين اسماعيل، بابكر عوض الله، ووصف الأخير بعلاقات بالناصرية. ووافق محجوب على الانضمام للمجموعة. وتجد قصة هذه المجموعة في كتاب محمد أحمد محجوب “الديمقراطية في الميزان”.
وقال محجوب إن تلك المجموعة قربتنا من الانقلاب أكثر من العمل الجماهيري المنتظر. وقال كنا نجتمع في بيت مكاوي مصطفي أو خلف الله بابكر. وطُرحت علينا فكرة الانقلاب متى كانت لنا قوة في الجيش. ووقفنا بشدة ضد فكرة الانقلاب طلباً لعمل سياسي سلمي لا مهرب منه لتطور البلد. وكان منا المتأثر بالفكر الناصري من قال بأن ليس كل إنقلاب سيء. وكان هذا رأي خلف الله بابكر الذي كان حريصاً ألا يتكلم كثيراً. ولكن الرأي الذي غلب هو رفض الانقلاب. وقال محجوب إنهم لم يتواضعوا على اسم للمجموعة ولكنهم ساروا على أنها المنبر الثالث. واتفقوا على كتابة بيان صاغه اثنان منهم ذكر منهم عبد الخالق وضاع عليه اسم الآخر. وكُلفوه وعز الدين على عامر بإعداد قائمة باسماء تُستقطب للمنبر بغض النظر عن أحزابها. فوقعوا على أسماء من أحزاب مختلفة مثل الأمير نقد الله وموسى المبارك وبلغت الأسماء مائة كان الترتيب جارياً لدعوتهم لاجتماع تأسيسي. ولم يكن للمجموعة مؤاخذة على إسلام حزبي الأمة والاتحادي ولكن التركيز على ما كانت تسعى له جبهة الميثاق الإسلامي للحركيين الترابيين . بعد إعداد نقاط البيان وقف على صياغته ومراجعته كل من بابكر عوض الله وعابدين اسماعيل وخلف الله بابكر من نسخ وزعت عليهم.
وفجأة جمّد بابكر عوض الله نشاطه في المنبر من أوائل فبراير أو مارس 1969. فصار يعتذر عن اجتماعات المنبر، ويتغيب بينما بيان المنبر وقائمة الأعضاء المرشحين بطرفه. وقال إنهم علموا لاحقاً أن بابكر كان قد خلق صلة مع بعض الضباط. وكان لخلف الله نفس الموقف. ودليلهم على اعتزال بابكر لهم لصالح جماعته العسكرية أن البيان الأول للانقلاب كان هو نفس بيان المنبر مع بعض التعديلات. وكان عابدين اسماعيل المحامي وقتها في ملكال يترافع في قضية. وحين سمع بيان 25 مايو ظن، لتطابق بيان المنبر وبيان الانقلاب، ظن السوء بالمنبر بالغدر والعمل من وراء ظهره. ودخل على محجوب في مكتب عز الدين على عامر قائلاً: دا شنو البتعملو فيهو دا؟. قلنا له نحن محتارين فيه مثلك. وقابلنا بابكر بعد ذلك وقال لنا إنه سيعقد لنا اجتماعاً مع الانقلابيين مع شبه اعتراف منه بأنه كان شغالاً مع الانقلابيين. وأضاف محجوب أن عبد الخالق كان عارفاً بالانقلاب ولم يصارحه وقتها. ولكن لثلاثة أو أربعة أيام قبل الانقلاب تذاكرا عمل المجموعة فقال محجوب له إن المذكرة مجمدة عند بابكر. فضحك عبد الخالق وقال “بابكر لقالو درباً غادي” لكنه لم يفصل إلا بآخرة.
هذه دراما “مفرق الدروب” بين تكتيك استنهاض الجماهير في عملية ثورية طويلة المدى وبين تكتيك الانقلاب الذي يحرق المراحل ويجرع السعادة للشعب غصباً عنه. وإنك لترى من رواية محجوب كيف خرج الانقلاب من بيئة يسارية تغلب فيها “المغامرون اليائسون” من بأس الشعب، في قول الشيوعيون، على من رغبوا في التغيير تحت عين الشعب الساهرة وبواسطته. لقد كان من بين المستعجلين شيوعيون بالبطاقة والسابقة وقفت بهم قاطرة الثورة عند محطة الانقلاب وووصفوا أمثالنا من شيعة أستاذنا عبد الخالق، من أرادوا لشعبنا الثورة الفضلى بديلاً عن الانقلاب “البي سيدو”، ب”المنبطحين على النصوص”. وأكثر من اذاعها المرحوم عبد الله عبيد الذي رحل عن دنيانا من قريب.
يَخْفَى هذا المفرق للدروب في الفهم الشائع عن علاقة الشيوعيين بالانقلاب. فحتى من حسن ظنهم فينا يبسطون الأمر :”طيب ما جبتو؟ طيب ما أيدتو”. وهذا بيع إجمالي يفسد الحاسة التاريخية ذاتها لأن الوقائع عند حملته يا أبيض يا أسود بينما التاريخ أكثر وعورة وأموره مشتبهات. ومن رغب في تخليصه من شوائب الغبشة (التي هي الأصل في وجوده) سيعيب الشيوعيين في تقييمه لانقلاب مايو. وهذا كسب بخس يخسر في مقابله الوعي بالتاريخ إلى يوم يبعثون.
لم يرد الشيوعيون بعزيمة أن يكون حالنا هو حالنا الراهن وعزموا على شق طريق طويل للحرية والاشتراكية ولكن “ولاد الحرام وبنات الحرام: من صغار البرجوازيين أرادوا غير ذلك “ولقو ليهم درباً غادي”. وهو الدرب الذي قال بياننا في تقويم انقلاب نميري في مساء 25 إنه سيعرض الثورة السودانية ل”لآلام ولأضرار واسعة” لأن فئة البرجوازية الصغيرة مهتزة وليس في استطاعتها السير بحركة الثورة الديمقراطية بطريقة متصلة. أردت عمرو وأراد الله خارجة. فالتاريخ ليس دارما تأخذ الأشياء بخناق بعضها أخذاً وبيلا فحسب بل إنه تراجيديا يأخذ البحر فيها عوامه.
[email][email protected][/email]
دكتور عبد الله علي إبراهيم
تحياتي
حقيقة استمتع بما تكتب رغم ان زمنكم هذا لم نكن قد خلقنا بعد.
لدي رجاء ان تكتب لنا عن الرجل القامة الاستاذ الطيب ابو جديري الذي فاضت روحه في الاول من امس في مدينة الضبابن عليه رحمة الله.
الفقيد من الرعيل الاول لاهل اليسار كما تعلم.
هو خال اولاد عمي رياض ويحيي وعبدالقادر عوض يوسف شريف، عليه رحمة الله.
مع مودتي يا دكتور
مبروك عليك الحوار مع ذاتك و عارف حيجوا ناس يقولوا ليك: شكرًا يا قنوط و أنت شنو كدا ما عارف و لا تلتفت لشنو كدا ما عارف و إلخ. لكن تبقى الحقيقة في أنك بعت نفسك لشيطان الاخوان المسلمين و صرت مثلهم
“في قول الشيوعيون” صوابها “في قول الشيوعيين”. وجاءت “سين” في موضع “شين” ولفطنة القاريء.
هذا مقال خطير ومهم. اذا صح ما جاء به وناهض الطعن، فلا يمكن كتابه تاريخ هذه الحقبة من تاريخ السودان دون الرجوع اليه.
ومع ذلك ? ومع ذلك (صلاح احمد ابراهيم)
1. لم لم يخبر عبد الخالق محجوب محجوبا بان في الافق انقلابا، واكتفي بتلك الاشاره المبهمة؟ ام كان يحس ان وراء الاكمة ما وراءها، ولكن لم يكن علي علم بالتفاصيل او علي تملك للادلة ليطلع بها محجوب او غيره؟
2. لماذا سحب الحزب تلك الادانة التي بادر باعلانها مساء 25 مايو؟ فليس من صك براءة من اي تورط في انقلاب مايو افصح من ذلك ? لو لم يفعل.
شكرا لك وعلي هذا الدسم من البلاغه والافادة وقد صححت كثيرا مما ران علينا من المشافهات ولا زلنا نقول .هات .علي طريقة المهندس في كيوباترا .شكرا لك .ننتظر المزيد بفارق الصبر اكثر من يومين وانا ابحث عن ما كتبت الان .
محنة بحر السودان ياخذ علي الدوام ويترك اعشاب النيل . منحة عظيمة وتاريخ جري بغير ما نهوي والسبب عدم الصبر والاناة علي الراحل عبد الخالق .
“فالتكتيك الأول تبناه الحزب الشيوعي (وزعيمه عبد الخالق محجوب بوجه أخص) وهو محاصرة “الرجعيين” في الحكم بالجماهير لشل يدهم دون الدولة الدينية ”
وماسر ارتماك فى احضان بنى كوز الان داعما ومساندا لكل خطواتهم يارخيص؟
(فضحك عبد الخالق وقال “بابكر لقالو درباً غادي”)…
هذه ليست فراسة من عبدالخالق ولا تحليل .. القطع بأن “بابكر لقالو درباً غادي” يعنى -ببساطة- ان الرجل يعلم ب ٢٥ مايو ..
المشكلة ان ع ع ا لا يقبل باى عمل عسكرى ضد اىّ نظام (ديمقراطى) ولو كان الحاكم ادولف هتلر شخصيا و لو كان الثمن هو توفير حيوات ملايين البشر.
انتو قنوط ميسورى ده ضربتو متلازمة ديوجن ولا شنو؟
عزيزي محمد عوض،
شكراً لمداخلتك الطيبة. أرغب في معرفة المزيد عن والدك رحمة الله عليه في سياق تراجم أعكف عليها لجيل تلك الفترة في علاقاته المتشعبة بالماركسية. أرجو أن توافيني بالخاص.
لم أقرأ عن، أو أسمع عن بلد مليء بالعباقرة والعلماء والوطنيين والشهداء والأتقياء والأنبياء مثل السودان، ورغم هذا أفشل بلاد الله قاطبة. إما هم “كشوش ساكت” وعبقريتهم وعلمهم هذا لا يتجاوز المعايير السودانية، أو نحن مجانين نحيا في جنة ولا ندري، أرحمونا من هذا الأوهام وهذه البطولات الوهمية، عبدالخالق هذا لم يكن فنانا بل كان سكرتير الحزب الشيوعي وتقييمه يتم على هذا الأساس، فماذا فعل للحزب الشيوعي وما ذا فعل الحزب الشيوعي للسودان، لا شيء، بل قائمة طويلة من الخيبات وسوء التقدير وفي النهاية حزب متكلس يحيا على التصريحات الطارئة في المناسبات
غريبة مالك الليلة نازل بنفسك توزع فى التعقيبات -عادة بقوموا بيها اولادك ياعقيم من امثال س خواجة الخ
حاسى بدنو الاجل ولا شنو يالاندرتيكر؟
رودود علي اخ تقرصو (لم اقل للبرف مقالاتك اقرا قلت ما كتبت الان اي هذه الحلقة التي جاءت بالامس وكان وعد بها رفقة الاولي فاردت المتابعه وحسب لا تربطني بالبرف اي صلة غير متعة القراءة لما يكتب مهما احتلفنا اةو اتفقنا معه فهو يقدم شهادته للناس والاجيال ان تزيد او تنقص بالرد المفيد للناس الاساءة لا تفيد ولا تقدم عملا للناس ان لم تكن خصما علي صاحبها وحسنة لنا او مما يخفف الذنوب !!!
ردود علي دندرمه في دندرمه ) لم ارد عليك مطلقا في هذا المقال والذي كتب اسمي اراد الفتنه وهذا من نقم الشبكه وشكرا .
الاخ حسن جملون شكرا علي الاساءة فهو استاذ شئنا ام ابينا الاختلاف لا يعني الاساءة فهو يؤرخ لحقبة لم نلم بكل ابعادها وربما بعضنا ضحية للمشافهه وقد نختلف عليه في الاراء او الواقائع اضافة وحذفا او استزاده لتوثيق تاريخنا المبعثر فكثيرين رحلوا ودفنت معهم حقائق ومعلومات ضاعت سدي وليتني كنت احد اولاده حتي لو في الفصل وكانت هيهات فاصلة لا اعرفه الا عبر ما يكتب ومن تربيتي كل معلم يزيد معرفتي دون ادني ارتماء بغير عقل وعدم البصمة هو الذي منعني من الانتماء لاي حزب حتي الان لحرية عقلي فيما اقول.
متعك الله يابروف بوافر الصحة والعافية حتى تؤرخ لنا بذأكرتك الانتقائية صفحات تاريخنا الماضى.
بحوذتى صور ومستندات تعود لفترة عملى كا كمندان سجن شالا ومدير لسجن الابيض – و اقولها داوية و بكل فخر انا من اللف ونظم فيه الشأعر اغنية بلوم الغرب الزأئعة السيط:
صيرك لحظة واحدة … ياضابط السجن
وهذه الصور والمستندات تعود لعدة اشخاص اغلبهم وجلهم من الشيوعين واهل اليسار
كنت انوى اصدارها فى كتاب على طريقة مؤلف كتاب : التجأنى يوسف بشير الصوفى المعذب
والذى توجد منه نسخة يتيمة بمكتبة جأمعة الخرتوم
فالحق قبل مايلم فيها امثال عمر الجزلى وعوض ابراهيم عوض اللذين اصبحوا دكاترة ومفكرين
ودمتم فى خدمة العلم والتوثيق
روعة فى السرد والتحليل يابروف لايضاهى
فاذا كان الترابى هو نبى السودان فانت ومن دون ادنى شك متنبيه”من ابوالطيب المتنبى”
الذى قال لحساده وغرامائه عندما اتهموه بالكفر وادعاء النبوة :” لا نبى بعدى”فاقحمهم ورد عليهم قائلا انا “لا” هو ظاتو
دكتور عمار السجاد امين امانة الفكر والتكفير بحزب المؤتمر الشعبى
اهدى بروفى واستاذى عبدالله على ابراهيم هذه القصيدة الرائعة لمعرفتى بولعه وشبقه الذى لا حدود له بالجمال والجميلات خاصة الصغيرات منهن فاليك هدت فى عيد ميلادك ال80 وعقبال ماتطفى ال100 شمعة:
الجميلات هن الجميلات
ألجميلات هُنَّ الجميلاتُ
[نَقْشُ الكمنجات في الخاصرةْ]
أَلجميلات هُنَّ الضعيفاتُ
[عرشٌ طفيفٌ بلا ذاكرةْ]
ألجميلات هُنَّ القويّاتُ
[يأسٌ يضيء ولا يحترقْ]
ألجميلات هُنَّ الأميرات
[رَبَّاتُ وحيِ قَلِقْ]
ألجميلاتُ هُنَّ القريباتُ
[جاراتُ قوس قُزَحْ]
ألجميلات هُنَّ البعيداتُ
[مثل أغاني الفرحْ]
ألجميلات هُنَّ الفقيراتُ
[كالورد في ساحة المعركةْ ]
ألجميلاتُ هُنَّ الوحيداتُ
[مثل الوصيفات في حضرة الملكةْ]
ألجميلات هُنَّ الطويلاتُ
[خالات نخل السماءْ]
ألجميلات هُنَّ القصيراتُ
[يُشرَبْنَ في كأس ماءْ]
ألجميلات هُنَّ الكبيراتُ
[مانجو مُقَشَّرَةٌ ونبيذٌ مُعَتَّقْ]
ألجميلات هُنَّ الصغيراتُ
[وَعْدُ غدٍ وبراعمُ زنبقْ]
ألجميلاتُ، كلّْ الجميلاتُ، أنتِ
إذا ما اجْتَمَعْنَ ليخْتَرْنَ لي أَنبلَ القاتلات !
مقال فيه احتكار للحقيقة باعتقاد وظن بعض الستينيات ان “الطريق البرلماني” وحده لا شريك له رغم سطوة الطائفة بالحراب وإعادة مجد القبيلة بحل الحزب وتفكيك اسس الحداثة والسياسة الحديثة بدستور الشريعة، طريق ذلك الاعتقاد والظن والتمسك به، رغم كل تلك لظروف، لا يعد عندهم طريق البرجوازية الصغيرة! يعمهون.
يا برف الحكاية هاصت في سوق ابوجهل واصبحت الكتابة بالاسماء حالقة الوعي ونار فتنه لم اهدي القصيدة ولم ارد ود ندرمه وان كنت تستحق اكثر من اهداء القصائد رضي الناس ام ابوا انها محنة الشبكة .
.
.
من خلال ما كتبه انور الشيرباتى يمكن ان تستشف الآتى:
1 الجهل بالتاريخ.
2 عدم القدرة على التعبير الكتابي.
3 الإنحطاط الخلقى.
4 النقاط 1و2و3 أعلاه تؤكد أن الشيرباتى يعبر عن وجهة نظر داخل جهاز المخابرات العامة المصرية تروج الى أن السودان ماهوالا فضاء جغرافي تابع لمصر. فالشيرباتى بالتأكيد عنصر مستخدم من قبل هذا الجهاز الذى من أهم مطلوبات الإنضمام له أن يكون الشخص من غُثاء الناس وهى صفة يحملها المذكور بإمتياز.
(ردود علي امين حسن عمر ) اولا اشكرك علي الاساءة وثانيا لا تختفي واكتب باسمك الحقيقي وثالثا نعم الله لا يقال عنها سعر الا سعرات حرارية ةرابعا نحن عشنا زمن يبدو انك لا تعرفه نهلنا علي كل الاشربه ومن كل الاتجاهات وكانت لي مجلة حائطية اسمها الحضارة لجمعية التاريخ حتي تخرجت من الثانوي وفازت هذه الجريدة مع الجمعية بكاس فلسطين للمعارض اواخر الستينات ولو عندك افادة للناس اكتبها ودع الناس تحكم الاساءة لا تقدم عملا يفيد الناس ولا البلد اما اخيرا تهديدك باصحابك فاخشي عليك وهذا فخر لا احبه ولا اريده ولي ارحام هناك ودخلت البلاد وانا ممنوع من الدخول واستقبلوني في سلم الطائرة ولم اعرف الصفوف وجاءني جوازي بالخارج رغم اني لا اب مثل هذا العمل وهذا الفخر لانه ضد العمل المؤسسي ولكنها كانت ضرورة فهذا شعرا ما عندك ليهو رقبه وبحرا ما عندك ليهو صدر واخيرا ايضا اسوا شئ في الدنيا ان تهدد بهذا المستوي بما ينم ما في نفسك وايضا يؤكد ضعفك اما امين حسن عمر الاصلي فقد كان معنا في تكريم كسلا هل تريد المزيد لا تظلم الرجل ان تلتصق به رغم اختلافنا معه الا انه اختلاف باخترام وعقل وفهم اما الكرة فاكتب فيها خواطر اما الاقتصاد فمجالي والسياسة مشرع لكل الناس .تعلم ان تفيد ولا تكون جزءا من نقم الشبكه فيما لا يفيد !!!