مقالات وآراء سياسية

في حديث المُجرِّب عرمان الذي جرَّب المُجرَّب البرهان! 

عثمان محمد حسن
* قال الأب الروحي للتسوية ، ياسر عرمان، أن الحديث الذي أدلى به البرهان ، في معسكر المعاليق ، يشكِّل تراجعاً عن الاتفاق الإطاري ، وكأن عرمان وجماعته حين مدُّوا أياديهم ، وصافحوا البرهان ، الثعبان الذي لدغهم قبل سنة ، كانوا يظنون أنه لن يلدغهم مرة أخرى .. إن ذلك سوء تقدير المجرِّب الذي جرَّب المجرَّب ، فواتَتْه ندامة الكُسَعي ..
* نصيحتي للعقلاء من المهرولين إلى مضيق التسوية أن يتدبروا أمورهم ، الآن ، لينأوا بأنفسهم بعيداً عن مسرحية العبث الجارية على خشبة مسرح التسوية المشبوهة ، حالياً ..
* لم أتصور إطلاقاً أن يثبت البرهان في الإيفاء بمطلوبات أي اتفاق يعقده مع مركزية قحت أو أي جهة أخرى .. وحين علمتُ اجتماع تم بين البرهان والرئيس الصيني، شي جين بينغ ، في الرياض ، توقعتُ أنه سوف يتراجع عن الإتفاق الإطاري الذي وقُعه مع حلفاء قحت ، تحت الضغط الأمريكي ..
* الصراع الأمريكي الصيني أشد ضراوةً من الصراع الأمريكي الروسي ، والصين تمضي بخطىً واثقة لاحتلال مكانة الدولة الأولى على مستوى العالم ، خلال عقد من الزمن ، وأمريكا تعلم ذلك ، وذلك مصدر قلقها من تمدد الصين المتتالي في أفريقيا ، وللصين مصالح متجذرة في السودان .. والبرهان يبحث عن نصير لحمايته من أمريكا التي ظلت تهدد وتتوعد كل من (يعرقل) التسوية المشئومة ، مدنياً كان أم عسكرياً .. بل وابتعثت أحد دبلوماسيها المخضرمين إلى السودان لمتابعة سير عملية التسوية ..
* وجد البرهان ضالته عند الاجتماع مع الرئيس الصيني في الرياض .. ومن الرياض ، أرسل الرئيس الصيني تحذيراً للجميع بعدم التدخل في الشأن السوداني ..  و(إياكِ أعني ، فاسمعي يا أمريكا)!..
* إلتقط البرهان القفاز ليتحدى أمريكا من معسكر المعاليق أمام الضباط وضباط الصف والجنود ، وضرب بتهيدات وزير الخارجية الأمريكي عرض الحائط ، ورمى بتحيرات وزارة الدفاع الأمريكية في الزبالة ، وبدأ (يعرقل) الاتفاق الإطاري تمهيداً لرمي الاتفاق كله في أقرب (كوشة) ، وأعلن ما فحواه:-
١- ينبغي ألا تحاول أي جهة أن تختطف الإتفاق الإطاري لمصلحتها الذاتية دون الآخرين أو أن تسعى لاختطاف السلطة (من جديد.)..
* ما هي الجهة التي اختطفت الاتفاق السابق من رفاقها المدنيين؟ وما هي الجهة المتاح لها اختطاف الاتفاق الإطاري الموقّع عليه يوم 5 ديسمبر (من جديد)؟ لا جهة يقصدها البرهان سوى قحت او 4 طويلة (الحِدّية).. ومفردة (من جديد) تلمح إلى اختطاف قحت للسلطة وتجاوزها بنود الوثيقة الدستورية بالمحاصصات المعروفة .. إن في ما قاله البرهان تنصلاً ظاهراً من الاتفاق ، وفوق تنصله من الاتفاق شتيمة بعثها للذين هرولوا إليه لعقد صفقة شراكة، يكون مداد التوقيع على العقد دماء الشهداء ..
2- إن القوات المسلحة حريصة على ألا يمس أي بند من بنود الاتفاق النهائي ثوابت البلاد ..
* لم يفصح البرهان عن تلك الثوابت .. فكلمة ثوابت البلاد مطاطة. للدرجة التي يمكن إدخال ما ليس ثابتاً باعتباره أحد الثوابت ..
3- الإصلاح الحقيقي للقوات المسلحة يشمل التعديلات والإصلاحات في النظم واللوائح المنظمة للعمل وهي (المؤسسة العسكرية) قادرة على القيام بكل ذلك ..
* أي أن المؤسسة العسكرية قادرة على إصلاح نفسها بنفسها ، دون حاجة إلى مدنيين .. ولن تسمح لأي جهة مدنية بالتدخل في موضوع التعديلات والإصلاحات في نظمها ولوائحها المنظمة لعملها .. وأن ذلك شأن عسكري لا دخل للمدنيين فيه ..
4- لا يمانع البرهان أن تعمل المؤسسة العسكرية ، في المستقبل ، (تحت إمرة) حكومة شرعية ومنتخبة يختارها الشعب طبقا لانتخابات حرة وشفافة ، وأنها ستتعاون حاليا مع القوى السياسية لاستعادة التحول الديمقراطي بشرط ألا تحاول أي منها اختطاف المشهد السياسي لوحدها ..
* أي أن المؤسسة العسكرية لن تعمل (تحت إمرة) حكومة إنتقالية ، ولن تأتمر بأوامر رئيس الوزراء القادم ، بمعنى أنها سوف شريكة في الحكومة الانتقاية على نحوٍ ما ، لكن لا سلطان للمدنيين عليها ! وكرر هنا كلمة الاختطاف مرة أخرى، والجهة المقصودة هي قحت أيضاً..
* أيها الناس ، لم يجّف حبر التوقيع على الإتفاق الإطاري حتى أطل البرهان الثعبان برأسه ، وعكف يشطب الاتفاق الإطاري في معسكر المعاليق!.
* وفهم الأب الروحي للتسوية، ياسر عرمان ، مدلولَ الكلام ، فزغرد في منصة (تويتر) شاكياً:-
” إن ‏رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عاد في خطابه اليوم لما قبل الاتفاق … حديث الفريق البرهان اليوم يشكل تراجعاً عن الاتفاق الاطاري ومحتوى العملية السياسية…”
* ” المقدور كان وقع ما بنفع الثكليب!” يا عرمان! .
* لكن كثيرين من أتباع ياسر عرمان لن يفهموا الكلام ، لذا لن يثكلِبُوا ..
* وكلم أحمد عمر وفهم عمر الكلام وكلم عمر عثمان وفهم عثمان الكلام ، وكلم عثمان القط ، وما فهم القط الكلام ..

‫3 تعليقات

  1. وانت فرحان انو البرهان تنصل من اتفاقه ولن تكون هناك حكومة مدنية ولن يعود.العسكر للثكنات !! هذه واحدة من المضحكات المبكيات ولك الله ياسودان

    1. – هو إتَّ غبيان، ولَّا بتتغابى؟!
      – ” قال وانت فرحان…… “، قال! ثم تحسر على السودان!
      – وا سوداناه! وا سوداناه! وا سوداناه! بعض بنيك لا يدرون، ولا يدرون أنهم لا يدرون، ويتكلمون في ما با يعلمون!

    2. اخي العجوز: لا يختلف احد عن سؤء مواقف البرهان ومراوغته لكنه الان يقف امام الحائط بعد تعرضه لضغط هائل دولي واقليمي ومحلي. ومع انسداد الافق السياسي ما هو الحل؟ الاستمرار في التظاهرات الى الابد حتى لو سقط آلالاف الشهداء في الوقت الذي يعمل فيه الكيزان بهدوء وتركيز عالي على بث المزيد من الفتن وخلق الصراعات الاثنية والقبلية وتفتيت النسيج الاجتماعي ام استغلال فرصة الضغط الدولي والاقليمي والمحلي لإحداث اختراق حقيقي؟ ما هي الافكار البديلة للإتفاق الإطاري التي يمكن ان تشكل اساس معقول لحلحلة المشكلة التي يواجهها الوطن؟ واليس بالغريب اخي العجوز ان يركب البعثيون والشيوعيون مع الكيزان في سرج واحد؟ وما الذي يمنع من تكوين حكومة مدنية وتنفيذ الاتفاق الاطاري ووضع البرهان في محك حقيقي ان قبل فبها وان حاول التملص فالشارع بالمرصاد؟

      المشكلة اخي الكريم في الاستبداد بالرأى والتعصب بدون النظر لحالة الوطن والمواطن. الناس تموت من الجوع ومن انعدام الامن والغرق في المحيطات هربا من الوطن المنكوب والسياسيين والمنظراتية لا هم لهم سوى التنظير والكلام الفارغ في الوقت الذي يموت فيه الشباب ويحترق فيه الوطن دون ان يقدموا رؤية بديلة. استاذ عثمان عنده رأي في الاتفاق الاطاري وينتقد ياسر عرمان. حسنا , وما هو الحل الامثل استاذ عثمان؟ نرجو ان تطرح لنا الحل الامثل. ليس دفاعا عن ياسر عرمان لكني احترم موقفه جدا لان الحل المطروح هو افضل ما يمكن تحقيقه في ظل الظروف والتعقيدات التي يمر بها الوطن وهو اتفاق اطاري يمثل بداية يمكن ان يبنى عليها. لك الله يا سودان. اذا دعمت الاتفاق الاطاري وصمت اما بالعمالة او الخيانة او بالجهل. اما الذين يدعون بأنهم افهم منا فلا يملكون حل واقعي ومثالي يطرحونه. كان الله في عون السودان. في سنغافورا بعدما فصلت من ماليزيا ظهر حاكمها وهو يزرف الدموع وقال لشعبه انتهى وقت الكلام. سوف يقود بلدنا العلماء ونحن جميعا نحمل معاول ونعمل معهم لبناء وطننا. هل نحلم بحدوث شىء مثل هذا في السودان؟ لا اعتقد والله المستعان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..