حوار مع السفير السورى

قولوا حسنا

حوار مع السفير السورى

محجوب عروة
[email protected]

على مدى يومين وخمسة ساعات جرى بينى وبين سعادة السفير السورى حبيب عباس حوارا حول ما يجرى فى الشقيقة سوريا من أحداث كتبت عنها كثيرا فى الأسابيع الماضية مؤيدا ثورة شعبها أسوة بالثورات العربية المماثلة فى تونس ومصر وليبيا واليمن اذ لا يمكن لكاتب أوصحفى يعشق ويتمنى الحرية والعدالة والكرامة لوطنه وكل الشعوب ألا يتفاعل مع ثوراتها ضد الكبت والظلم والأستبداد والفساد والدولة البوليسية.
غير أن السيد السفير السورى يرى أن ما يحدث فى بلاده شئ آخر وكان ذلك مثار خلاف بيننا، فسعادته يرى أن الحكومة السورية قد قامت بانجازات اقتصادية هائلة لصالح شعبها وفق برنامج اصلاحى اقتصادى واسع قام به الرئيس بشار الأسد كانت نتيجته نماء كبير وارتفاع فى مستوى معيشة المواطن والسيطرة على الأسعار من التضخم ومحاربة للعطالة وتوسع هائل فى الخدمات خاصة كهرباء الريف، حدث كل ذلك – يقول سعادة السفير- رغم أن سوريا تستورد البترول وتدعم السلع الأساسية.
ويستطرد سعادة السفير بأن أحداثا سياسية سالبة عرقلت وأجلت المسيرة السياسية السورية نحو المزيد من الأنفتاح والأصلاح السياسى المطلوب وعلى رأس ذلك أحداث العراق ومقتل الحريرى فى لبنان ودعمها للمقاومة الفلسطينية التى جلبت عليها أحمالا ثقالا وضغوط دولية هائلة خاصة من الولايات المتحدة أمريكا المساندة دوما للعدو الصهيونى.
أما بخصوص مايحدث فى سوريا من مظاهرات واغتيالات للمتظاهرين فيقول سعادة السفير أن اجهزة الأمن لم تكن التى قامت بالأغتيلات بل هى عناصر لها مصلحة فى تأجيج الأحداث!! وأكد على أن الحكومة السورية عازمة على اجراء اصلاحات سياسية فى الأسابيع القادمة بعد أن قامت بالغاء قانون الطوارئ و سيكون على رأس تلك الأصلاحات تعديل الدستور و قوانين الأنتخابات والأحزاب.
هذا باختصار شديد عرضا موجزا لما قاله السيد السفير مبررا به ما يحدث فى سوريا ولكن ينشأ سؤال جوهرى هل تبرر تلك الأحداث التى واجهتها سوريا عرقلة أوتأخير أى اصلاحات سياسية كان ينبغى أن تتزامن مع الأصلاحات الأقتصادية؟ فمن المعروف أن الأقتصاد والسياسة هما وجهان لعملة واحدة والأقتصاد هو علم البدائل التى تكون فيها القرارات السياسية من ضمن منظومة الأصلاحات الأقتصادية ولدينا مثالا واضحا فى جارة سوريا الشمالية تركيا الكمالية التى بدأت مرحلة الأنفتاح الأقتصادى منذ عام 1946 على يد عصمت اينونو خليفة كمال أتاتورك ثم خلفه عدنان مندريس الذى هزم الحزب الكمالى ومهد لمزيد من الأصلاحات السياسية على يد الرئيس تورغت أوزال وقد أدى كل ذلك لأن يصبح الحزب الكمالى العلمانى(القومى) حزبا طبيعيا داخل المنظومة السياسية التركية الطبيعية بل أجبر الأسلام السياسى التركى ليكون تيارا معتدلا على يد حزب العدالة والتنمية فهل يقتفى حزب البعث السورى ذلك المنهج الحكيم بعد أربعين عاما من احتكار أسرة الأسد الحكم فى سوريا فيجعل منها واحة سياسية واقتصادية بدلا من هذا الأحتقان السياسى الذى لو استمر سيؤدى الى فوضى عارمة تتجاوز حزب البعث نفسه الى فضاآت جديدة سالبة على سوريا والمنطقة العربية بأسرها. ثم هناك اسرائيل التى لم يمنعها الحصار العربى من أن تكون دولة ديمقراطية لمواطنيها تبادلت فيها الأحزاب الأسرائيلية السلطة سلميا منذ قامت فى 1948 وهزمت كل الدول العربية حولها.
المشكلة فى سوريا الآن مشكلة أزمة ثقة واذا أرادت الحكومة السورية اجراء اصلاح سياسى فلا يمكن عمل ذلك من جانب واحد دون مشاركة القوى المعارضة وذلك يحتاج الى اجراءآت وقرارات بناء ثقة مع المعارضين وليس اتهامهم.. تحية لسعادة السفير فالحوار يظل دائما الأفضل وحفظ الله سوريا العروبة والأسلام فى ظل دولة ديمقراطية.

تعليق واحد

  1. أرجو من الكاتب محجوب عروة أن يتحدث عن فساد نظام الانقاذ ( الدمار ) ,أليس نظاما
    انقلابيا كباقي الأنظمة في الوطن العربي ؟ أم هناك ما يمنع الكاتب عن التحدث عن
    فساد الأخوان المسلمين الحاكمين في السودان ؟ على الكاتب اذا كان مهتما بالهم السوداني أن يترك الحديث عن خارج الحدود …

  2. الكيان الصهيوني ( وليس اسرائيل ) ليس به تعددية حزبية بل به حزبان فقط يتبادلان الحكم هما حزب العمل وحزب الليكود منذ أن قام هذا الكيان , تماما كالولايات المتحدة
    وبريطانيا بهما حزبان فقط يتبادلان الحكم ( حزب العمال والمحافظين في بريطانيا )
    و( الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة ) ……

  3. انت مالك و مال سوريا اسع, خليك فى البيهمك
    فى لقاء عن الوضع الامنى فى العراق بث فى برنامج نقطه حوار على ال BBC العربيه كان المتحدث الاول من العراق و الثانى من اليمن, اثار المتحدث اليمنى غضب المتحدث العراقى بارآءه و ما كان من العراقى الا ان قال له:
    اخى اليمنى خليك فى القاد تبعك مالك انت بالعراق

  4. عروة خلاص حليت مشاكل السودان فضل ليك سورية عليك الله بعد تخلص من سوريا شوف سفير زنقة زنقة احتمال تطلع منو بي حاجة مفيدة وتشتهر في الوطن العربي

  5. الشيء الغريب انو محجوب عروة على ما اذكر كان اكثر واحد بكتب عن هموم المواطن والفساد ودا طبعاً صميم عمل الصحفي….لكن من فترة كل كتاباته بقت خارج حدود الوطن ….احسن تعتزل العمل الصحفي وتشوف حاجة تانية….والله ما قريت مقالك ….وامثالك بقوا كثيرين
    نسأل الله السلامة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..