نعي غازي سليمان

بعد الرضاء بقضاء الله وقدره وبمزيد من الحزن والاسى ينعى حزب الاصلاح القومي وجماهيره المنتشرة في جميع انحاء السودان الاستاذ غازي سليمان المحامي الفارس الذي قد ترجل بعد عمر مديد قضاه في المدافعة عن وطنه وظل صامداً لم يبع قضيته ولم يساوم عليها وبرحيله فقدت الساحة رجلاً علماً في مجال القانون والسياسة والدفاع عن الحقوق يشهد له التاريخ بأنه كان منافحاً للمظاليم دون مقابل ونحن اذ ننعيه لا ننعي رجلاً سهلاً فسيفقده قومه اذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر لا نزكيه على الله ونسأل الله العفو الكريم ان يعفو عنه ويرحمه وانا لله وانا اليه راجعون.
نسال الله له الرحمة والمغفرة اللهم ان كان محسناً فزد في احسانه وان كان مسيئا فتجاوز عن سئاته اللهم لا تحرمنا اجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله ( انا لله وانا اليه راجعون )
نسال الله الرحمه له ولامة محمد
الواقع واقع حزين وانا لست ضليع سياسه راينا تباين فى الاراء وكلها تتفق علي ان الموت يجب كل شيء وان السوداني الاصيل لايطعن فى الميت وان للموت قدسيه يجب احترامها وراينا اراء تطعن فى الاموات وتسيء بغضب وراينا من يشكك فى كونهم يحملون الاخلاق السودانيه ؟
ولكن الخلاصه ان وطن كامل ضاع وضاعن قيمه وتهاوت كرامته الي الحضيض وكسرت روح الانسان فيه ؟
لم يعد يعني الناس كثيرا من رحل ومن بقي فالاحياء لايختلفون عن الاموات ولعل للاموات راحة من واقع لايرضي احقر حشرات الارض وان عجب شيوخ الانقاز ودهانقتها الدين امتطو الشعب وابرحوه ويلات واوجاع ستبقي اثارها قرونا ولن تموت مع من يموت ستظل باقيه فى زاكرة هذا الشعب كما مجاعة ٦ وستظل اللامها كما حملة الدفتردار مات الدفتردار وابو الدفتردار ومات عبدالله التعايشي ولكن تاريخهم لايزال لم تمسحه السنين ونتمني للوطن ان يتعافى وان كنا نعتب علي كل من هادن ولان وقال للكيزان نعم وطاطي ليهم علي حساب بلد لايستحق انسانها ان تنهب ثرواته من من كانو بالامس الجياع العراه الحفاه
رحمة الله علي الفقيد وعلي وطن كان مناره تنير ليل افريقيا السودان ارض المليون ميل سلة غزاء العالم يستورد الدقيق يستورد القطن يستورد الخراف يستورد قشة الكبريت يستورد المياه يستورد كل شيء الا الاخلاق لاتستطيع ان تعبر من مطار ومواني السودان ومن يحملها فهو في السجون