مقالات سياسية

الإسلاميين وخديعة الأحياء والتجديد

يوسف السندي

استمعت بالمصادفة إلى فيديو لأحد شباب الإسلاميين يسمى هشام وهو يتحدث إلى بعض الناس مفتخرا بأن الإسلاميين قد بنوا السودان وان مصير السودان مربوط بهم، انحطاط السودان في انحطاطهم وصعوده في صعودهم!! هذا المسكين يظن أن صعود الأوطان يتم عبر الانقلابات وعبر تحكيم شرع القوة، لم يهبط السودان إلا بعد أن صعد نجم الاسلاميين، قبل أن يكون هناك اسلاميون كان السودان بلدا واحدا وحين ظهروا وحكموا انقسم السودان إلى بلدين، فهل هذا صعود الوطن؟! قبل أن يظهروا كان السودان بلدا مسالما يسافر فيه السوداني من بورتسودان إلى الجنينة بلا حراسة ولا طوف عسكري، وحين حكموا حدث الانفلات الأمني وتحولت البلاد إلى حروب متعددة في الشرق والغرب والجنوب واصبح التنقل في بعض المناطق مستحيل وتشرد الناس ولجأوا داخل وخارج السودان، فهل هذا هو صعود الوطن في عهد صعود الإسلاميين؟!!

هذا المسكين الذي يتحدث من منبر مكتوب عليه الأحياء والتجديد يقول ان السودان تطور في ظل حكم الإسلاميين!! واضح انه شاب خرطومي، لم يخرج من الرياض والمنشية ولم يسافر إلى ولايات السودان البعيدة أو لم يسافر حتى الى أطراف الخرطوم، ليرى كيف كان يعيش الناس في عهد الإسلاميين، لو لم يكن يعلم هذا الشاب فإن العاصمة فقط في عهد سلطة الإسلاميين كان فيها ما لا يقل عن نصف مليون طالب أساس لا يتناول وجبة الفطور لضيق ذات اليد في أسرته!! فهل هذا هو صعود الوطن الذي حدث في عهد الاسلاميين؟! أن يجوع طلبة الأساس في العاصمة وعلى مرمى حجر من قصر الدكتاتور ودور المؤتمر الوطني الفارهة!! هل حدث هذا في عهد الطائفية التي يسخر منها ويصف حكمها بالضعف والجوع!!

لو لم يكن يعلم هذا الشاب فإن في عهد الإسلاميين شهد السودان أكبر نزوح داخلي في العالم الراهن، حيث نزح ما يقارب الخمسة مليون مواطن من قراهم ومساكنهم ومزارعهم إلى معسكرات اللجوء والى أطراف المدن الآمنة، فهل هذا صعود الوطن في عهد الاسلاميين؟! هل حدث هذا في عهد ديمقراطية الطائفية التي يفتري عليها؟! هل حدث أن قتل في تاريخ السودان أكثر من ٣٠٠ ألف مواطن في أقل من عشرة سنوات وبسلاح الجيش ومليشيا الحكومة؟! لم يحدث إلا في عهد الإسلاميين، ويسمي هذا الإسلامي المأفون هذا القتل بواسطة آلة السلطة صعودا للوطن بواسطة صعود الإسلاميين!! هو صعود نعم ولكنه على جماجم الضحايا وعلى رقاب الأبرياء، فتبا لهذا الصعود تبا وتب.

ما قاتل الشعب السوداني حكومة مركزية كما قاتل حكومة الإسلاميين، وما ثار على حكومة كما ثار على حكومة الإسلاميين، فهل ثار الشعب أو حاربهم ضد صعود الوطن؟! لو كان الوطن يصعد في عهدهم لما اطاحت بهم ثورة شعبية لم يحدث لها مثيل في تاريخ السودان، ثورة لم يتورع اسلاميو الصعود من دكها بالرصاص ومحاصرتها بالسجون والتعذيب فلم تتراجع أبدا عن سلميتها حتى بلغت النصر المبين واطاحت بأسوأ حكم مر على تاريخ السودان.

نعلم أن بين الإسلاميين رجالا ونساءا افاضل تم خداعهم باسم الدين، وقيادتهم بلا وعي في طريق قيل لهم انه طريق إلى الله ورسوله، ولكنه لم يكن سوى طريق الشر والشيطان، لن يندم الشعب أبدا على الإطاحة بحكم الإسلاميين ولن يحن أبدا إلى عهدهم، ولن يفلح هذا الأحياء التجديدي الذي يقوده شباب كذبة من شباب الإسلاميين الذين بدل أن يعترفوا بجرائمهم ويخاصموا تاريخهم المظلم ويؤسسوا لقطيعة معه ومصالحة مع الشعب والمستقبل، هاهم يريدون أن يعيدوا توزيع ذات البضاعة الفاسدة ولكن في قناني جديدة، نفس السم ولكن في دسم جديد، يظنون أن هذا الشعب (أبله أو عبيط) ويتهمون في حديثهم الطائفية ويرمونها باقذع الألفاظ وهي أشرف منهم وأطهر وانقى في المواقف الوطنية ويكفيها أنها حققت الاستقلال مرتين في ١٨٨٥ وفي ١٩٥٦ ولو كان الاسلاميون يومها موجودين لظللنا تحت نير الاستعمار حتى اليوم، فتبا لإحياءهم وسحقا لتجديدهم.

[email protected]

‫8 تعليقات

  1. هشام عباس شاب واعي ومثقف ومفكر ، وقد شاهدت العديد من محاضراته على اليوتيوب ، وللامانة ف الرجل ينتقد الاسلاميين والكيزان ويحملهم مسؤلية ما اصاب الاسلام باسمهم .. وللامانة ليس هشام وحده ، انما معظم المتحدثين في منبر الإحياء والتجديد يمتلكون من الفكر والفهم ما تفتقره انت وسياسي القفلة ، و المصيبة انكم لم تملوا من تحميل تبعات فشلكم للكيزان ، فبدل ان تحدثنا عن خيبات الكيزان وماسيهم وكلنا نعلمها ، حدثنا عن انجازات العلمانيين والجنجويد والحاقدين .. سئمنا عتاب الكيزان ، ارونا طحينكم و الا دعوا امثال هشام ورفاقه يبحثون لنا عن مخرج .

  2. هشام عباس ، يملك من الوعى والفهم ما تفتقره انت وامثالك واشباهكم من الصحفيين وساسة الغفلة ..
    بل ان هشام ينتقد الاسلاميين وتجربتهم ويحملهم ما اصاب الاسلام خلال فترة سنينهم العجاف ..
    ف بدل ما تمارسه من جبن وغضكم الطرف عن الجنجويد وجرائمهم وشركاتهم وشركاهم من العسكر والعلمانيين وخيباتهم الفكرية والسياسية والاجتماعية ، حدثنا عن ما انجز في عهد العملاء والجهلاء ، فكلنا يعلم ما خلفه الكيزان ، وقد سئمنا قصر مفاهيمكم و حفظنا اسطوانات النقد وشماعة الكيزان ..
    دع هشام ورفاقه فما تطرحه مجموعتهم ( الاحياء والتجديد ) يتجاوز قصور مفاهيم الجاثمين على السلطة بسنين ضوئية .

    1. يا عزيزي إبن النيل و الصحراء إنتا خاشي غلط يا حبيب. الكاتب ما قاصد هشام عباس، هو قاصد هشام أحمد شمس الدين واحد من الوهم بتاعين الإحياء و التجديد (الكيزان الجدد). أكتب في اليوتيوب الإحياء و التجديد حيطلع ليك مجموعة كيزان (حتعرفهم من خلقهم، قبل ما تسمعهم زاتو) من ضمن المجموعة دي حتلقي واحد قميئ متذاكي في شبه كبير من د. مجذوب الخليفة.
      تحياتي

  3. اذا قدم لك ( السم) فى اناء انيق مكتوب عليه ( عسل نحل اصلى من الطب النبوى) فهل تشربه؟؟؟
    المجرب لا يجرب ..
    الشعب السودانى جرب جماعات الاسلام السياسى لمدة ثلاثين سنة
    و جربكم انتم اهل الطائفية ( دكتاتورية السيدين) فى تلك الفترات التى سميت ( مدنية ) و لكنها كانت ( دكتاتورية طائفية ) بعيدة كل البعد عن الديمقراطية الحقيقية التى ينتخب فيها الشعب حاكمه بكل وعى منه بعيدا عن اثر لقدسية دينية طائفية ( صوفية دجلية ) كيف لمواطن يشرب ماء وضوء سيده ن يكون متحررا عندما يكون سيده المبارك هذا هو مرشح المنطقة؟؟؟كيف لمواطن ان يكون حر الارادة عندما يقوم مولانا سيدى الكبير بترشيح ( فلان ) فى دائرة مقفولة و مضمونة ( للانصار ) او ( للختمية)…
    الاحياء و التجديد على الاقل عندهم رؤية تجديدية معاصرة من منظور دينى و لكن ماهى رؤيتكم انتم كطائفية ( هل السودان للسودانيين ) رؤية فكرية ام راتب الامام المهدى رؤية ايدلوجية و هل ( وحدة وادى النيل تحت التاج المصرى ) رؤية فكرية ام ( مولد الميرغنى و الربراق ) للختمية طرح فكرى …
    ايضا الشيوعيين لديهم طرح فكرى قد نتق او نختلف معه و لكن لديهم فكر ..ايضا البعثيين لديهم طرح فكرى بل حتى الاخوان الجمهوريين لديهم طرح فكرى ..اما انتم الطائفية فليس لديكم اى طرح فكرى

    1. يااخى خذلتنا والله..قل ماتشاء فى الكيزان والشيوعبه وغيرهم لكن لا تناصر الطائفية فحتى قادتها يعملون على تغيير مفاهيمها والانطلاق نحو الحداثه.

  4. (نعلم أن بين الإسلاميين رجالا ونساءا افاضل تم خداعهم باسم الدين، وقيادتهم بلا وعي في طريق قيل لهم انه طريق إلى الله ورسوله، ولكنه لم يكن سوى طريق الشر والشيطان).الافاضل ديل ما فتحوا خشمهم ليه ورفضوا قتل المسلمين واغتصاب النساء المسلمات في دارفور..الافاضل ديل ليه سكتوا عن السرقة والنهب وظلم الناس ..صالح عام..ضرب الناس بالسوط في الشارع العام والأسواق واقتيادهم لمعسكرات الدفاع الشعبي ورميهم في جبهة القتال باسم الخدمة الالزامية..الافاضل ديل ظلوا مخدوعين ثلاثين سنة….قول النصيحة مخدوعين ..ولا مخادعين..الكوز كوز..وبس.ومحن الكيزان لن تزول بسهولة..وتنظيمهم مات موتا طبيعيا..لعدم وجود رؤية ..والعنصرية..هل يعقل أن يقول مسلم أن المسيحي الأثيوبي أقرب إلى قلبه من الجنوبي المسلم..قالها كبيرهم..من الاخر ..الكيزان بأسهم بينهم شديد..وحقدهم بينهم دفين..

  5. نقة..نقة.. نقة…الكلام بقروش..طبعا مجان..طرح ايه وفكر ايه..مشاكل السودان الحروب وغياب التنمية والفقر والبطالة والماء والكهرباء والوقود والخبز والدواء والعلاج والتعليم والصحة العامة وتردي البيئة وتكدس النفايات في العاصمة والولايات..الناس تطرح حلول عملية وتتبادل الافكار لتمويل المشاريع الممكن تنفيذها لحل هذه المشاكل الحياتية ..دي الحاجة المهمة بالنسبة الغالبية الشعب….ثلاثين سنة الكيزان عملوا فيها شنو..يوم إعلان خلع المخلوع كنا في صف العيش..وكل المذكور أعلاه كان موجود وسيكون موجود بوجود النقة النقة ..باختصار العندو.. طرح متكامل مترابط محكم ..يكتب كتاب ..كتاب ..كتااااااااب.ياخ البلد دي حتى الصحفيين والكتاب ..لايؤلفون كتب…رحم الله الطيب محمد الطيب ..كاتب ..المسيد..الدوباي..الانداية..فرح ود تكتوك.. وغيرها ..قدم برنامج صور شعبية..وثق للشعب والناس ..وكان شخص بسيط لكنه عملي….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..