مقالات سياسية

نفتخر أننا اسقطنا حكومة حمدوك ! أو محن الجنرال برهان !

أحمد الملك

 

 

أحد أعضاء المجلس الأعلى لنظارات البجا أعلن في فضائية الجزيرة وردا على سؤال الأستاذ أحمد طه ان كانوا يشعرون بالندم لإغلاقهم الميناء الأمر الذي اسهم في اسقاط حكومة الدكتور عبدالله حمدوك ، أعلن الرجل: نحن نفتخر بذلك ! .

مجموعة ترك شاركت المؤتمر الوطني غنيمة الفساد وسرقة صندوق الشرق وحين شعر اللصوص ان اقدام لجنة التفكيك تقترب منهم ، اغلقوا الميناء، بالتآمر مع البرهان الراعي الرسمي لدولة الكيزان العميقة. واشترطوا لفتح الميناء الغاء مسار الشرق وحل لجنة تفكيك التمكين! .

حين هدد ترك بإغلاق الميناء والطريق الرابط بين بورتسودان والخرطوم ، طلب رئيس الوزراء أن تقوم الجهات الأمنية بتأمين الميناء والطريق فاعترض الفريق البرهان! متحججا بأنه يجب ترك الرجل لنعرف ماذا يريد! الرجل نفسه لم يكن يعرف ماذا يريد ، لكن الجنرال برهان كان يعرف ، هو والدولة العميقة التي تختبئ في مكتبه! .

هل يمكن تخيل ان يحدث ذلك في اية بلد في العالم ؟ ان تقوم مجموعة متمردة يقيم قادتها في عاصمة البلاد، بأغلاق الميناء الرئيسي؟ وبرعاية رأس الدولة! تخيلوا لو حدث ذلك في احدى دول الجوار ماذا سيكون مصير هؤلاء (المخزنجية) كما قال عقار؟ من المحزن ان تقوم مجموعة معزولة في شرقنا بالتواطؤ مع دولة الكيزان وهم الذين قتلوا المتظاهرين السلميين في بورتسودان ، ألم يقل عبد الرحيم محمد حسين وقتها : لو لم نفعل ذلك لأُغلقوا الميناء! .

والحقيقة ان المحن التي شهدتها بلادنا في عهد الجنرال برهان لم يعرف لها التاريخ مثيلا ، رئيس دولة أقرب مستشاريه ينتمون لنظام يفترض انه هو نفسه ساهم في الانقلاب عليه ! رئيس دولة يحث مجموعة من المتمردين على اغلاق الميناء الرئيسي لبلده ، رئيس دولة يفض اعتصام الثوار الذين أتوا به الى السلطة ، ثم يستدعي مجموعات من الفلول والمرتزقة يصنع منهم اعتصاما آخر ويشرف على إطعامهم وحراستهم ! رئيس دولة حين فشل بعد انقلابه على تحالف الحرية والتغيير طوال اكثر من عام في تعيين حكومة ، ورغم ذلك كان يلقي باللوم على المدنيين في كل فشل تواجهه حكومته يوميا ! باعتبار ان العسكر معصومين من الأخطاء! ثم يعود للتفاوض مع نفس المدنيين! ، يوقع بيده على اتفاق تسوية معهم صباحا وينقضه ظهرا حين يخاطب جنوده او حين يخاطب مندوبي مبادرات الفلول.

يتبجح أحد افراد مجلس نظارات البجا في فضائية الجزيرة مباشر ، ان البرهان ونائبه هم قادتنا وتاج راسنا فسأله المذيع أو لم يكن حمدوك أيضا رئيسكم وتاج راسكم لماذا اذن انقلبتم عليه واغلقتم الميناء! فقال الرجل (لا فض فوه) نحن نفتخر اننا اسقطنا حكومة حمدوك! . يُصدّق هذا التافه انهم بالفعل اسقطوا حكومة حمدوك! لا يعرف حتى انهم مجرد بيادق تحرّكهم دولة الكيزان وجنرالها البرهان! .

حمدوك تعامل بحسن نية مع عصابة من المجرمين لا تعرف عهدا ولا ذمة ، من خريجي مدرسة المؤتمر الوطني للفساد وموت الضمائر . حين احتجوا على تعيين والي كسلا ، كافأهم حمدوك بالاستجابة لمطلبهم وأقال الوالي ، وكرد على جميله أغلقوا الميناء والطريق!

ليس لديهم أية قضية وليست قضية تهميش اهلنا في الشرق من اهتماماتهم ، بل فقط مصالحهم الشخصية ، والدليل ان المجرم ترك الذي اغلق الميناء لإلغاء مسار الشرق كما كان يزعم ، عاد ليتحالف مع الكتلة الديمقراطية التي ترفض الغاء المسارات! بل اصبح بطل فساد صندوق الشرق، نائبا لرئيس الكتلة! .

يعمل الكيزان بالتنسيق مع جماعة اتفاقية جوبا (المقدسة) للانقلاب! في دعم عسكر اللجنة الأمنية والحرب على الثورة، وفي نفس الوقت يستثمرون بنود اتفاقية جوبا نفسها لإحداث فتن وسط الولايات الأخرى وإنشاء قوات عسكرية تتبع لتلك الولايات عملا بمبدأ (من لم يحمل السلاح لن يحصل على حقوقه!) والغريب انّ اعلان انشاء تلك القوات شمالا وشرقا يتم من داخل العاصمة الخرطوم! فالمتمردين الان كلهم في الخرطوم (ومافيش حد أحسن من حد!).

انها المهازل التي لن تنتهي في هذه البلاد ما لم يتم القضاء وتصفية كل جيوب دولة الكيزان التي تحرّك الان كل خيوط اللعب ، ترعى ثمار بذور الفتن والمصائب التي ظلت تزرعها طوال أكثر من ثلاثة عقود ، وذاك كان نجاحها الوحيد: زراعة الشوك والألغام، ليحصد أهل هذه البلاد المنكوبة الشوك والبمبان والرصاص! .

_________

لابد من حظر المؤتمر الوطني أو اية تنظيم أو تيار يخرج من رحمه ، لأنّ هذا الحزب النازي الفاسد اشاع العنصرية وقسّم أهل هذه البلاد وفصل جزءا عزيزا منها ولا يزال يعمل ليلا ونهارا لتمزيق الوطن.

لابد من لجنة تحقيق دولية في الجرائم التي ارتكبت بحق أهلنا في النيل الأزرق وكردفان ودارفور وقتل المتظاهرين السلميين في الخرطوم.

إصابات المتظاهرين تكون كلها في الرأس أو الصدر أو البطن ، تهدف كلها للقتل وليس لفض التظاهرات ، لابد من تحقيق دولي في استخدام النظام الانقلابي لأسلحة محرّمة دوليا في اغتيال المتظاهرين السلميين.

الحرية للمناضل محمد آدم توباك ورفاقه .

من دون تفكيك النظام البائد واستعادة الأموال المسروقة ومحاسبة مرتكبي جرائم القتل والتعذيب ، لن يتوقف الموت والانفلات الأمني والنهب وتهريب الموارد في هذه البلاد..

تنظيف الأجهزة الأمنية والعدلية من نيابة وقضاء من الكيزان، يجب ان يكون على رأس أولويات الثورة والا فإن مهزلة إلغاء قرارات لجنة التفكيك سوف تتكرر وسوف لن تتحقق أية عدالة او محاسبة للمجرمين.

تعليق واحد

  1. كيف، تحياتى ليك. جيب حل من غير حمل السلاح ضد من يتخذ من قتل المواطن و اجب حتى الجاى هروبا من جفاف بينه و عقله الاشد كفرا و نفاقا، سلامى لكل شيعة و سنة كمان، سودانى. و ميرى كرماس. عاطف التانى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..