أنا عمر البشير فرعون هذا الزمان

زين العابدين صالح عبد الرحمن

قد أورد القرآن المجيد, قصص كثيرة من التاريخ, لكي يثبت بها قلوب, و يوأدوا أنبياءه رسالتهم, رغم التحديات التي يواجهونها في مجتمعاتهم, و في نفس الوقت دروس و عبر, يعتبر المؤمنون بها في حياتهم, فجاءت قصة فرعون مع نبي الله موسي عليه السلام, و تعددت قصص فرعون في القرآن, لتعدد سلوكيات و ممارسات الطاغية فرعون, و أهم شيء في قصة فرعون قوله لقومه ( أنا ربكم الأعلى” و هذه المقولة ليست جملة وردة علي لسان الطاغية, في أحدي خطبه, أو قيلت في لحظة غضب, أو لحظة تفاخر بالذات, أنما كانت تمثل منهجا في الحكم للرجل, أذاق شعبه فيه ألوان من العذاب و الاضطهاد, و لكن أهلكه الله لكي يكون عبرة لكل الطغاة من بعده, و لكن تتغير صور الطغاة و ممارساتهم في الحياة, و يجرون شعوبهم إلي الهلاك و عدم الاستقرار.
يسير الرئيس البشير علي ذات خطوات فرعون, بوقع الحافر علي الحافر , كأنما أخذ الرجل ذات المنهج من صاحبه, دون أن يكون بين الناس الذين حوله, من يدله علي الصراط المستقيم, أو يشير إليه بقولة حق يكسب أجر حديث الرسول صلي الله عليه و سلم (من رأي منكم منكرا فلغيره بيده أو بلسانه أو بقلبه و هذا أضعف الإيمان) فالرجل أرهق دبلوماسييه, الذين يحاولون إصلاح تصريحاته و أخطائه, و لكنهم لا يستطيعون أن يقدموا له النصح, خوفا علي كراسيهم و مواقعهم, و حتى لا نطلق القول علي عواهنه, تعالوا نتتبع بعض من كثير في سلوكيات رجل من المفترض أن يكون غدوة لشعبه “و لكم في رسول الله قدوة حسنة” ربط القرآن القدوة بالفعل الحسن لذلك حس الرسول المؤمنين أن لا يكونوا طعانين أو لعانيين و فحشاء في القول أو بذيئين و كل من يسلك هذا الطريق قد ضل هدي الإسلام مهما كان مسوغاته.

في عام 1995 وقف الرئيس البشير في بورتسودان, يدعو المعارضة لحمل السلاح, إذا كانت تريد السلطة, و بذلك دفع البشير المعارضة دفعا لحمل السلاح, باعتبار أنه الخيار الوحيد في منهج الرجل لتداول السلطة, و حملت المعارضة السلاح, و كان علي حساب اقتصاد البلاد و معاناة الشعب, و بمنهجه هذا راحت الآلاف الأرواح من شباب هذا الوطن, لأنه حديث يفتقد للحكمة و النظر الثاقبة للمستقبل, ثم عاد و تراجع عن حديثه, بعد ما أعطي المعارضة حجة قوية في المحيط الإقليمي و العالمي ضد النظام, الأمر الذي فرض علي النظام حصارا ثم عقوبات و هي حقيقة علي الشعب.

بعد انفصال الجنوب وقف في ولاية ” القضارف” يتحدث عن ليس هناك تنوعا و قال ” ما في هناك دغمسه و تنوع و غيره” كان حديثا تنقصه الحكمة و عدم دراية بواقع السودان, و أعطت معارضة النظام أيضا حجة, إن النظام ذاهب في عملية التطهير العرقي و عدم احترام ثقافة و معتقدات الناس, حيث إن السودان دولة متنوعة الثقافات و الديانة, و قد هيجت منظمات حقوق الإنسان ضد النظام, مستدلة بحديث رئيسه, هل أن الرئيس البشر لا يستطيع أن يعيش إلا في التوترات, أم إن المنابر تصيب الرجل بنوع من الشوزفرينية, لا يدري ما يقول, و كل ذلك علي حساب الاستقرار و السلام في السودان.
بعد احتلال هجليج وأدان العالم الغزو, و طالب حكومة الجنوب بالانسحاب, و قف الرئيس أمام جنوده يطالبهم بمواصلة القتال و دخول جوبا, الأمر الذي أعطي حكومة الجنوب تبريرا لعدوانها, ثم بعد ذلك بنت إستراتيجيتها الإعلامية علي تصريحات الرئيس البشير, أنها تتعرض لقصف من قبل المقاتلات السودانية, و قصف مدفعي لمدنها من قبل المدفعية السودانية, كل تلك التصريحات تؤكد أن الرئيس البشير يعمل دون إٍستراتيجية واضحة, ثم جاء بوصفه للحركة بأنها حشرة, و استغلت من قبل دولة الجنوب في قضية عنصرية و تسيء للإنسان, الذي كرمه الله مهما كانت ديانته, كل تلك زيادة أرهق بها الدبلوماسية السودانية, التي حصرت جل عملها في تبرير حديث رئيس النظام, و تبدل الحال بتلك التصريحات, إن الدولة السودانية هي التي تتعدي علي دولة جنوب السودان, و الغريب في الأمر إن حاشيته لا تنقده أو تنصحه أو تقدم صائب القول للرجل.

و أيضا في قضية الصراع في وزارة الإعلام, تدخل الرجل دون حكمة, و وضح أن النظام يعمل دون لوائح أو قوانين تنظم العمل و تحدد المسئوليات, و تدخل الرئيس قد ورط الرجل و مازال الاتهام قائما, باعتبار إن الاتهامات في تبديد المال العام لا يعالج بقرارات, أنما يعالج بلجان تحقيق, هي التي تبرئ أو تدين, رغم معرفتي الخاصة بالسيد عوض جادين, منذ أن كان في منظمة الدعوة الإسلامية, ثم مديرا للإذاعة, و اقسم أن الرجل لا يدخل مليما واحدة في جيبه دون حق, و لكن مشكلة عوض جادين أنه لا يعرف البيروقراطية, حيث أنه يستطيع أن يصرف كل ما عنده من ميزانية من أجل تطوير العمل و الارتقاء به, و هو الذي حول الإذاعة السودانية من “خرابة عمرانية” إلي مؤسسة تعتبر في مصاف المؤسسات العالمية, مجهزة بكل الأجهزة الحديثة, و لكن كل ذلك لا يعتبر تبرئة للرجل, إلا بلجنة تحقيق, و بقرار الرئيس يكون قد ورط الرجل أكثر, و السؤال لماذا لم يبق علي لجان التحقيق, أليس قرارا تنقصه الحكمة في معالجة القضايا الإدارية.

كل هذه الأشياء و هي قليل من كثير, و لكن أوردناها من باب ضرب الأمثلة, لتأكيد القول أن الرئيس البشير لا يقبل النقد و لا يقبل النصح, و بالتالي هو يجئ في الوظائف برجال مهمتهم الأساسية أن يرددوا ما يقوله الرئيس, و يصفقون له رغم معرفتهم أن مثل هذا الحيث فيه ضرر علي السودان و يؤدي إلي السلام و الاستقرار, رغم إن الإسلام يمنع ذلك أن لا يكون المسلم ” ديوس” إذا أصلح الناس أصلح و إذا أساءوا أساء, فهم حاشية تهمها الوظائف التي تشغلها, و ليس لديها قضية بما يقوله الرئيس, مادامت وظائفهم باقية, و لا تتأثر بقول الرئيس, و الذي يؤثر علي وظائفهم تدخلهم بالنصح, حيث أن الرئيس عندما يقف في المنابر العامة حقيقة يورط كل البلاد و يزيد من معاناتها, و يخلق تحديات جديدة, و يعطي معارضته و أعدائه فرص عظيمة في إدارة المعركة ضده, و هذا طريق الطاغية, أنه لا يستفيد من أخطائه, و لا يستطيع أن يعالجها, فالفرعون في التاريخ كان هلاكه جراء سياسته, و الرئيس لم يتعظ بالأحداث, و لا يسمع إلا صدى صوته, و جعجعت من هم حوله, الذين لا يجيدون غير التصفيق, حقيقة أن إدارة البشير و خطاباته, هي ظاهرة جديرة بالدراسة, لآن لا مثيل لها في كل تاريخ السياسة في العالم, و حتى غريبة علي سور القرآن هي ظاهرة عالمية فريدة, و نسأل الله أن يكون في عون الشعب و البلاد, و الله الموفق.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. في سالف العصر والأوان كان هناك ثلاثة اوبئة قاتلة تدعي الأيدز والسرطان والكيزان هذه الاوبئة حصدت الزرع والضرع والولد في بلاد السودان وحينها صاح الديك وسكتت شهرذاد عن الكلام المباح
    ……. الديك صاح فهل نري شروق الشمس في السودان ؟ المجد للثوار

  2. يا أستاذ، من ينصح من؟ ثم هل هذا المسخ قابل للنصح؟ الرجل بصراحة “عُر” بضم العين. فهو عندما يقف ليتكلم لا ينفع معه نصح و لا غيره، إذ يواصل “العرارة” إلى أن تنضب كلماته و يجف ريقه، ثم يلتفت ليجد من يفترض أن ينصحوه يصفقون له، بل يرفعون السبابة مكبرين، و يحسبهم السامعون يكبرون الله، لكن في الواقع فإن تكبيرهم ينصرف إلى كراسيهم، و العياذ بالله.

  3. قولك ان الرئيس القائد عمر حسن البشير هو فرعون افك وبطلان فلقد قال الكفار عن الرسل والانبياء انهم سحره ومجانيين بل قالوا افتراه وغيره من الالفاظ فلقد تشابهت قلوبكم فبئس القوم الضاليين فها انتم تقولون الكيزان وغيره من الالفاظ التى تقدحون بها فى الدين عن قصد او بغير قصد وسوف تصحدون حصائدالسنتكم واستهزاهاتكم
    اما فرعون فقد قال انا ربكم الاعلى اما البشير فلقد رفع راية الله اكبر الله اكبر عاليه وبصوت عالى يسمعه القاصى والدانى وتمسك بهذا الشعار (واتخذه منهجا للحكم ودستورا للبلاد )وبسبب هذا الاعلان واجه الرئيس اعداء الله والمنافقين والكفار والعلمانيين اللذين لا يريدوون ان يسمعوا هذا القول
    الله يهديك يازين العابدين عد الى رشدك ولا تتبع اهواءك فتضل ولا تكون غوغائيا تردد ما يقوله سداتك وكبارئك فانهم لن ينفعوك دنيا واخره هذه نصيحه اخويه لك ولامثالك اللذين يسيرون فى هذا الدرب دون ادراك والله من وراء القصد

  4. بشبش ذره كلب في طاحونه والكهربه قاطعه

    سبحان الله لكن يمهل ولا يهمل

    ربنا أمهلكم كفاية لانه كذبتو بي اسمو

    الغريبه بقيتو بتحاولو تغشو ربنا بي كلامه

    دي اسمها دعوه المظلوم

    يكون واحد مسكين كان فاتح بيت كبير بي وظيفه و ساتر أوسره وانتا نزلته صالح عام

    والاسره أتفرتقت وكل زول بقي في دوله

    والأولاد سابو القرايه وشاغالين

    والأبو من شدة شوقو لي ولدو يكون دعا وقال حسبنا الله ونعم الوكيل فيك

    وربنا يورينا فيكم يوم يا سفله

    أها قروشك دي ممكن تشتري ليك أي حاجة في الدنيا الا الحريه

    فرعون ما كان عارف نهايتو

    لكن بشبش عارف نهايتو كويس

    وده ياهو البجيب الجقلبه

  5. يا اللي اسمك محمد عادل، هل تشبه هذا الأفاق بالرسل و الأنبياء؟ اسمع ما قاله لصحيفة القوات المسلحة قبل أن تصبح مليشيا للمؤتمر الوطني “…فقد قال الكذاب لجريدة (القوات المسلحة) بتاريخ الاثنيـن 3 يوليو 1989 : (إننــي لا انتـمي إلي أي حـزب ديني او غيـر ديــني، ونـحن كـضباط ننتـمي للقوات المسـلحة فقـط لان الانتمـاء ليـس من طـــــبـــعـــنا كعســكـريـيـن. وقال إنـني حـتي في مـرحلة الثانوي لـم انتـمي إلي أية جـهة سيـاسيـة)!!.

    هل هذا الكذب و المراء من شيم الرسل و الأنبياء؟ بعين حكاية المتاجرة بالدين دي انتهت خلاص. و إذا سألناك سؤال بسيط، و سيب السياسة، ما هو قائل لرب العزة عنما يسأله عن إعدام مجدي و آخرين؟ و بماذا تنصحه انت ليجيب على ذلك؟ دا دين مش لعب يا محمد يا عادل.

  6. راية الإسلام يأأخ محمد عادل ترفع بالصدق والمعاملة السمحة والأمانة والعدل وتطبيق أفعال الرسول صلي الله عليه وسلم في كل شي والمسلم من سلم المسلمون من أفعالة ولسانة ويده وكل الصفات دي غير متوفرة في البشير يا أخ محمد .الإسلام دين محبة وتسامح وليس دين بيوت أشباح وليس التنكيل بكل من قال كلمة الحق في وجه هذا النظام يوصف بالخائن وعدو الله والوطن …البشير فات فرعون ولكن رب العباد يمهل ولا يهمل ولكل بداية نهاية والظالم مصيره معروف … خذ مثال يااخ محمد بن علي مبارك القذافي عبد الله صالح بشار والدور الجاي علي البشير بإذن الله

  7. و حتى لا نطلق القول علي عواهنه, تعالوا نتتبع بعض من كثير في سلوكيات رجل من المفترض أن يكون غدوة لشعبه ”

    يكون غدوة ولاّ عشوة ؟!!. المقارنة بين البشير وفرعون مقارنة غير موفقة مطلقاً هدانا الله واياكم .

  8.  هذا المقال فيه تجاوز كبير للحقيقة وكانه يريد ان يضع كل أللوم على البشير ..يا آخى مستشارى و مساعدى الرئيس السوداني اكثر من معاونى رؤساء الدول المتقدمة و الغنية… واغلبهم يحمل شهادات عليا من دكتوراه و غيرها فى مختلف ضروب العلم قانون،، اقتصاد،،، فيزياء.،،،،، شريعة الخ …. يا آخى هذة سياسة جماعية مؤدلجة …. هذا نظام ماسوني هدفه هدم الأديان السماوية والقيم والأخلاق السودانية … كل خطابات الرئيس معدة سلفا بواسطة هذا التيم اللئيم الباغى الإثم … هؤلاء يعرفون تماماً ما يعملون….
    ان فرعون و هامان و جنودهما كانوا خاطئين  … الله لم يقل فرعون فقط   بل شمل معه مستشاريه و جنوده …. نعم منظومة الكيزان كلها بشير لا فرق …. هذا عمل جماعى شيطانى من البشير لأصغر واحد فيهم  

    كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ

    وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا

    بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا

    إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا

  9. اتعجب فى الشعب السودانى .. بلادهم تضيع امام اعينهم ولا يتحركون .. هذا البشير يعانى من ازمه نفسيه بالغه وهو اشبه بالمجنون .. تخلص من الجنوب .. وتنازل عن حلايب لمصر والفشقه لاثيوبيا .. وهو على استعداد ان يقدم كل شئ مقابل سلامته الشخصيه من سجون لاهاى بعمره السرمدى الطوووويل ..

  10. فى اواخر ايامه قال المرحوم جعفر يخيت لمنصور خالد : إن النميرى صنم صنعناه بأنفسنا والله وحده هو القادر على تخليصنا منه الآن !!
    أما البشير فهو فرعون صنعه الكيزان بأنفسهم فطغى وتجبر وقذف بمن صنعوه الى مزبلة التاريخ
    المشكلة أن الساسة فى السودان لايتعظون من التاريخ ويتهيأ لهم انهم يستطيعون ان يأتوا بأى عسكرى بليد
    ليضعوه على رأس السلطة لكى يتحكموا فيه ويحكموا من خلاله ولكن مايلبث ان يطيح بهم ويفسد ويخرب البلد
    ويكون السودان والشعب المسكين هوالخاسر الوحيد … لابارك الله فيك ياحسن الترابى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..