مقالات وآراء

المؤسس حمدوك غير مرغوب فيه

ياي مجوك

(1)
وانا أتصفح لصفحة السعادة السودانية التي تنشر عناوين الصحف السودانية و مقالات لكتاب الرأي والصحفيين السودانيين، وإذا لفت انتباهي و نظري عبارة مكتوبة في لافتة أحد الثوار (الثورة+ حمدوك = الثورة،
الثورة_حمدوك =الثورة، #اوجد قيمة حمدوك).

في الحقيقة تلك العبارة تحمل دلالات ومعاني جمة لا يسعنا المجال للغوص في شرح مضمونها، ولكن إذ أنها تنم على الرفض القاطع للشارع السوداني على الإتفاق الإطارى الذي أبرمه الدكتور عبدالله حمدوك مؤخراً مع العسكر و إرجاعه لرئاسة مجلس الوزراء، وكما تنم أيضاً على سقوط المؤسس في نظر الثوار الذين انشطروا وانقسموا ما بين مؤيد و معارض للإتفاق الذي قال عنه المؤسس (الدكتور حمدوك)، بأنه تقبل بها لحقن دماء الثوار (شعلة) الثورة السودانية المجيدة التي لم يتحقق اهدافها السامية بعد حسبما نراه.

(2)

إن المشهد السوداني بات معقداً للغاية ويصعب التكهن عنها وخاصة عقب الإتفاق الإطارى الأخير الذي أدى إلى تقسيم جل المكونات والقوى المدنية وتجمع المهنيين إلى مجموعات موازية بين مؤيد ورافض لما حدث، إذ نعتوها بشرعنة الإنقلاب، بالرغم من التعديلات الأخيرة التي قامت بها رئيس الوزراء بإقالته لمدير الشرطة ونائبه، إلا أن الأمر مازال كما هي عليه دون وجود أي تغيير يذكر في التعامل الخشن الذي يقوم بها منسوبي القوات الأمنية مع المواطنين أثناء المظاهرات السلمية.

(3)
وأعتقد جازماً إن استمر الوضع كما هو عليه إقتصاديا و سياسياً في البلاد سوف لن تصمد مطالب الثورة السودانية التي سرقتها ومزقها العسكر وبعض القوى المدنية التي تبحث عن مصالحها بعيدا عن أهداف الثورة المجيدة التي شعارها حرية وسلام وعدالة

(4)
بما أن الشارع السوداني النابض كان يكن احتراماً لا مثيل له للدكتور حمدوك، إلا أن شرعنته للإنقلاب بات خصما عليه ولمستقبله السياسي بلطخ يديه بدماء شهداء ثورة ديسمبر المجيدة الذين لقوا مصرعهم برصاصة القوى الإنقلابية، بيد أن ذلك سيظل جرما لا يُغتفر عنه، إن لم يقم بتكوين لجنة لتقصي ومحاسبة المتورطين الذين قتلوا المتظاهرين وخاصة مجزرة القيادة العامة، وبقية المواكب التي قتلت فيه الثوار بوحشية بالغة عبر رصاصات القوات الأمنية المختلفة.

لذا على الشعب السوداني المعلم عدم تفويت الفرصة الذهبية لإجبار وضغط العسكر ومعاونيهم المدنيين بتسليم السلطة للمدنيين، غير مأسوفين عليهم لحفظ ماء وجههم وإلا ستظل ذلك الأعمال والتعامل الغير أخلاقي والوحشي مع الثوار خزياً وعاراً في جبينهم للأبد كما يجب على هؤلاء الإنقلابيون أن يعوا إن التاريخ لا يرحم ولا يمحو بل ستظل تروى للأجيال القادمة.

(5)

نافلة وفقاً لمتابعتي للشأن السوداني أعتقد أن الدكتور عبدالله حمدوك أصبح قاب قوسين أو أدنى وخاصة بعدما لطخ يديه الطاهرة بدماء شهداء الثورة. و دون إغفال دوره الإيجابي الذي قام به طوال السنتين الماضيين، إذ أزيلت السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب و الخطوات التي أقدمت عليه لإعفاء الديوان المتراكمة والتي بلغت رد حوالي ال58 مليار دولار تقريباً لولا الانتكاسة الأخيرة قس إلى ذلك إعادة سمعة السودان بعدما عزلت دولياً، برغم من ذلك أنه أصبح غير مرغوب فيه.

ستنهض غدا يا وطن…

[email protected]

‫7 تعليقات

  1. (لإجبار وضغط العسكر ومعاونيهم المدنيين بتسليم السلطة للمدنيين، غير مأسوف عليهم لحفظ ماء وجههم)!!
    عندما تقرأ العبارة اعلاه والكثير من الحدبث الذي يتردد عن العسكر والمدنيين يخيل اليك ان هؤلاء المدنيين هم ملائكة نازلين من السماء او انهم سيحلوا مشاكل السودان العصية أو ان الأمراض التي توجد في العسكر لا توجد لدى المدنيين وان المدنيين محصنين عنها!
    الحقيقة المرة للغاية أن العسكر واقعيا ورغم قمعهم ودكتاتوريتهم افضل بكثير من مدنيين متنافرين مصلحجيين همهم المناصب وهمهم الفساد ويكفي دليلا على ذلك أن مريم الصادق وقبل ان تتوهط في الكرسي كويس تدخلت في تعيينات الخارجية فتم استبعاد المتفوقين بامتياز وتم تعيين من فشلوا في الامتحان لأنهم من حزب المنصورة!! المدنيين بعد ان يعيثوا فيها فسادا ويوصلوا لقناعة انهم يستحيل أن يقودوا البلاد يقوموا بتسليمها للعسكر!
    لذلك لا اعتقد انك يمكن أن تحقق حكما مدنيا متقدما بينما انت متخلف في جميع النواحي بما فيها الجانب الاخلاقي بعدم صون الامانة التي اودعت لك.
    المدنية في السودان كلمة حق لا تقود للحق للاسف الشديد أو هكذا يقول تاريخ السودان!!

    1. الحقيقة المرة للغاية أن العسكر واقعيا ورغم قمعهم ودكتاتوريتهم افضل بكثير من مدنيين !!!!! هذه حقيقة بالنسبة للكيزان والمرتزقة لا نغالطك فيها ما دمت كوزاً فهذا من حقك وانتم ادرى بمصالحكم

  2. تأكدوا تماما وفى هذه المرحلة الحرجة التى يمر بها الوطن داخليا وخارجيا ولعدة أسباب لابد من وجود السيد حمدوك وإلا أننا لانقرأ الواقع لا أقول جيدا بل لانقرأه خالص .. !!

  3. ياي مجوك عليك الله شوف ناس مجوكاتك علي
    وين بعدماالله ريحنامنكم ومجوكاتكم دي

  4. لا احد يغفل دوره الرئد ولكن رجوعه لرئاسة مجلس الوزراء بضغط من العسكر فتح الباب امام مصراعيه للعسكر بالقيام بما يريدون وما يتعرض له الثوار غير دليلا على ذلك، فهنا تكمن الخلل والمعضلة الحقيقية اخي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..