دارفور.. طعم العافية

زمان مثل هذا

دارفور.. طعم العافية

الصادق الشريف

? هل سمعتم ما الذي قاله مزارعو دارفور في الأسبوع الفائت؟؟. ? لم يتحدثوا عن النهب المسلح الذي يقطع الطريق على قوافل البضائع التي ترد إليهم!!.. ولم يشكوا الهجوم المتكرر على مزارعهم.. ولا على القرى والبوادي التي يقطنونها..!!. ? بل ولم يدينوا الحكومة ولا الحركات المسلحة في تماطلهما المعلوم في تحقيق السلام في الإقليم المحترب!!. ? فبعيداً عن كلِّ ذلك.. قالوا.. وأدانوا.. وانتقدوا على لسان اتحاد المزارعين بـ (ولايات دارفور الثلاث) عدم تنفيذ الخطة الموضوعة في برنامج النهضة الزراعية بمناطقهم حتى الآن 2011م.. بالرغم من بدء تنفيذ البرنامج منذ العام 2008م. ? وكشف محمود الطاهر رئيس اتحاد محلية شعيرية بولاية جنوب دارفور عن عدم استفادة المزارعين من هذه البرامج في النوحي الفنية عبر الدخول الفعلي لدعم الزراعة بالدراسات و توفير مدخلات الإنتاج الضرورية. ? نقول لهم: مرحباً مزارعي دارفور.. لقد طالت بنا الطيَّل.. لقد اشتقنا لسماع صوتكم.. لقد طغت قعقعة الرصاص على صوتكم فلم نعد نسمع سواها.. وتعالت عندنا في صحفنا وقنواتنا الفضائية أصوات الأخبار الحربية.. أخباركم.. على أصوات الزرع والضرع.. فليس في الفضائيات عنكم إلا نازحٌ أو مقتول. ? مرحباً بكم.. ? أهلنا الطيّبون في دارفور.. أمّا سؤالكم عن برنامج النهضة الزراعية فنقول لكم أنّه قد فشل في مواسمه الفائتة.. ذات المواسم التي قلتم أنّه لم يمولكم فيها.. فشل في الجزيرة والقضارف والشمالية.. ولكنّنا نشكر لكم أنّكم سألتم عنه.. سؤالكم بالدُنيا. ? وأيمّ الله.. أنّني لم اسمع خبراً عن التنمية في دارفور لعدة سنواتٍ خلت.. إلا في المؤتمرات التي تعقدها الحكومة من أجل (تنمية دارفور.. وما إلى ذلك) .. وهي مؤتمرات لم تتحرك أبعد من القاعات التي عُقدت فيها. ? ولا أجزم بأنّ الزراعة في دارفور قد رجعت إلى سابق عهدها.. أو أنّها سوف تعود في القريب العاجل.. ولكنّ المريض حينما يشتم رائحة العافية.. يدخل يده إلى الطعام.. ثُمّ يزمجر (دا ملحو كتير.. دا ما فيه شمار.. ليه ما جبتو ليمون؟؟). ? وضع ذلك المريض الذي بدأ يتذوّق طعم العافية مشابهٌ لوضع مزارعي دارفور.. الذين لم ينتبهوا لبرنامج النهضة الخمسية الزراعية (2007م ? 2012م) إلا في هذا العام.. وحينما انتبهوا له.. انتقدوه.. مثل بقية مزارعي السودان.. وأتمنى أن تكون انتباهة عافية. ? الوضع على الأرض تسنده الكثير من المتغيرات التي ترفع (درجة العشم) في وضع مختلف بدارفور.. فالعدل والمساواة أقعد بها الوضع في ليبيا وتشاد.. وعبد الواحد ليس عبد الواحد (الزمان).. ومناوي .. والحكومة تبدو كمن أثابه (الفتر) من تطاول الحرب.. وعلى العموم الوضع في دارفور ليس كذي قبل. ? والاتفاقية الجديدة (الدوحة 2011م).. ورغم التشاؤم الذي يحيط بها إلا أنّها أيضاً ترفع درجة العشم.. ? و.. لـ (نتفاءل خيراً) علنّا نجد الخير.

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..