كفى تأجيجا للفتنة

كلام الناس
كفى تأجيجا للفتنة
نور الدين مدني
* لسنا في حاجة إلى تأكيد أهمية المواقف التضامنية ليس فقط وسط ابناء المهنة الواحدة وإنما وسط كل بنى البشر الذين كرمهم الله في محكم تنزيله دون إن يعنى ذلك الدفاع عن الخطأ- إذا إفترضنا ان هناك خطأ يستحق المساءلة والعقاب.
* أننا لا ندافع عن زملائنا المعتقلين تحفظيا من الزميلة (رأى الشعب) بحكم العصبية المهنية رغم أهمية هذا الإعتبار ولكننا نرى ضرورة حسن معاملتهم لحين تقديمهم للمحاكمة أو إطلاق سراحهم.
* إننا نحترم القانون الذي تم بموجبه إعتقال زملائنا في (رأى الشعب)، رغم إعتراضنا على الصلاحيات التى أعطيت لجهاز الأمن والمخابرات الوطني والتى بموجبها تم هذا الإعتقال ولكننا ضد سوء إستغلال هذا الحق في أية مرحلة من مراحل التحقيق وجمع المعلومات.
* إن المرحلة السياسية التى دخلت فيها البلاد عقب الإنتخابات تعتبر إمتحاناً حقيقياً للحزب الغالب بحكم نتيجة الإنتخابات الرسمية أن يعزز سيادة حكم القانون ويمد جسور الثقة مع الآخرين بمزيد من الإنفراج السياسي السلمي بعيداً عن قهر الآخر ومحاولة قمعه سياسياً وفكرياً.
* مد جسور الثقة ينبغى ان يشمل أيضاً حتى حملة السلاح مع إختلافنا في منهجهم الذي إرتضوه لأخذ حقوقهم والاستجابة لمطالبهم ولا نستثنى هنا حركة العدل والمساواة التى يقودها الدكتور خليل دون ان يعنى ذلك الخضوع التام لشروطه.
* سبق ورحبنا بما تم في إنجمينا والدوحة من إتفاق إطاري ووقف لإطلاق النار ونرى أن يستمر الحوار مع حركة العدل والمساواة ومع الآخرين، خاصة حركة التحرير والعدالة التى يقودها الدكتور التجاني سيسي ومازلنا نناشد كل الحركات الدارفورية لتوحيد منبرها التفاوضي للإسراع بإستكمال السلام في دارفور.
* كل ذلك يتطلب تنقية الأجواء السياسية والبعد عن كل ما يعكر هذه الأجواء من تضييق على الحريات مهما كانت الأسباب والمبررات فالتحديات التى تجابه البلاد تحتاج إلى تضافر الجهود، وهذا لا يتم بطمس الهويات او تهميش الآخر أو عزله أو حبس رأيه وحريته أو إمتهان كرامته فهذا يؤجج نيران الفتنة اكثر.
السوداني