مقالات سياسية

الفشل الماثل والحزب الفاشل

نتفق جميعاً أن السودان يعيش حالة لا يحسد عليها، وهو يعتبر واحداً من أكثر الدول المأزومة بالمشاكل الداخلية والخارجية، فهو يعاني من أزمة في الاقتصاد والصحة والتعليم والسلام والبيئة والمواطنة وغيرها الكثير، هو دولة تغلي بالمشاكل والصراعات المستفحلة والمتزايدة التي ظلت تنتجها سياسات الحزب الحاكم طيلة 28 سنة، حتى أثبت اليوم فعلياً إنه حزب عاجز عن التفكير والتدبير، فمشاكل السودان لا تحتاج إلا إلى نكران ذات والعمل من غير شعارات، ولكن المؤتمر الوطني يملك قدرة فائقة على صناعة الشعارات والقيام بالأنشطة الاستعراضية الزائفة التي لا تقدم للبلد حلاً ولا تخدم قضية، فكم من مؤتمر عقده وصرف عليه لينتهي إلى توصيات لا تنفذ، ولو وجه ما يصرفه عليها للمصلحة العامة لقام بحل مشاكل كثيرة، فكم من مريض لا يجد الدواء وكم من جائع لا يجد الطعام وكم من عارٍ لا يجد الكساء وكم من أمي لا يجد التعليم والقائمة تطول.

أمس واليوم يعقد المؤتمر الوطني بمشاركة كل من الحزبين الشيوعيين من دولتَيْ فيتنام والصين ما يسمى بالمؤتمر الفكري الثاني لقطاع الفكر والثقافة بالحزب، تحت شعار(نحو حوار مؤسسي لقواعد النهضة وبناء الأمة)، وأيضاً بمشاركة عدد من المفكِّرين من داخل البلاد وخارجها ومن الدول الأفريقية والعربية والأوروبية، المؤتمر يناقش (مشكلات وآفاق التنمية حول العالم) بالاستفادة من تجارب الدول وتعميمها دعماً للتنمية، كما أن المؤتمر حسب تصريح الحزب يرنو إلى إبراز أوجه فكرية واقتصادية جديدة قادرة على مواجهة الفشل الاقتصادي الماثل، بالإضافة إلى أوراق للمقاربة الثقافية لقضايا التنمية والحكم الراشد وعرض نماذج التنمية الليبرالية في دولتَيْ فيتنام والصين.

الأسئلة التي تفرض نفسها هنا، ماذا يستفيد السودان من مناقشة مشكلات وآفاق التنمية حول العالم وهو أحوج أن تناقش مشكلته؟ وما فائدة النقاش إذا كان سيكون مجرد (ونسة) لا قيمة لها؟ ثم كيف للمؤتمر الوطني أن يستفيد من تجارب دول شيوعية ليبرالية يختلف معها أيدلوجياً وهو لم يستفيد من تجارب دول إسلامية مميزة ظل مفتوناً بها مثل تركيا وماليزيا؟ إذاً المشكلة ليست في عكس النماذج التي يهوى حزب المؤتمر الوطني الإطّلاع عليها وإنما في الأمراض التي يعاني منها وتجعله مهوساً بالشعارات والإطلاع على تجارب الآخرين، ففيتنام والصين دولتان كانتا أسوأ من السودان في وقت ما ثم قادتها الأحزاب الشيوعية بنكران ذات حتى نالت إعجاب العالم، إذاً الحكمة ليست في التجارب والأفكار التي يذخر بها التاريخ وكتب العلم وإنما في نوعية الإدارة السياسية وتفكيرها السليم.

الفشل الاقتصادي الماثل الآن وغيره من فشل لن تحله الاستعانة بتجارب أخرى ولا يحتاج إلى أوجه فكرية اقتصادية جديدة ولا إلى مقاربة ثقافية لقضايا التنمية والحكم الراشد، إن لم يتمتع المؤتمر الوطني في نفسه بالرشاد، فذاك الفشل لم يقع علينا من السماء وإنما أنتجته سياساته المبنية على المصالح الشخصية وهوى النفوس والكراهية والأنانية والعجز الفكري، وما انهارت الدول عبر التاريخ إلا بسبب هذه الأمراض.
التيار

تعليق واحد

  1. إنه حزب يحب “الشو” يا أستاذة عائشة، وزيره وغفيره. ألم ترين إلى البشكير يكرم أمه على ملإٍ من الناس بدل من أن يدعو ليها في جوف الليل البهيم؟
    وهم كالحمار يحمل أسفاراً، لايستفيدون من فكر ماو ولا هوشي منه. ولا يستفيدون من حضارة إسلامية كانت أو كونفوشية. ولا أفكار ليبرالية كانت أم شيوعية. فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

  2. لايرجي منهم واثبت هنا دعاء زميلي وصديقي الزاحف نحو عقده الثامن ىمع كوكتيل من الامراض والاحزان لم يستطيع ان يوفر لها مروه ولا مال مع ايمان كامل ايمان عجائز ويدعو اللهم يا مالك العظيم اشهد انك االله وحدك لا شريك لك بيدك الحياة والموت اللهم ان جماعة هي لله المنافقه دمرت السودان واهانت عبادك السودانيين هولاء عبادك الطيبين الزهاد المومنين وشوهت دينك العظيم ونفرت العباد منه اللهم ان تعلم فهم خيرا وردهم ردا جميلابتغير سلس هين متسامح كتسامح ناس جنوب افريقيامع معذبيهم ومضطهديم وسارقي اموالهم وخيراتهم كسرقة هولاء وان سبق في علمك الا خيار لذلك التغير الهين المتسامح فتغير شرس عنيف لا يبقي ولا يذر ولا نامت اعين الجبناء

  3. إنه حزب يحب “الشو” يا أستاذة عائشة، وزيره وغفيره. ألم ترين إلى البشكير يكرم أمه على ملإٍ من الناس بدل من أن يدعو ليها في جوف الليل البهيم؟
    وهم كالحمار يحمل أسفاراً، لايستفيدون من فكر ماو ولا هوشي منه. ولا يستفيدون من حضارة إسلامية كانت أو كونفوشية. ولا أفكار ليبرالية كانت أم شيوعية. فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

  4. لايرجي منهم واثبت هنا دعاء زميلي وصديقي الزاحف نحو عقده الثامن ىمع كوكتيل من الامراض والاحزان لم يستطيع ان يوفر لها مروه ولا مال مع ايمان كامل ايمان عجائز ويدعو اللهم يا مالك العظيم اشهد انك االله وحدك لا شريك لك بيدك الحياة والموت اللهم ان جماعة هي لله المنافقه دمرت السودان واهانت عبادك السودانيين هولاء عبادك الطيبين الزهاد المومنين وشوهت دينك العظيم ونفرت العباد منه اللهم ان تعلم فهم خيرا وردهم ردا جميلابتغير سلس هين متسامح كتسامح ناس جنوب افريقيامع معذبيهم ومضطهديم وسارقي اموالهم وخيراتهم كسرقة هولاء وان سبق في علمك الا خيار لذلك التغير الهين المتسامح فتغير شرس عنيف لا يبقي ولا يذر ولا نامت اعين الجبناء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..