الراعي و ما يسمى الثروة الحيوانية

* سلة غذاء العالم السودان و من أغنى بلاد العالم بأراضيه الشاسعة المستوية الخصبة للزراعة و الثروة الحيوانية و المراعى الطبيعية ,, هكذا يدرس تلاميذ مدارسنا و هكذا يدرسه تلاميذ العالم العربي ,, فماذا فعلنا بهذه الهبة و هذه الثروة الطبيعية الربانية ,,
* في سنوات الأولى للحكومة و فى الهياج العصبي الهيستيرى للمشروع الحضاري ,, فرضت الدولة خراج و إتاوة ,, أن تأخذ ثلث المحصول ,, كان وقتها الزبير محمد صالح نائب رئيس الجمهورية و سميت تلك الجباية بثلث الزبير و من ثم إلى ألان يتذكر أهل الشمال تلك المقولة ثلث للطير و ثلث للاسبير و ثلث للزبير و المزارع فاعل خير ,,
* ومن ثم تم التضييق على الزراعه فى انحاء البلاد كلها ,, و هكذا تشرد المزارعين في اكبر مشروعات بالبلاد ,, ثم هجرت الزراعة و بحث المزارعين عن مصدر دخل أخر ,, دخل يوفر لهم احتياجاتهم ,, فنظرة الحكومة ظلت و ما زالت أن على المواطن أن يدفع و يدفع بلا مقابل ,,
* كذلك الثروة الحيوانية في تدهور و سيظل الحال في تدهور ,, بسبب الجبايات و كلمة ادفع ,, هذه الرسوم المهوله من المراعى حتى وصولها الى مناطق الاستهلاك اكثر من سعرها ,,
* ألدوله نفس نظرتها القديمة تأخذ و لا تعطى ,, فشاهدنا فى الاضاحى ان المحلية تأتى و تأخذ و البيطري يأخذ و صاحب الأغنام يحتج بأن لديه إيصالات و لا احد يستمع له و أذا امتنع هددوه بأخذ كبش ثمين و الغريب لا فحص و لا شئ إيصال دون خدمة و دون فحص ,, و إيصالات مكررة ,,
* و الأمر غاية في الغرابة عندما تعمل كل مؤسسه ما يحلو لها فلا تنظيم و لا رقابة ,, هناك خطاب يسدده صاحب المواشي و تصريح من بين بنوده من المحلية و أدارة سوق المواشي مكتوب فيه ان الأغنام مستوفيه للشروط و الاستحقاقات من رسوم مباع و رسوم أداريه و ضريبة دخل و من بين بنوده أيضا نرجو عدم المطالبة بسداد أي رسوم ,, و لكن المطالبة بالطبع مستمرة ,, و الكل يريد ,,
* و الطريق ملئ بنقاط التفتيش و الذى ليس لديه رسوم من حقه أن يوقف العربة و يفتش على مهله و لكن هذه البهائم و تلك الأنعام لا تتحمل العطش و ذاك الطريق الطويل فيموت بعضها و يمرض بعضها و على صاحب المواشي ان يتصرف ,, هكذا هى الأحداث و بطرفي صور لتلك المستندات لمن شاء ان يغالطنا ,,
*هكذا كان يحكى صاحب المواشي بالوجع و الألم و لا يعرف لمن يشتكى و هل يهتم ببهائمه ا وان يضيع زمن في الشكوى ,, التي لن يجد و إن مات بالبكاء احد يستمع إليه ,,
*عدم توفير الدواء و العلاج و عدم وجود أمصال و إناث تصدر و مسلسل مؤلم من المشاكل و الإشكاليات التي هي عصيه على الحل في بلادي ,, فلا شئ منصف و لا عقلاني ,, مستمرون فى هدم و تدمير ما لدينا من ثروات ,, و الجبايات المهولة يتحملها ذاك الراعى و المواطن المسكين ,, فيصبح سعر اللحوم في بلادي مقارنه بدول تستورد اللحوم اكبر ,,
* أي دوله بها أنتاج ,, زراعي او حيواني ,, تجد ان سعر منتجها فى متناول يد أي مواطن ,, و جارتنا مصر فى كل موسم تجد الفاكهة بسعر فى متناول أي شحاذ دعك عن المسكين و الفقير ,, بسعر لا يصدق ,, و كل موسم لديهم صنف من الفاكهة بسعر منخفض جدا ,, و لكن نظرياتنا الاداريه فى هذه البلاد تجعل من السلعة المنتجة محليا مستحيلة على المسكين و عصيه حتى على الميسور ,, فلماذا يكون سعر المستورد اقل من المحلى ,, لاننا بكل بساطه نستقوى على هذا الراعي البسيط و نلهب ظهرة بأسواط السداد فتتكسب الحكومة من عرقه و تمص دمه حتى يموت ,,
* ما أكثر مشاكل و تدهور البلاد ,, و دائما لا حل منصف للضعفاء فلماذا نقتل ثرواتنا بأيدينا سيحملنا التاريخ كيف كان المستعمر أفهم و ارحم من النخب التي حكمت البلاد منذ الاستقلال ,,,, و حديثنا ليس سوى محض حبر على ورق ,, يئسنا من حل فى وقت ينام الكل و الذئاب تأكل الأغنام ,,
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أخي الأستاذ عمر عثمان

    دون الدخول في تفاصيل ما جاء في مقالك من تدهور الزراعة و الثروة الحيوانية إلخ و هذا كله صحيح لسوء إدارة حكوماتنا المتعاقبة و أسوأنهن هذه الحاضرة الآن الجاثمة على صدورنا و ظهورننا و بطوننا فقد إستوقفتني فاتحة المقال (سلة غذاء العالم السودان) و هي عبارة ظللنا نكررها جميعا: حكومة و معارضة و صحف و إذاعات مسموعة و مرئية ومنظمات المجتمع المدني بأنواعها بل و بعض المواطنين و نحن في رأيي في حالنا الماثل لا سلة و لا قفة و لا حتى كيس بلاستيك
    لقد آن الأوان أن نصحو من هذا الحلم الخرافي و أن نعمل على أن يكون السودان سلة غذاء السودانيين أولا و ثانيا و ثالثا و بعدين نشوف

  2. التاريخ لم يسجل للسودان موقف او تقدم و لن يسجل لاننا نركن الى الكسل و الامل بدون عمل و لقد سلطت علينا هذه الحكومة الجشعة الجائرة التى لا عملت و تعمل بلا ذمة و بدون ضمير و بأنعدام الاخلاق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..