رهان البشير.. وإعلام السيسي

لن نتجاوز حدود الأدب ونشكك في ملاحظات وإفادات زملائنا رؤساء التحرير الذين رافقوا الرئيس البشير في رحلته إلى جمهورية مصر العربية.. فاثنان من أهم رؤساء التحرير في الخرطوم.. أكدا النتائج الإيجابية التي خلصت إليها مباحثات الرئيسين.. والزيارة عموما.. كما لن نتجاوز الخطوط الحمراء ونشكك في الإفادات التي أدلى بها فخامة السيد رئيس الجمهورية.. سواء في تصريحاته الصحفية بالقاهرة.. أو في حواره الصحفي بالطائرة الرئاسية.. وهو أمر.. أي الحوار الرئاسي.. يستحق من بادر بفكرته وبتنظيمه التقدير والثناء.. فبجانب ما كشف من إفادات مهمة وثقت للزيارة.. فقد امتص غضبة عمت الوسط الصحفي السوداني وصحيفة أجنبية تحصل على فرصة حوار رئاسي.. فيما تصطف الصحف السودانية في قائمة الانتظار!

ولكن.. كل هذا لن يصادر حقنا بإمعان النظر في المشهد السياسي المصري اليوم.. بل إن كل هذا يفرض علينا إمعان النظر في المشهد المصري تمحيصا وتحليلا.. لإدراك حجم المصدات وشبكات التأمين التي وفرها النظام المصري.. حتى لا يكون ما تم الاتفاق عليه عرضة للعواصف.. وهوج الرياح..

ولعل هناك مفارقة صارخة ينبغي الانتباه إليها.. هي أن زيارة الرئيس السوداني إلى القاهرة جاءت في خضم معركة إعادة ترتيب صفوف حزبه استعدادا للانتخابات العامة.. هذه المعركة التي بدأت منذ أكثر من شهر ولا تزال مستمرة.. وأيا كانت فاعلية هذا الحزب.. وفعاليته محل اتفاق أو اختلاف بيننا.. فالحقيقة المؤكدة هي أن هذا الحزب هو الذراع السياسية التي يتكئ عليها الرئيس في التبشير بسياساته والترويج لها ثم إنفاذها.. ولن تتناطح في ذلك عنزتان.. ولئن أغضبت هذه الصيغة البعض فقل إن شئت.. إن هذا الحزب هو الذي يبشر الرئيس بسياساته.. ويروج لها ويعمل على إنفاذها.. فالمؤكد أن الرئيس لن يغضب من هكذا توصيف لدوره.. سيما وأنه يعبر عن ذلك دائما..

ولئن سأل سائل عن العلاقة بين كل ما ذكرنا وبين تأملنا في المسرح السياسي المصري.. لتجدن الإجابة دونما جهد.. وهي أن الرجل الذي يحكم مصر اليوم.. لا يملك حزبا ولم يفوضه حزب.. وتريث قليلا حتى نشرح أهمية وجود حزب في ظرفنا هذا!

ليس هذا فحسب.. فصحيح أن المشير السيسي تدعمه القوات المسلحة المصرية ويدعمه الشعب المصري.. بدليل فوزه بسهولة في انتخابات الرئاسة هناك.. ولكن الصحيح أيضا.. أن الرئيس المصري اليوم لا سند مباشر له ولا داعم غير مؤسسة الرئاسة.. ونعني بالسند هنا المستشارين والخبراء والأجهزة والمؤسسات الداعمة تبشيرا وترويجا وتنفيذا.. ومؤسسة الرئاسة المصرية اليوم.. هي مؤسسة بكل المقاييس حديثة نسبيا تفتقد إلى الكثير من الخبرات المتراكمة.. بعد خروج أناطين مؤسسة الرئاسة بعد الثورة في مختلف مراحلها.. وغاب كذلك الحزب الحاكم.. فبات ثمة فراغ سياسي واسع في حاجة إلى آليات تملؤه.. خاصة لجهة إدارة القضايا الخلافية.. أو تلك الأكثر تعقيدا.. فماذا يحدث في مصر الآن؟.. ومن يلعب هذا الدور؟

للأسف.. والحال كذلك.. فالواقع أن الإعلام أصبح هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة.. وأصبح هو القائد والموجه الفعلي.. لا للرأي العام المصري.. فحسب.. بل حتى للمسرح السياسي في أدق مفاصله.. والمزعج حقا أن الإعلام.. وفي ما يتعلق بالسودان.. فهو يضم ثلة من أصحاب المصالح الضائعة يمثلون مجموعتين.. مجموعة نظام مبارك التي لا ترى في نظام السودان غير ذلك النظام الذي ظل يتآمر على نظامهم.. أو بالأحرى على مصالحهم.. منذ قصة محاولة اغتيال مبارك وحتى سقوط نظامه.. مع كل دلالات صعود نجم الإسلاميين عقب ذلك.. أما المجموعة الثانية فهي مجموعة نظام مرسي، إن جاز التعبير.. وهذه لا ترى في نظام الخرطوم إلا خائنا تخلى عنهم.. في لحظة ما.. ولا ننسى أصحاب المواقف التاريخية الذين ما زالوا يحلمون بسودان تحت التاج المصري العظيم!

عليه.. وفي ظل غياب أوعية سياسية قادرة على ملء الفراغ الناجم عن غياب حزب حاكم.. ومؤسسات ذات خبرة وقدرة وفعل وتأثير.. تصبح كل اتفاقات السيسي.. تحت رحمة الإعلام.. ولا نقول في مهب الريح!
اليوم التالي

تعليق واحد

  1. أستاذ لطيف
    أقرأ وأقول لنفسي يكتب لطيف وكأن البلد 100% ديمقراطية ، ورئيس منتخب له وزنه وثقله لأنه يعمل على سيادة البلد ، بل وكأن رؤساء التحرير هم من بطن تلك الديقراطية نفسها؛فإن كان ذلك هو الواقع؛ فيحق لك أن تنقد رئيس مصر الذي جاء عبر الديقراطية ورئيس سيادي 100% ، وهي السيادة التي يعمل ضدها الإخوان المسلمون ويستبدلونها بالحركة الإسلامية العالمية وهماً وايهاماً.

    أما أنتَ فقد فخـَّمْتَ مَنْ لا فخامة له؛ إنه مجرم حرب يا صديق؛؛ وهل نسيت أن في عهد مرسي وحين زار السودان كان البشير يقول مبرراً حين طالبت الجماهير عبر الصحف باسترداد حلايب وشلاتين كان ردهم هذه حدود رسمها المستعمر [راجع كلام ربيع عبد العاطي]..

    لـماذا لا تُسمون الأشياء بأسمائها؟ لماذا؟
    هذه عصابة وليست بحكومة [راجع المظاهرات خط أحمر وكل من يتقدم لها سينال الموت] ، هل حكومة سياسية تقول ذلك؛؛
    يا أستاذ في أي عصر من العصور منذ قبل التاريخ وحتى الأن أعطت سلطة رجل الأمن كامل الحصانة لدرجة أنه يقتل ولا يُسال ؟؟ وأنت تعرف أن الحصانة هي للدبلوماسيين خارج بلادهم أي بمعنى أنهم ليسوا فوق القانون وإنما يحاكمون في بلادهم ؛؛ هذه هي الحصانة أما الحصانة التي تجعل إنساناً فوق القانون لم نقرأها ولم نسمع بها في بقعة مكانية أو فترة زمانية…
    مثل هذا يقال له “فخامة الرئيس”. . . ما كان هناك داعي لهذا المقال على الإطلاق؛؛ وأخيراً إذا كان السيسي بلا حزب ،، فناسك ديل بلا حزب وبلا جماهير وبلا شرعية وبلا دين

  2. طيب يا عبقري زمانك .. قريب مرتك ده عنده حزب او مؤسسات ما هو حاكم البلد بي ضراعو لا سند شعبي لا جيش ولا اعلاميين محترمين كلكم اصحاب مزامير وقدامك انتخابات حزبه المسرحية الهزبية

    بعدين ما صاح انصار مبارك وانصار مرسي ماخدين عليكم الخيانة والتامر .. عايزين يدوكم جائزة كمان ؟؟

  3. ..

    محمد لطيف على آخر ايامـه بقى … ك و ز …. ولا ايه ؟؟

    أي حزب هذا الذي تتكلم عنه يا محمد لطيف ؟ هذه عصابة .. وانت تعلم ذلك فلماذا هذا التدليس … ولماذا لا تسمو الأشياء باسمائها … هؤلاء لا يملكون لا شرعية ولا دين حتى ؟؟؟

    ..

  4. محمد لطيف…
    واضح أنك إسم على مسمى فعلا لا مجازا…
    باختصار تحليلك لطيف … لكنه لا يفضي إلا الي النتيجة تامعاكسة لما قصدته!
    المشير السيسي دكتاتور … يسنده مطلق الشعب المصري بكل مكوناته ما أوضحت الإنتخابات الأخيرة.
    بينما المشير البشير … دكتاتور يعارضه مطلق الشعب السوداني بجميع مكوناته كما أثبتت الأنباء المتواترة حول فرص ترشيحه للرئاسة غصبا عن الدستور
    فقد أثبتت بداية المعركة أن مشيرك البشير لا يستند حتى على تأييد أهل بيته/حزبه
    والدليل نتيجة انتخابات مجلس الشورى أمس باستباق تكريس البشير مرشحا أوحد للحزب
    غصبا عن المؤتمر العام للمؤتمر الوطني والتى قد تأتي بنتيجة مغايرة!!
    قال حزب قال …

  5. السيسي ليس رئيسا ديمقراطيا بمعنى الانتخاب و الحزب و الاحزاب المنافسة بمعنى الكلمة بل هو رئيس دفع به العسكر في وجه الحكم الاخواني و تساندهم القوى السياسية الوطنية و بدعم كبير من الانظمة العالمية و الاقليمية التي و جدت الفرصة سانحة للإنقضاض على تنظيم الاخوان فلكل هذه الموازنات الداخلية و الخارجية المعلومة جاء السيسي و لهذا كان البرود في العلاقة مع السودان الى ان جاءت زيارة السيسي الغير مرتقبة لحسابات ترتهن عليها المؤسساتية في العلاقات المصرية السودانية بكل ما تحمل الكلمة من معاني لكن السؤال الاهم هل أسسنا لنفسنا مؤسسات تدير العلاقة مع مصر و هي أهم دولة لعبت و تلعب الدور المحوري في سياساتنا الخارجية و لم نستطع حتى هذه الزيارة الاخيرة للرئيس البشير التخلص من هذه الصيرورة

  6. شكرا للقراءة الناعمة فى دعم الرئيس يا لطيف
    اولا لا مقارنه لداعمية السيسى وداعمية الحزب الوهمى للبشير
    السيسى تدعمه مؤسسة الدوله العميقة فى مصر والتى لاتقدر بحزب كحزب البشير
    تانيا ذى حزب البشير دا السيسى يستطيع عمله فى ساعات فهو حزب لسلطة حاكمة بيلتقوه اى ناس بعملوا انقلاب يعنى البشير لما جا كان عنده حزب ما نجروا من شبطوا
    متلحف بالسلطة … لعلمك الشعب المصرى الداعم السيسى مش شوية ناس لحم راس
    السيسى مدعوم بمؤسسات فعلية تشمل احزاب (على فكرة بعضها عملتو المخابرات لدعم ارجاع الدولة العميقة فى مصر دعم السيسى وما زال موجود على راس تلك الاحزاب قيادات مدنية رفيعه ) بمنظمات نراة وشباب مدعوم حتى من اللجان التموين والفرق الرياضية
    من يظن ان السيسى ما مدعوم من مؤسسات لها قراراتها التى تمشى على السيسى فهو واهم
    اعلام مين ياعم ؟؟ اولا تدرى انت ان الاعلام فى مصر برضو عنده سيد وهو اعلام مؤسسات وما اعلام لحم راس كاعلامكم ؟؟؟

  7. كتب لطيف (ومؤسسة الرئاسة المصرية اليوم.. هي مؤسسة بكل المقاييس حديثة نسبيا تفتقد إلى الكثير من الخبرات المتراكمة.. بعد خروج أناطين مؤسسة الرئاسة بعد الثورة في مختلف مراحلها.. وغاب كذلك الحزب الحاكم.. فبات ثمة فراغ سياسي واسع في حاجة إلى آليات تملؤه.. خاصة لجهة إدارة القضايا الخلافية.. أو تلك الأكثر تعقيدا.. فماذا يحدث في مصر الآن؟.. ومن يلعب هذا الدور؟)
    اذن فانت لا تعرف مصر ولا تعرف كيف تحكم مصر !!
    قبل ما نمشى لى مصر السؤال المزعج هل انت بتفترض ان دا كلو موجود فى السودان وبالتالى لامقابل له فى مصر ..؟
    الرد ممكن يكون ذى ما ديل راكموا الخبرات وكونوا جزبهم الفرحانين بى دا الكلام دا ما بياخد مع السيسى غلوه ممكن يعمل بضربة لازب حزب اليوم بالنهار فقط يفوق حزب البشير بتاع 30 سنة حنكة ودهاء ولولوة بمئات السنين الضوئية
    لكن تعال نشوف قصة انزعاجك من قصة الحداثة وعدم تراكم التجربة من الفاعليين السياسين فى مصر او كما قلت انت !!

    اولا انت قايل السيسى ذاتو هين .. دا داهيه من دهاه الزمان ح يسجلها التاريخ وليس كما يظن الكتيرين
    مؤسسة رئاستو عجايز من زمن حفروا البحر كيف ماعندهم تجربة ؟ هى بالضرورة التجربة لازم تكون كانت مع الحزب الحاكم ؟ ديل تجاربهم شاربه موية فشل التجارب السابقة .. فى احسن من كدا تجارب ؟ الكلام القلتو دا كلام نظريا وفى ذى بلدنا ممكن تكون عنده وجاهه لكن فى مصر لا والف لا واقعيا ماعنده محل وفى مصر تحديدا لايمكن ان يكون صحيحا وربنا يعمى من كلامك دا المصريين

  8. صح النوم يا ادارة رسلنا 100 رد
    لالالالالالا للرقابة القبلية ياناس الراكوبة
    هههههههههههههههه

  9. افضل شئ لنا كسودانيين انضوائنا تحت التاج المصرى لانه فيه عز وشرف لنا .انا اعرف ان كثيرا من الزيلان اصحاب العقول الفارغة سيكيلون لى الشتائم وعدم الوطنية ولكنهم قصارى بصر وبصيرة .ماذا اخذنا من استقلالنا منذاكثر من خمسين عاما غير التخلف والجهل والانقسام وهذا ظاهر وواضح للاعمى قبل البصير لقد صرنا اخس واحط واسفل وازبل شعب فى العالم وحتى الشعوب الافريقية التى كانت ادنى منا بدات تتعالى علينا وتعتبر نفسها اكثر تقدما منا وتضعنا تحت اقامهم افيقوا جميعا ايها المغيبون لاننى احس ان الصباح سوف ياتى ولكن بدون سودان

  10. والله مصيبة. يجب أن لا يدع الإعلام السوداني فرصة للإعلام المصري (المندثر)، العودة إلى الحياة مرة أخرى، كما يجب معاملته معاملة إعلام غير فاعل وغير مؤثر ومحلي محض لا تتجاوز تأثيراته دلتا مصر…… كم اغضبني (الهيجان) الذي أحدثه الرسم الكرتوني عن البشير….. ليت صحافتنا سكتت عن ذلك ولم تعره انتباهاً……… الإعلام المصري تقزم في عهد قنوات الجزيرة والعربية وثورة الانترنت وغيرها من المنافذ الإعلامية التي أصبح بمقدور أي دولة امتلاكها…. لذا لا تدعوا الإعلام المصري يستعيد حياته ودوره المفقود على حسابنا………… إنه إعلام تافه جارج تقوده عصابات هي أبعد ما تكون عن روح الإعلام……..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..